بنات جيش الاحتلال يتمردن على الخدمة العسكرية
استقل مجندات جيش الاحتلال الإسرائيلي قطار التمرد ضد القيادة العسكرية، عندما قررن رفض تأدية خدمة استدعتهم إليها حكومة الحرب التي تشن عدوانًا على قطاع غزة.
تقارير عبرية، كشف عن رفض عشرات المجندات مغادرة مركز تجنيد تابع للجيش الإسرائيلي بعد أن جرى تعيينهن للعمل كمراقبات عسكريات، وفقا لتقرير نشره موقع «Ynet» الإخباري الإسرائيلي.
اعتقال مجندات متمردات
وذكر التقرير أن 50 مجندة اعتقلن أو احتجزن بسبب رفضهن مغادرة مركز التجنيد والسفر إلى قاعدة التدريب في مدرسة حماية الحدود في سياريم بإسرائيل تمهيدا للعمل كمراقبات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها جيش الاحتلال تمردًا على قرارات قادته، حيث سبق أن عصفت به حالة تمرد، بعد قرار إقالة قائدين بتهمة التراجع عن الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
قبل شهرين، نشرت تقارير عبرية معلومات عن رفض حوالي نصف الجنود والضباط ضمن الكتيبة المعنية العودة إلى الخدمة، احتجاجًا على فصل قائدي سرية فيها، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وقتها قرر جيش الاحتلال إقالة ضابطين، هما قائد سرية ونائبه، على خلفية انسحاب تلك السرية من إحدى المعارك العنيفة التي اندلعت مع المقاومة الفلسطينية، التي حاولت التصدي للتوغل البري الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
وتسببت تلك الحادثة وقتها في أزمة حادة بين مقاتلي السرية وقائد الكتيبة التابعة لها، ما دفع نصف المقاتلين إلى عدم العودة للوحدة، بسبب قرار اللواء، الذي عدوه منحازاً لقائد الكتيبة على حساب قائد السرية، وفق الصحيفة.
أما أحدث تمرد داخل الجيش الإسرائيلي، بطله مجندات يعتقدن أنهن طعمًا للمقاومة الفلسطينية، رغم أن القيادة العسكرية نفت الأنباء التي تحدثت عن احتجاز أو اعتقال المجندات الرافضات وقال إنه جرى إرسالهن لمنازلهن.
وذكر ناطق باسم مركز التجنيد التابع للجيش الإسرائيلي حيث وقعت الحادثة أن نسبة المجندات الرافضات للعمل كانت متوقعة وضمن الحدود الطبيعية خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وواجهت القوات الإسرائيلية موجة انتقادات إعلامية، بعدما سلمت حركة حماس مجموعة من الأسرى الإسرائيليين في قلب مدينة غزة، ما أثبت أنها لا تزال قادرة على المواجهة، بعدما كانت القيادات العسكرية الإسرائيلية أكدت وقتها أنها قضت على عشرات القيادات في حماس، وأضعفتها بشكل كبير ولم يعد لديها شيء في شمال قطاع غزة.
بنات جيش الاحتلال خائفات من المقاومة
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن هجوم حماس على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وشمل قاعدة ناحال عوز العسكرية، أدى إلى مقتل 15 مراقبة واختطاف ست أخريات إلى غزة كرهائن.
وأضافت الصحيفة أن عددا من المراقبات تمكن من النجاة من الهجوم بعد اللجوء لغرفة في القاعدة والاختباء هناك بين جثث القتلى. وكانت مجموعة من المجندات المكلفات بالمراقبة كشفن للصحيفة في نوفمبر الماضي أن محاولاتهن العديدة لتحذير قادتهن من نشاط غير عادي على طول السياج الحدودي تم تجاهلها إلى حد كبير في الأيام والأسابيع التي سبقت تسلل حماس.
وشملت هذه التحذيرات تقارير عن قيام حماس بتحركات بالقرب من السياج، ونشاط للطائرات المسيرة ومحاولات لتدمير كاميرات المراقبة وكذلك استخدام مكثف للشاحنات والدراجات النارية، وحتى التدريبات على استهداف الدبابات.
وتقول الصحيفة إن المجندات يعتقدن أن رفض الاستجابة لتحذيراتهن ينبع جزئيا من غطرسة الضباط المسؤولين عنهن، وكذلك بسبب التمييز الجنسي لكونهن نساء. ونقلت الصحيفة عن إحدى المراقبات القول إنه «ليس هناك شك في أنه لو كان هناك رجال يراقبون أمام تلك الشاشات، لكانت الأمور مختلفة».
فقء «عيون الجيش»
ويطلق عديدون على جنديات المراقبة اسم «عيون الجيش»، لأنهن يقدمن معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي للجنود في الميدان على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.
وتجمع الجنديات معلومات من خلال مجموعة متنوعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار والخرائط، ويتوقع منهن أن يكن على دراية تامة بكل التفاصيل الصغيرة في مساحة 15-30 كيلومترا من المنطقة التي تتحمل كل واحدة منهن مسؤولية مراقبتها.
وبمجرد جمع جنديات المراقبة المعلومات ذات الصلة، يتم تمريرها إلى سلسلة القيادة، بما في ذلك مسؤولي المخابرات الذين يحددون بعد ذلك الخطوات التي يجب اتخاذها.