«علف الحيوانات» بديل الجوع في غزة
في مشهد يوحي بالنقص الحاد في المساعدات الغذائية والإنسانية إلى أهل قطاع غزة المحاصر، إذ انتشرت المجاعة في شوارع القطاع ما اضطررهم إلى طحن أعلاف الحيوانات لصنع الدقيق منه وإطعام أطفالهم الجياع.
ماذا بعد علف الحيوانات؟
ويقول خبير التغذية المصري الدكتور عمرو ناجي، إن «الدقيق المطحون من علف المكون من الذرة أو الشعير ليس له أضرار، لكن المداومة على عناصر بعينها لفترة طويلة تضر الجهاز المناعي، لغياب العناصر الغذائية الكافية مثل البروتين والكربوهيدرات وغيرها»، محذرا من «إصابة شعب غزة بمتلازمة الجوع».
ويضيف ناجي في تصريح إلى «خليجيون»:«من الوارد انتشار بعض الأمراض جراء نقص الفيتامينات مثل شلل الأطفال والسل الرئوي والغذاء، والكوليرا والتيفود كما حدث في الصومال والسودان نظرا لانخفاض مخزون النسيج الدهني لديهم».
البدانة قادمة
وعن أضرار نقص أغلب أشكال الغذاء في القطاع الفلسطيني مستقبلا، توقع خبير التغذية:«إصابة الشعب الفلسطيني من أمراض البدانة خلال فترة قادمة حتى لو انتهى العدوان، جراء فترات التجويع المتعمد ما أدى إلى تخزين الدهون داخل الجسم تلقائيا».
ويعاني أهل غزة من حصارا خانقا على مدينة غزة وشمال القطاع، حيث مُنعت المساعدات غذائية من الوصول إلى هذه المناطق، ما أدى إلى نفاد كل ما يملكونه من طعام ومياه صالحة للشرب.
فراغ الأسواق
ومنذ أسابيع فرغت الأسواق في مدينة غزة وشمال القطاع من دقيق القمح، ما دفع المواطنون إلى طحن الحبوب المخصصة لصناعة أعلاف الحيوانات.
ومنذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر العام الماضي، قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا إنسانية كارثية، وفقا لمصادر محلية وأممية.
وكان برنامج الأغذية العالمي، قد أعلن الثلاثاء، «تمكنه بصعوبة من تقديم مساعدات غذائية (ضئيلة جداً) إلى جنوب قطاع غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن «خطر حدوث مجاعة في مناطق قطاع غزة لا يزال قائماً».
وأوضحت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط، حسبما نقلت «رويترز»، أنه «من الصعب الوصول إلى الأماكن التي نحتاج إليها في غزة، خاصة في شمال القطاع»
وأضافت: «كميات قليلة جداً من المساعدات تجاوزت الشطر الجنوبي من قطاع غزة.. أعتقد أن خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة لا يزال قائماً إلى حد كبير».