هل إيران وراء هجوم «البرج 22»؟
وجهت واشنطن الاتهام إلى فصائل مدعومة من طهران، بعد الهجوم النادر الذي أودى بحياة 3 عناصر من الجيش الأميركي في الأردن.
لكن ممثل إيران في الأمم المتحدة قال في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية «إرنا»، إن «إيران ليس لها علاقة بهذه الهجمات»، لافتًا إلى أن الصراع يدور بين جيش الولايات المتحدة الأميركية وجماعات المقاومة في المنطقة.
وتعليقًا على بيان لوزير الخارجية البريطاني، ديفيد كامرون، دعا فيه طهران إلى «وقف التصعيد»، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان أوردته «إرنا»، إن «هذه الاتهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة».
وقُتل 3 من عناصر الجيش الأميركي في هجوم بطائرة مسيرة على موقع عسكري في الأردن، حمّل الرئيس الأميركي، جو بايدن، مسؤوليته لفصائل مدعومة من إيران، وتوعد بالرد.
وذكرت شبكة «سي إن إن» وصحيفة «وول ستريت جورنال»، أن الموقع المستهدف هو «البرج 22»، وهو موقع عسكري صغير في الأردن، بالقرب من حدود البلاد مع سوريا.
وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها عسكريون أميركيون بنيران معادية منذ بدء العدوان على غزة، وسيزيد هذا الحادث من التوترات في المنطقة، ويغذي المخاوف من توسع نطاق الحرب إلى نزاع يشمل إيران بشكل مباشر.
كما أعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية أن عدد جرحى الهجوم الذي وقع قرب الحدود السورية بلغ 34 عسكريا أميركيا، أجلي 8 منهم خارج الأردن. وقالت إن هويات القتلى ستُحجَب إلى حين إخطار عائلاتهم.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن نحو 350 عسكريا من سلاحَي البر والجو الأميركيين ينتشرون في القاعدة، وينفّذون عددا من مهمات الدعم الأساسية، بما في ذلك دعم قوات التحالف ضد تنظيم «داعش».
وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا، لأكثر من 150 هجوما منذ منتصف أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ماذا تعرف عن «البرج 22»؟
وبعد الهجوم كثُر الحديث عن «البرج 22»، ومدى أهميته، حيث يقع في مكان استراتيجي مهم بالأردن في أقصى الشمال الشرقي عند التقاء حدود المملكة مع سوريا والعراق، وفق وكالة «رويترز».
ويبقى المكان غامضًا عن الكثير من المواطنين، لكنه يقع قرب قاعدة «التنف» الواقعة في الجهة المقابلة داخل الحدود السورية وتضم عددًا صغيرًا من الجنود الأميركيين، والتي اضطلعت بدور رئيسي في الحرب على تنظيم «داعش».
ويقع البرج 22 على مسافة قريبة بدرجة كافية من القوات الأميركية في «التنف»، بحيث يمكن أن يساعد في دعم تلك القوات. لكن لا يعرف على وجه الدقة عدد العسكريين الأميركيين في البرج 22.
القوات الأميركية بالأردن
ويستضيف الأردن مئات المدربين الأميركيين، وهو واحد من الحلفاء بالمنطقة الذين يجرون تدريبات ممتدة مع قوات أميركية على مدار العام.
ومنذ بداية الصراع السوري عام 2011، أنفقت واشنطن مئات الملايين من الدولارات لمساعدة عمان في إنشاء نظام مراقبة متطور يعرف باسم برنامج أمن الحدود لوقف تسلل المسلحين من سوريا والعراق.
ومساء الأحد، تعهد بايدن بالرد بعد الهجوم، وقال أثناء زيارة إلى ولاية ساوث كارولاينا: «كان يومنا صعبا الليلة الماضية في الشرق الأوسط. فقدنا ثلاثة أرواح شجاعة».
ولم تكشف واشنطن خياراتها المتاحة للرد على الهجوم، فيما يرى محللون أن هناك عددا من السيناريوهات المحتملة للتعامل مع هذه التهديدات، في وقت يواجه فيه بايدن انتقادات داخل الكونغرس بسبب ضرباته الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن.
اقرأ أيضًا:
مقتل 3 جنود أميركيين في هجوم «مسيرة» بالأردن وبايدن يتوعد إيران
اتساع رقعة الحرب تنهي الخصومة التركية - الإيرانية
إيران تعزز الحوثيين بأسلحة متطورة.. وأميركا تستجدي وساطة الصين