خليجيون| لبنان بين «جنوب مشتعل» و«شمال يترقب»
يمضي لبنان على وتر مشدود من الأزمات الخطرة، بين جنوب مشتعل وشمال يترقب سيناريوهات حرب ما تزال رهينة العدوان الإسرائيلي على غزة، بالتزامن مع أزمات اقتصادية وسياسية طاحنة.
مؤخرا، نشرت دولة الاحتلال الإسرائيلي، منظومات راجمات للصواريخ «إم إل آر إس» على الحدود مع لبنان، واستدعت المزيد من القوات، بعد أسبوع من اغتيال إسرائيل قيادي بالفصائل الفلسطينية جنوب بيروت.
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن المنظومة لديها القدرة على إطلاق رشقات صواريخ ضخمة ودقيقة قادرة على قطع عشرات الكيلومترات بحسب نوع الصواريخ المستخدمة، في شكل من أشكال التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في ظل هجمات إسرائيلية مستمرة على جنوب لبنان.
تصعيد محتمل يراه المحلل السياسي اللبناني زهير ماجد «محكوما مسبقا بقوانين واتفاقات غير مكتوبة لاتسمح بتحول الصراع إلى حرب شاملة أو اشتباكات دائمة».
ويضيف ماجد في اتصال مع «خليجيون» عن طبيعة الاشتباكات بيين حزب الله والكيان الإسرائيلي بالقول «مايجري في جنوب لبنان يبدو خطيرا»ـ لكنه يقول «المتابع يعرف كم هو وضع معقد.. لكن يظل على إيقاعه المرسوم بألا يتجاوز حدوده للخطر الأكبر بالوصول إلى الحرب الشاملة».
اتفاق على الحرب
وشن حزب الله هجوما قويا بالطائرات دون طيار على مقر قيادة عسكري إسرائيلي ردا على تنفيذ إسرائيل عمليتي اغتيال لقيادات في الفصائل الفلسطينية وحزب الله.
في السياق نفسه، يستبعد أستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور طارق فهمي أن ينساق حزب الله إلى حرب شاملة أو مواجهات دائمة مهما كان الاستفزاز الإسرائيلي، مدلا بردة فعل الحزب وخطابات أمينه العام حسن نصر الله بعد حوادث اغتيال العاروري وغيرهم على الأراضي اللبنانية.
يعاني الاقتصاد اللبناني من أزمات اقتصادية وسياسية عاصفة حدا بالبلاد أن تستمر دون رئيس لمدة أكثر من عام وهو مايراه المحلل اللبناني « خطر كبيرا على الدولة اللبنانية»، قائلا« لبنان بلا رئيس جمهورية منذ أكثر من سنة ولا وزارة ولديه الكثير من الأزمات الاقتصادية والكهربائية ويضيف الوضع الحالي في جنوبه إرباكا جديدا ومزيدا من الانقسام الداخلي بين اللبنانيين».
ويعاني لبنان من أزمة تلو الأخرى منذ انهيار نظامه المالي، وهو ما يمثل بداية لأكثر المراحل تسبباً في زعزعة الاستقرار منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
أزمات يراها فهمي في حديثه لـ«خليجون» ناتجة في الأساس من التدخلات الخارجية في لبنان قائلا «دول كثيرة تنشب أظفارها في الداخل اللبناني بقوة على حساب القرار اللبناني الوطني، مذكرا بـ «التركيبة السياسية الخاصة في لبنان».
وفقدت العملة اللبنانية أكثر من 97% من قيمتها منذ عام 2019، تسارع انهيارها في الأيام القليلة الماضية فتجاوز سعر صرف الدولار الواحد 63 ألف ليرة، مما أدى إلى إفقار مزيد من اللبنانيين.
ورغم الأزمات الكثيرة يقول زهير ماجد «لا يشعر اللبنانيون أن حربا أو معارك تدور في الجنوب اللبناني رغم أن حزب الله قدم 150 شهيدا».
موقف رسمي باهت
وأصبحت المساعدات الخارجية أكثر أهمية من أي وقت مضى في توفير الغذاء للناس ولقوات الأمن، علماً أن الولايات المتحدة وقطر تساعدان في دعم رواتب الجنود.
وعلى الرغم من تردي الأوضاع، لا تحرك النخبة السياسية الحاكمة ساكناً تقريباً لمعالجة الأزمة، وهو مايفسره المحلل اللبناني زهير ماجد بالقول إن لبنان الرسمي المتمثل في نجيب ميقاتي رئيس الحكومة ينسجم ويؤيد ما يفعله حزب الله في الجنوب وليس لديه شي أخر ليفعله، قائلا بخلاف ذلك السلطات عاجزة عن أي مشاركة آخرى».
ويضيف زهير ماجد أن ثمة «وفاق بدون اتفاق بين إسرائيل وحزب الله بعدم اندلاع حرب شاملة إلا إذا تجاوزت إسرائيل ما هو مرسوم في المعادلة»، مستشهدا أن المعارك بين الحزب والاحتلال نهارية وتكاد تنعدم في الليل وأن ما يجري في جنوب لبنان أقل من حرب وأكبر من معارك متبادلة».
ويختتم المحلل والكاتب اللبناني أن «حزب الله مستمر في حربه اليومية طالما لم يحدث وقف لإطلاق النار في غزة ما يعني مزيدا من الدمار والشهداء في ساحة الجنوب والأخطار».
اقرأ أيضا:
لمرضى القلب تجنبوا الخروج عندما يكون الجو حارا حفاظا على ارواحكم
تحقيق استقصائي دولي يفضح انتهاكات الاحتلال: دبابة إسرائيلية قتلت صحفيا في جنوب لبنان