مسؤول يمني لـ«خليجيون»: هجمات الحوثي هدمت خطة الحل السياسي الأممية
اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أن هجمات جماعة أنصار الله «الحوثيين» بالبحر الأحمر هدمت خطة الحل السياسي الأممية التي قطعت شوطًا خلال العام الماضي، بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للمعضلة اليمنية.
وبدأ الحوثيون، في نوفمبر الماضي، هجمات بالبحر الأحمر تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو المتوجهة إليها، دعمًا للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي 18 ديسمبر الجاري أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن تشكيل تحالف من عدة دول، من أجل ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
ومنذ ذلك الحين شنت الجماعة ما لا يقل عن 34 هجومًا على السفن عبر الممرات المائية المؤدية إلى قناة السويس، وتعهدت بمواصلة الهجوم حتى تنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس. في حين تتحدث أطراف محلية وإقليمية عن تأثير هذا التدخل على الملف اليمني المتأزم.
ما تأثير هجمات الحوثي؟
ويدافع المؤيدون لهجمات الحوثي بأن تلك العمليات تأتي في إطار ما يسمونه محور المقاومة، لمساندة الحركات الفلسطينية في مساعيها للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي، لكن معارضون لهذه الهجمات يعتقدون أن توابعها على الصعيد المحلي اليمني ثقيلة ولا تتحملها الدولة التي تعاني أزمة سياسية.
من جانبه، قال مستشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة سامي الكاف إن تلك الهجمات تهدم الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى الالتزام بإجراءات أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص لدى اليمن هانز غروندبرغ والمفترض أنها تمهد الطريق نحو عملية سياسية تنهي الصراع الذي طال أمده أكثر مما ينبغي أو متوقع.
وأوضح الكاف، في تصريحات إلى «خليجيون» إنَّ «حاجة المواطنين في اليمن إلى دولة وطنية جامعة، تحميهم وترعى مصالحهم وتحفظ أمنهم وأمن جيرانهم، تزداد أهمية أكثر من أي وقت مضى».
وأكد الكاف، الذي صدر قرار من رئيس الوزراء معين عبد الملك مؤخرًا بتعيينه في منصبه الحكومي، الحاجة إلى «دولة قانون لا تكرر أخطاء الماضي أو تعمل على إعادة إنتاجها بأشكال جديدة»، مشيرًا إلى أن الدولة المنشودة ذات صبغة «مدنية حديثة تقبل الجميع بغض النظر عن معتقداتهم الدينية والسياسية والفكرية».
أسوأ أزمة إنسانية في اليمن
وتحدث المسؤول اليمني عن أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم تعيشها البلاد حاليًا، لافتا إلى أنه «كلما اقتربت الجهود الدبلوماسية الساعية إلى السلام وفق مرجعيات متفق بشأنها إقليميًا ودوليًا لتنفيذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها أن تمهد الطريق نحو عملية سياسية تنهي الصراع، تسارع جماعة الحوثي إلى افتعال ما يصيب هذه الجهود بمقتل كما يحدث في البحر الأحمر».
واعتبر أن تلك الهجمات و«تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن أدى إلى تداعيات خطيرة تضررت منها دول عدة إقليميًا ودوليًا على نحو واضح».
وكررت الحكومة اليمنية التي تستقر في عدن، انتقادها لجماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء، بسبب الهجمات التي تشنها بالبحر الأحمر. وسبق أن تحدث رئيس الوزراء معين عبد الملك عن تداعيات خطيرة لتلك التوترات على الأمن الغذائي وارتفاع كلفة التأمين والشحن البحري على السفن المتجهة الى الموانئ اليمنية، ومضاعفة الأعباء الاقتصادية وتأثيرها على تعميق الأزمة الإنسانية للشعب اليمني.
كما قال وزير الإعلام معمر الإرياني إن الهجمات الحوثية «تهدد بهجرة شركات الملاحة من البحر الأحمر، وتلحق الضرر بإيرادات قناة السويس التي تمثل الشريان الحيوي والدعامة الأساسية وأحد مصادر الدخل الرئيسية للاقتصاد المصري والعملة الصعبة، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر».
واعتبر الإرياني أن «الترويج لآثار تلك الهجمات على اقتصاد إسرائيل أو فرض الحصار عليه، كاذبا ومضللا، مشيرا إلى انخفاض حركة المرور البحرية عبر ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر بنسبة 80%، يتجاهل حقيقة أن الميناء يتعامل مع 5% فقط من تجارة إسرائيل المنقولة بحراً، وأن معظم الإيرادات تمر عبر موانئ إسرائيل الكبرى على البحر الأبيض المتوسط».
اقرأ أيضًا:
إنذار بالطرد.. «الحوثي» تطلب مغادرة الأميركيين والبريطانيين من اليمن
أميركا قد تخسر الحرب ضد الحوثي في اليمن لهذا السبب.. محلل عسكري روسي يوضح