«خليجيون»| بعد «هجوم برج 22».. هل ينجر الأردن إلى «مشاجرات» الشرق الأوسط؟
فتح الهجوم الذي طال القوات الأميركية في الأردن نقاشًا حول مصير التصعيد في الشرق الأوسط، وتأثيره المحتمل على المملكة الهادئة نسبيًا بعيدًا عن الصراعات الحالية، والتي بدورها ردت سريعا بأن «هجوم برج 22» يقع خارج أراضيها، وهي مقدمة لتجنب جرها على بقعة الصراع.
ويرى محللون سياسيون واستراتيجيون أن ال هجوم بطائرة بدون طيار في الأردن، تطور متوقع ضمن اتساع رقعة الحرب الذي حذرت من حدوثه دول في المنطقة، لافتين إلى أن الوجود الأميركي مهدد في أي مكان على الأرض.
الدكتور نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، في تصريح إلى «خليجيون» تقول إن «الحرب على غزة أدت إلى مخاطر في المنطقة واتساع رقعة الحرب في البحر الأحمر و العراق وجنوب لبنان ومؤخرا في الأردن، منوهة إلى أن استمرار العدوان على غزة سيؤجج من اشتعال الأوضاع في المنطقة».
وأسفر هجوم بطائرة مسيرة عن مقتل 3 جنود من الجيش الأميركي وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار على موقع أميركي صغير في الأردن، في تطور الأول من نوعه من حيث استهداف القواعد الأميركية في المنطقة منذ بداية حرب غزة.
الوجود الأميركي بات مهددا في أي مكان على الأرض
وأضافت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية إن «الوجود الأميركي بات مهددا في أي مكان على الأرض وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها نتيجة زيادة الضغينة والغرب في العالم جراء الحرب في غزة».
وتابعت: «ليس شرطا أن تكون العلاقات جيدة مع البلد التي تستضيف قوات أميركية مثل الأردن لتصبح في مآمن عن أي هجمات قد تتعرض لها»، مردفة:«المصالح الأميركية معرضة للخطر في المنطقة برمتها مع استمرار أزمة غزة».
ولفتت إلى أن هناك فارق بين مواجهة الولايات المتحدة لنشاط تنظيم داعش في العراق وسوريا وبين الجماعات التي تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة مشيرا إلى الهجمات الحالية بداية إلى فوضى دولية وعلى المجتمع الدولي صدها.
وأسفر هجوم بطائرة مسيرة عن مقتل 3 جنود من الجيش الأميركي وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار على موقع أمريكي صغير في الأردن، في تطور الأول من نوعه من حيث استهداف القواعد الأميركية في المنطقة منذ بداية حرب غزة.
وقُتل الجنود الأميركيين في البرج 22 في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا تصعيدًا كبيرًا للوضع المحفوف بالمخاطر بالفعل في الشرق الأوسط.
جهود أميركية فشلت في احتواء رقعة الحرب
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، حذر البيت الأبيض من اتساع نطاق الحرب الجارية على قطاع غزة، حيث أرسلت أميركا حاملتي طائرات البحر المتوسط، فضلا عن نشر أكثر من 20 قطعة بحرية، وتعزيز، بهدف ردع أي أطراف تحاول التدخل.
ولم يسفر الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة عن منع اتساع رقعة الحرب، بل تعرضت القوات الأميركية في المنطقة لهجمات بحرية من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تعرض قواعدها في العراق وسوريا والأردن لهجمات متنوعة.
هجوم ليس الأول
وبرز نجم الفصائل العراقية التي تطلق على نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق»، إذ تنفذ هجمات على الأراضي المحتلة الفلسطينة وفي نفس الوقت ترسل طائرات مسيرة محملة بصواريخ لتوجيه ضربات إلى القواعد الأميركية في العراق وسوريا وأخيرا في الأردن.
وحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإن القواعد الأميركية داخل العراق وسوريا تعرضت لأكثر من 151 هجومًا منذ 19 أكتوبر الماضي.
عودة قوات المارينز إلى المنطقة العربية مجددًا
في أكتوبر الماضي، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي عن عودة قوات المارينز إلى المنطقة العربية مجددًا، إذ ألمح إلى «وصول ضباط من الجيش الأميركي وجنرالاً من قوات المارينز فئة ثلاث نجوم، إلى الأراضي المحتلة»، وفق تصريحات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وأشار «أكسيوس» إلى أن «جنرالات المارينز وضباط الجيش الأميركي يتواجدون في إسرائيل بهدف تقديم المساعدة والمشورة لقيادة جيش الاحتلال في حربه على غزة».