اتفاق سعودي عراقي على حماية «أمن البلدين» وإطفاء نار الحرب بالمنطقة
اتفقت المملكة العربية السعودية والعراق على «ضرورة استمرار التواصل والتنسيق بين بغداد والرياض من أجل إبعاد خطر الحرب الشاملة عن المحيط الإقليمي وحماية أمن البلدين».
وقالت وسائل إعلام رسمية عراقية، اليوم الخميس، إن وزير الخارجية فؤاد حسين أجرى اتصالات هاتفيا بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ندد خلاله بهجوم على موقع عسكري أمريكي في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا.
العلاقة السعودية العراقية
مرت العلاقات السعودية العراقية بمنحنيات متعدة لكنها أخذت طريقا إيجابياً في السنوات الأخيرة، وفق صحيفة الرياض السعودية، وتبادل البلدان الزيارات الرسمية لتعزيز العلاقات وتدعيمها، مع بحث فرص العمل وتوحيد المواقف تجاه القضايا المصيرية المشتركة.
ومثلت مشاركة المملكة في معرض بغداد الدولي تحت شعار «جيرة وديرة» انعكاساً للتطور الكبير الذي تعيشه هذه الثنائية، فهي بالأساس جيرة أخوة لها جذور وامتداد تاريخي، فسجّلت هذه المشاركة إعجاب الحكومة والشعب العراقي، والتي تنطلق من نية القيادة السعودية عزمها لتقوية وتوسعة هذه الشراكة لتصبح ثنائية إستراتيجية على أكثر من مجال.
وانتقل البلدان بهذا الترابط لآفاق أخرى بعد فتح منفذ جديدة عرعر البري، ومعاودة النقل الجوي ضمن جداول الرحلات اليومية بمطار الملك عبد العزيز بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة، لتمكين أكبر عدد من الزوار والمعتمرين من أداء مناسكهم، كذلك لأهداف الدفع بالحركة التجارية الجوية، ولها أبعاد اقتصادية لتسهيل تنقل رجال الأعمال والمستثمرين، كذلك يصب في المجال السياحي بين الجارتين.
اتفاقيات تجارية
كما نتج عن هذا التقارب عقد اتفاقيات متعددة الأهداف، أبرزها نقل الطاقة ومبادئ الاتفاق العام للنقل الكهربائي ومشاريع الطاقة المتجددة، كذلك تأسيس مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي يحظى بمتابعة مباشرة من ولي العهد، مدعوماً بخطة عمل وأساسيات تقتنص مكامن القوة في الدولتين.
إطلاق شركة استثمار سعودية عراقية برأسمال 3 مليارات دولار
مايو الماضي أعلن متعب الشثري، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العراقية للاستثمار، تأسيس صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وحدة جديدة للاستثمار في قطاعات متنوعة في العراق برأسمال ثلاثة مليارات دولار وتتخذ من السعودية مقرا.
وأضاف خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي وعقد في السعودية أن الشركة ستستثمر في مجالات تشمل البنية التحتية والتعدين والزراعة والتطوير العقاري والخدمات المالية.
الشركة السعودية العراقية، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، تأتي ضمن المبادرة التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، في أكتوبر الماضي، والتي تتضمن قيام صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس 5 شركات إقليمية تستهدف الاستثمار في كل من الأردن، والبحرين، والسودان، والعراق، وسلطنة عُمان، وذلك بعد إطلاق الشركة السعودية المصرية للاستثمار في أغسطس الماضي، وستبلغ قيمة الاستثمارات المستهدفة ما يصل إلى 90 مليار ريال (24 مليار دولار) في الفرص الاستثمارية عبر مختلف القطاعات.
تعزيز التعاون
وذكر البيان الختامي للدورة الخامسة لمجلس التنسيق السعودي العراقي، آنذاك أن الجانبين اتفقا على تعزيز العلاقات بين البلدين، في المجالات المختلفة خاصة السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية والسياحية والطاقة.
وأشاد البلدان بالجهود الناجحة لدول مجموعة أوبك بلس، في تعزيز استقرار سوق البترول العالمية، مؤكدين على أهمية استمرار هذا التعاون وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك بلس، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين لدعم نمو الاقتصاد العالمي.
وذكر البيان أن السعودية والعراق يعتزمان رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما، مشيرا إلى نمو حجم التجارة البينية بينهما إلى 1.5 مليار دولار لعام 2022، بزيادة نسبتها 50 بالمئة على أساس سنوي.
وأشار البيان إلى أهمية افتتاح فرع المصرف الأهلي العراقي في تسهيل عملية التجارة البينية بين البلدين وكذلك فرع المصرف العراقي للتجارة حين بدء أعماله، وإعلان البنك العربي الوطني في المملكة العربية السعودية مع الشريك الاستراتيجي «البنك العربي» لتأسيس «بنك العربي العراق»، لدعم تعزيز الاستثمارات بين الجانبين اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، التي من المتوقع أن تدخل حيز النفاذ قريبا.
السعودية.. تراجع موجودات المركزي إلى 1.8 تريليون ريال وانخفاض الناتج المحلي وتحويلات الوافدين
استقبال حافل ومباحثات مكثفة.. عودة أمير الكويت للبلاد بعد زيارة «تاريخية» إلى السعودية