رسالة إسرائيلية جديدة لمصر بشأن «فيلادلفيا»
كشف تقرير عبري عن تفاصيل جديدة بشأن أزمة «محور فيلادلفيا» بين مصر وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل أنباء عن تفاصيل خطة إسرائيلية تنتهك اتفاقية السلام، وهو ما أغضب القاهرة مرات عديدة، والتي بدروها أرسلت رسائل شديدة اللهجة إزاء أي محاولة للاقتراب من المنطقة.
نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان)، زعمها أن إسرائيل أعطت «ضمانات صريحة» للقاهرة بأن أية عملية عسكرية على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر «محور فيلادلفيا لن تؤدي إلى هجرة جماعية للفلسطينيين إلى الأراضي المصرية».
كما نقلت الصحيفة عن مصدر مصري، لم تذكره، أن هناك مخاوف لدى مصر من أن أية عمليات إسرائيلية في محور فيلادلفيا، ترتبط «باحتمال أن تتسبب في فرار أعداد كبيرة من سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء».
زيارة سرية
والأسبوع الماضي، كشف تقرير أميركي عن زيارة سرية لمدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، إلى مصر لبحث قضية «فيلادلفيا».
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، في أكتوبر الماضي، يثير محو صلاح الدين «فيلادلفيا» توترًا غير معلن بين مصر وإسرائيل في ضوء رغبة إسرائيلية في احتلال المحور، الممتد من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، التي تبلغ نحو 14 كيلومترًا.
مصر لا تثق في الوعود الشفهية
وفي وقت سابق الأسبوع المنقضي عقد وزراء ومشروعون إسرائيليون مؤتمرًا لدعم إعادة بناء المستوطنات في غزة، في حين تقول هيئة الإذاعة الإسرائيلية إن «مصر تشك بشكل متزايد في نوايا الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بهجرة الفلسطينيين، وبالتالي فهي تطالب بضمانات ولا تكتفي بالوعود الشفهية».
وفي سياق متصل، أفادت الهيئة البث الإسرائيلية العامة الناطقة باللغة العربية (مكان) بأن «إسرائيل التزمت أمام مصر بعدم العمل في منطقة رفح قبل السماح لعدد كبير من الفلسطينيين الموجودين هناك بإخلاء المنطقة لتقليل حجم الخسائر في الأرواح».
وفي وقت سابق الشهر الماضي، أصدرت مصر بيانا شديد اللهجة، حذرت فيه إسرائيل من «تهديد خطير وجدي» على العلاقات بين البلدين، حال تحركت نحو «احتلال» محور فيلادلفيا.
ومحور فيلادلفيا، المعروف أيضا بـ«محور صلاح الدين»، منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم.
وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن الجيش الإسرائيلي «سيتقدم جنوبا إلى رفح مع انتهاء هجوم خان يونس»، حسبما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
أول مقترح ملموس لوقف ممتد للقتال
وزعم غالانت أن العمليات الجارية «أضعفت بشدة» قدرة حركة حماس على شن حرب، معتبرا أن الضغط العسكري سيجبرها على الموافقة على إطلاق سراح الرهائن.
في الوقت نفسه، عبّر الوسطاء القطريون والمصريون عن أملهم في الحصول على «رد إيجابي» من حماس، على أول مقترح ملموس لوقف ممتد للقتال، والذي جرى الاتفاق عليه مع إسرائيل والولايات المتحدة في محادثات استضافتها باريس الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات، لوكالة رويترز، إن المقترح «يشمل مرحلة أولى مدتها 40 يوما يتوقف خلالها القتال بينما تفرج حماس عن المدنيين الباقين من بين أكثر من 100 رهينة لا تزال تحتجزهم». وستشهد مراحل أخرى تسليم الجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن القتلى. وكل ذلك سيتم مقابل إفاج إسرائيل عن فلسطينيين معتقلين بسجونها.
وستكون هذه الهدنة الطويلة الأولى منذ السابع من أكتوبر، عندما هاجمت حماس إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، علاوة على اختطاف 253 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيل، التي شنت بعد ذلك هجوما ألحق الدمار بجزء كبير من القطاع الفلسطيني.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نسبت وكالة «رويترز» إلى ثلاثة مصادر أمنية مصرية لم تسمها القول إن «مصر رفضت مقترحا إسرائيليا لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، (محور فلاديلفيا) وإن القاهرة تعطي الأولوية لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب».
انتهاكات إسرائيلية على الحدود المصرية
ومنذ بدء العدوان على غزة، تتعرضت الحدود المصرية إلى انتهاكات إسرائيلية وصفتها الأخيرة بـ«غير المقصودة»، ففي أكتوبر الماضي أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري في بيان «وقوع إصابات لبعض عناصر برج المراقبة الحدودي المصري بشظايا دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ».
وفي نوفمبر الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر لا تقبله مصر ولن تسمح به، مشيرا إلى أن الفلسطينيين إذا خرجوا من أراضيهم فلن يعودوا إليها مرة أخرى.
اقرأ أيضًا:
«صُداع» محور فيلادلفيا.. مصر توضح حقيقة «الترتيبات السرية» مع إسرائيل
محادثات سرية بين مصر وإسرائيل بشأن «فيلادلفيا»
مصر تلوح بـ«اتفاقية السلام» مع إسرائيل أمام سيناريو احتلال فيلادلفيا