الفلسطينيون فخورون بـ«الفدائي» في كأس آسيا رغم انتهاء المشوار
رغم الحرب وبصرف النظر عن النتيجة، كان القميص الرقم 7 الذي يرتديه قائد منتخب فلسطين مصعب البطاط الحدث الأهم في الظاهرية بالضفة الغربية المحتلة مساء الإثنين،
خلال المواجهة مع قطر في ثمن نهائي كأس آسيا لكرة القدم، مساء الإثنين، شكل القميص الرقم 7 الذي يرتديه قائد منتخب فلسطين مصعب البطاط الحدث الأهم في الظاهرية بالضفة الغربية المحتلة.
ورغم الحرب وبصرف النظر عن الخسارة بنتيجية هدفين لهدف واحد، فبالنسبة لسكان مسقط رأس المدافع (30 عاما)، كانت دقائق المباراة التسعين بمثابة الفخر لهؤلاء الذين تابعوا المباراة.
ويشهد قطاع غزة عدوانا دمويا تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي، انطلق عقب هجمات المقاومة الفلسطينية على إسرائيليين بالأراضي المحتلة في السابع من أكتوبر 2023، ما تسبب باستشهاد أكثر من 27 ألف فلسطيني، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
قبل ساعات من انطلاق ضربة البداية
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقبل ساعات من انطلاق ضربة البداية، كانت الكراسي البلاستيكية قد وُضعت على شكل نصف دائرة. حلويات، شعر مستعار للأطفال بألوان العلم السوداء، الخضراء والحمراء، فيما استهلك الرجال كمية كبيرة من السجائر.
وتحت مظلّة لتشجيع المنتخب «الفدائي»، اجتمعت أجيال تتابع المباراة، بينهم جدّة البطاط البالغة 80 عاماً، رافعة يديها نحو السماء وهي تدعو لتحقيق فلسطين الفوز، وبالفعل، افتتحت فلسطين التسجيل في الدقيقة 37 عبر عدي الدباغ، ما أحدث فرحة عارمة لدى متابعي المباراة على شاشة التلفزيون.
الفدائي ونتائج تاريخية
ورغم خسارة بعض أفراد المنتخب الفلسطيني أقرباء لهم في القطاع المحاصر، نجح «الفدائي» في بلوغ الأدوار الاقصائية للمرة الأولى في مشاركته الثالثة في النهائيات، إذ فاجأ الدباغ الجماهير المكتظة على مدرجات استاد البيت (63 ألفاً) في مدينة الخور الشمالية، بهدفه الافتتاحي، فاحتفل الفلسطينيون كالعادة بحركة تكبيل الأيدي التي ترمز إلى محنة الشعب.
والأجواء في الضفة الغربية ليست احتفالية عادة، حسب ما تقول والدة البطاط هناء الحوارين، «المداهمات (الإسرائيلية) يومية».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات خاصة اسرائيلية داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين في الضفة الغربية.
وقبل ساعات من انطلاق المباراة، لم تظهر شوارع التسوّق الأساسية في الخليل، المدينة الأقرب الى القرية، علامات الحماس تجاه المباراة، وعلى بعد عشرات الكيلومترات، تتساقط القنابل في غزة في حرب مستمرة منذ نحو أربعة اشهر.
صعوبات في طريق رياضي فلسطين
وعلى الصعيد الرياضي تعقّدت الأمور مع توقف البطولات المحلية في الضفة الغربية وغزّة، فيما يتدرب المنتخب الوطني في الخارج، وقال والد اللاعب خالد البطاط ان فخر مشاهدة نجله في كأس آسيا ممزوجة بالغضب.
وعمل خالد في مجال البناء في اسرائيل قبل تعليق تصريحه بسبب الحرب، وقال إن نجله تعلّم مداعبة الكرة في شوارع القرية عندما كان طفلاً. بدأ مصعب اللعب عندما كان بعمر الحادية عشرة وأحب كرة القدم دوماً.
وتابع: «لو لم تكن لديه كرة كان سيصنع واحدة. كان يحوّل أي شي لكرة قدم حتى الأكياس البلاستيكية.. .كانت (كرة القدم) شغفه مذ كان طفلاً لغاية حمله شارة قائد المنتخب الفلسطيني».
وأشارت والدة اللاعب إلى قيود على غرار الحواجز العسكرية والبيروقراطية الإدارية التي تسمح له باللعب خارجاً، اجراءات تتطلّب أسابيع دون ضمان نجاحها، موضحة: «لو لم يكن هناك احتلال، لكان وصل إلى مستوى أعلى»، فمجرّد جمع لاعبي غزّة والضفة الغربية هي معاناة بحد ذاتها.
اقرأ أيضا:
منتخب فلسطين لكرة القدم ينسحب من بطولة "ميركيدا" بسبب الأحداث الجارية
ورغم الخسارة 1-2، وخروج منتخب فلسطين الذي يشرف عليه المدرب التونسي مكرم دبوب كان مشرّفاً من البطولة، قال إسماعيل البطاط «أنا فخور بشقيقي وباقي اللاعبين»، مضيفا «بلوغ دور الـ16 نتيجة جيدة. ليست نهاية المشوار».