محادثات سرية بين مصر وإسرائيل بشأن «فيلادلفيا»
كشف تقرير أميركي عن زيارة سرية لمدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، إلى مصر لبحث قضية «فيلادلفيا» المثيرة للجدل بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة.
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، في أكتوبر الماضي، يثير محو صلاح الدين «فيلادلفيا» توترًا غير معلن بين مصر وإسرائيل في ضوء رغبة إسرائيلية في احتلال المحور، الممتد من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، التي تبلغ نحو 14 كيلومترًا.
كواليس زيارة مدير «الشاباك» للقاهرة
ويشير التقرير إلى أن مدير «الشاباك»، رونين بار، زار القاهرة والتقى نظيره المصري عباس كامل الإثنين، وسط توترات بين إسرائيل ومصر بشأن الحرب في غزة واحتمال قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع الحرب إلى مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر، وفق ما نقل موقع «أكسيوس» عن مصدرين إسرائيليين.
وتشعر مصر بقلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتزايدة على طول حدودها مع غزة، إذ يتركز أكثر من مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا خلال الحرب، في رفح.
وتخشى السلطات المصرية من أن تؤدي العملية العسكرية في رفح، خاصة على طول ممر فيلادلفيا، وهو الشريط الضيق من الجانب الفلسطيني إلى مصر، إلى تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين إلى سيناء المصرية. وحذرت مصر من أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى قطع في علاقاتها مع إسرائيل، وفق «أكسيوس».
وسرد الموقع كواليس سفر «بار»، الذي شارك مع رئيس المخابرات المصرية في محادثات الرهائن في باريس الأحد، إلى القاهرة لمناقشة القضايا المتعلقة بالرهائن، بحسب ما قال المسؤولون الإسرائيليون.
محادثات باريس
والأحد عُقدت في باريس محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز ومسؤولين كبار من مصر وقطر وإسرائيل لبحث اتفاق هدنة في غزة.
وشملت المحادثات الوضع على طول ممر فيلادلفيا، وكيف يمكن لمصر وإسرائيل العمل معًا لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة التي من شأنها أن تمكن حماس من إعادة التسلح. كما ناقشوا الخطط المحتملة لما بعد الحرب، ورفض الشاباك التعليق. ولم يرد المسؤولون المصريون على الفور على طلب التعليق للموقع.
مصر منزعجة بسبب «فيلادلفيا»
وسبق أن طالب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان الجانب الإسرائيلي بأن «يظهر احترامه لاتفاقية السلام ويتوقف عن إطلاق التصريحات التي من شأنها توتير العلاقات الثنائية في ظل الأوضاع الحالية الملتهبة»، فإنه عد «أي تحرك إسرائيلي لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين «سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية - الإسرائيلية»، ومشيرا إلى أن مصر «قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها».
وحث رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر «الحكومة الإسرائيلية على إجراء تحقيقات جادة بداخل جيشها وأجهزة دولتها وقطاعات مجتمعها، للبحث عن المتورطين الحقيقيين في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة من بينهم بهدف التربح»، شارحا بالقول إن «العديد من الأسلحة الموجودة داخل القطاع حاليا هي نتيجة التهريب من داخل اسرائيل مثال بنادق M16 ونوعيات من الـ RPG، فضلا عن المواد ثنائية الاستخدام فى التصنيع العسكري للأجنحة العسكرية بالقطاع» ومشيرا إلى «التحقيقات التي تجري مع أفراد من الجيش الإسرائيلي، على خلفية اختفاء أسلحة او بيعها بالضفة الغربية ومنها ترسل إلى قطاع غزة».
وزعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «مصر وافقت بشكل مشروط على عملية عسكرية إسرائيلية في محور فيلادلفيا بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، لمنع تهريب الوسائل القتالية عبره». وهو ما نفاه مصدر رسمي مصري في تصريح لوسائل إعلام محلية.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نسبت وكالة «رويترز» إلى ثلاثة مصادر أمنية مصرية لم تسمها القول إن «مصر رفضت مقترحا إسرائيليا لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، (محور فلاديلفيا) وإن القاهرة تعطي الأولوية لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب».
السيسي: التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر
ومنذ بدء العدوان على غزة، تتعرضت الحدود المصرية إلى انتهاكات إسرائيلية وصفتها الأخيرة بـ«غير المقصودة»، ففي أكتوبر الماضي أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري في بيان «وقوع إصابات لبعض عناصر برج المراقبة الحدودي المصري بشظايا دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ».
وفي نوفمبر الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر لا تقبله مصر ولن تسمح به، مشيرا إلى أن الفلسطينيين إذا خرجوا من أراضيهم فلن يعودوا إليها مرة أخرى.
اقرأ أيضًا:
مصر ترد على مزاعم إسرائيلية جديدة بشأن «فيلادلفيا»
نتنياهو يتلقى ردا مصريا جديدا على سيناريو احتلال «فيلادلفيا»
مصر تلوح بـ«اتفاقية السلام» مع إسرائيل أمام سيناريو احتلال فيلادلفيا