بوتين يفضل «الكرملين» عن التقاعد ويترشح رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية
سجلت لجنة الانتخابات المركزية الروسية الرئيس فلاديمير بوتين رسميا كمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن لجنة الانتخابات المركزية الروسية اليوم الاثنين، قولها إن اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسجل كمرشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في الفترة من 15 وحتى 17 مارس.
وقالت اللجنة الانتخابية المركزية على تلغرام «سجلت لجنة الانتخابات الروسية ترشيح فلاديمير بوتين لمنصب الرئيس».
أعلن الرئيس الروسي الحالي البالغ 71 عاما والذي يحكم البلاد منذ ربع قرن تقريبا، في ديسمبر، رسميا نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في مارس 2024.
وتبدو الانتخابات مجرد إجراء شكليا، بعد أن تم قمع منتقدي الكرملين، وخاصة منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل عامين تقريبا.، وفق رويترز.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوسائل إعلام روسية إن بوتين لن يشارك في مناظرات تسبق الانتخابات.
محاولات يائسة من غريمه
ولا يزال المنافس بوريس ناديجدين يحاول نيل المصادقة على ترشيحه الذي أثار حماسًا غير متوقع في الأسابيع الأخيرة.
واحتشد عشرات آلاف الروس للتوقيع على العريضة اللازمة لتسجيل ترشيحه.
ولخوض الانتخابات الرئاسية الروسية، يتعين علي ناديجدين أولًا جمع 100 ألف توقيع من الناخبين قبل 31 يناير وتقديم اللائحة إلى هذه الهيئة الخاضعة لسيطرة الحكومة، والتي يعود إليها قرار الموافقة على الترشيحات أو رفضها.
وقال هذا السياسي المخضرم لكن غير المعروف لدى عامة الناس، لوكالة فرانس برس إنه من الصعب التغلب على منافسه لكنه يأمل أن تشكل الانتخابات «بداية نهاية عهد بوتين».
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية على مدى ثلاثة أيام من 15 إلى 17 مارس.
وبعد إصلاحات دستورية مثيرة للجدل في 2020، يمكن لبوتين البقاء في السلطة أقله حتى 2036.
وقالت سكرتيرة اللجنة المركزية للانتخابات ناتاليا بودارينا إنه من بين 60 ألف توقيع تم اختيارها لدعم بوتين، تم إعلان بطلان 0.15%مع احتمال وجود 5% معيبة.
وأشارت إلى اختيار 198 شخصا من قائمة وكلاء بوتين للانتخابات، وفقا لوكالة رويترز.
ويتوقع مؤيدون ومعارضون على حد سواء فوز بوتين بولاية جديدة مدتها ست سنوات.
وإذا تمكن بوتين من إكمالها فستكون فترة حكمه هي الأطول في روسيا منذ القرن الثامن عشر.
مراكز اقتراع في الولايات المتحدة
وستقيم روسيا مراكز اقتراع بالولايات المتحدة، في إطار الانتخابات الرئاسية في 3 مقارّ دبلوماسية وقنصلية، وفق ما أعلن السفير الروسي في واشنطن، اليوم (الاثنين).
وأتى الإعلان فيما تبقى العلاقات بين البلدين في أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، جراء النزاع في أوكرانيا.
ولم تقرر روسيا، التي تستهدفها عقوبات غربية بسبب غزوها أوكرانيا في عام 2022، بعدُ ما إذا كانت ستقيم مراكز اقتراع في الدول الأوروبية التي تعدّها «غير ودية» حيالها، أم لا، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».
الكرملين مركز السلطة ورمز روسيا
الكرملين كان دائما محور التاريخ الروسي ومقرا للحكام. وأكثر من ذلك «الكرملين تجسيد لروسيا» تقول المؤرخة البريطانية كاثرين مريدال، وتضيف«إنه رمز لسلطة الدولة».
وقبل بدء غزو أوكرانيا حين استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضيوفه وأجرى معهم محادثات حول الأزمة الأوكرانية اندهش العالم بجلوس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن بعده المستشار الألماني أولاف شولتس على الطرف الآخر لطاولة بيضاء طويلة على مسافة بعيدة نسبيا من بوتين. فهل كان ذلك استعراضا للقوة منه أم خشية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا؟.
هذه الإشارة تناسب المكان أي الكرملين، حسب المؤرخة كاثرين مريدال في حوارها مع صحيفة «زوددويتشه تسايتونغ» الألمانية وتقول «إنه وهم عظيم، مسرح فخم».
التاريخ حاضر في الكرملين
حجم الكرملين الضخم مثير للإعجاب، إنه مكان مهيب. الهدف من قصور الكرملين كان ومنذ بداية عهد القياصرة هو أن كل شيء يجب أن يكون أكبر حجما وفخامة مما في أوروبا، إنها هندسة التخويف. يعرف بوتين كما أسلافه من حكام روسيا السابقين، كيف يستغل هذا التأثير للمبنى، وقد استقبل بوتين هنا المواطنين الذين منحهم الجوائز، وأغلبهم يسكن في شقق صغيرة، و«حين ينظر هؤلاء باندهاش إلى القاعات المتلألئة والثريات الكبيرة المضاءة، فإن التباين لا يمكن أن يكون أكبر من ذلك»، تقول المؤرخة كاثرين مريدال، مدرسة التاريخ الروسي في جامعات بريطانية والخبيرة بالشأن الروسي.