انخفضت 30%.. هجمات «الحوثي» تضرب حركة الشحن البحرية
تسببت هجمات جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، في البحر الأحمر بانخفاض حركة الشحن بنسبة 30% هذا العام، على خلفية تواصل هجمات المتمردين اليمنيين على سفن تجارية.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد جهاد أزعور خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت إن شحن الحاويات في البحر الأحمر انخفض بنسبة 30% تقريبًا، مضيفًا أن «تراجع حركة التجارة تسارَعَ في بداية هذا العام».
وبحسب منصّة «بورت ووتش»، التابعة للصندوق والتي ترصد اضطرابات الحركة التجارية، فإن حركة عبور السفن في قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، انخفضت بنسبة 37% هذا العام حتى 16 يناير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
30 هجوما على السفن
منذ 19 أكتوبر، نفّذ الحوثيون المدعومون من إيران أكثر من ثلاثين هجومًا على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة نحو أسبوع.
وأكد أزعور أن «مستوى انعدام اليقين مرتفع للغاية والتطورات ستحدد مدى التغيير والتحول في أنماط التجارة من حيث الحجم ولكن أيضًا من حيث الاستدامة».
وسأل «هل نحن على أبواب تغيير كبير في طرق التجارة أم أنه مؤقت بسبب ارتفاع التكاليف وتدهور التكاليف الأمنية؟».
ولحماية الملاحة الدولية، أنشأت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا وتمارس ضغوطًا دبلوماسية ومالية من خلال إعادة إدراج الحوثيين على قائمتها «للكيانات الإرهابية«. وترافق بوارجها سفنًا تجارية لدى مرورها قبالة سواحل اليمن وغالبًا ما تقول إنها اعترضت الصواريخ والمسيّرات التي أطلقها الحوثيون.
وفي محاولة لردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت «أهدافًا مشروعة».
انتعاش القرصنة
أنعشت الضربات الحوثين وحالة الفوضى في الخط الملاحي جنوب البحر الأحمر عمليات القرصنة البحرية، فقد وجد القراصنة الذين يعتقد أنهم صوماليون، فرصة للعودة إلى الاستيلاء على السفن.
فقد وجد القراصنة الذين يعتقد أنهم صوماليون، فرصة للعودة إلى الاستيلاء على السفن، وذلك مع الإرباك الذي سببته الهجمات الحوثية والمساعي الدولية لاحتوائها.
المتحدث باسم البحرية السريلانكية، غايان ويكراماسوريا، قال إن قراصنة صوماليين اختطفوا سفينة، مضيفاً أن السفينة «لورينزو بوتا4»، احتُجزت، السبت، على بعد نحو 840 ميلاً بحرياً جنوب شرقي العاصمة الصومالية مقديشو.
ومنذ عام 2017، نجحت أول محاولة للقراصنة الصوماليين، في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث اختطفوا سفينة الشحن «إم في روين» المملوكة لبلغاريا والتي ترفع علم مالطا، على بعد 380 ميلاً بحرياً شرق جزيرة سقطرى اليمنية، وفق وكالة «فرانس برس».
واقتاد القراصنة السفينة «إم في روين» وطاقمها المكوّن من 17 فرداً إلى ولاية بونتلاند الصومالية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، وذلك بعدما أطلقوا سراح أحد البحارة المصابين وسلموه للبحرية الهندية.