انتقاد عماني لاذع لـ«الضربات الأميركية» على سوريا والعراق
وجهت سلطنة عمان، اليوم الأحد، انتقادا لاذعا إلى ضربات أميركية استهدفت مواقع في العراق وسوريا يوم السبت معتبرة أنها تهدّد «سلامة المنطقة واستقرارها»، وعبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، اليوم الأحد، عن قلق بلاده من تواصل التصعيد المستمرّ في المنطقة دون حلٍّ لنتيجة الحرب الإسرائيلية الجائرة في قطاع غزة وسقوط عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح من أطفال وشباب ونساء.
ويوم السبت، شنت القوات الأميركية هجمات ضد 85 هدفا في العراق وسوريا زعمت صلتها بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تدعمها طهران، وذلك فيما قالت أنه رد على هجوم بطائرة مسيرة وقع في شمال شرق الأردن مطلع الأسبوع الماضي وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
ونقلت وكالة الأنباء العُمانية عن البوسعيدي القول إن مسقط «لا ترى جدوى للهجمات العسكرية الانتقاميّة التي شنّتها الولايات المتحدة على مواقع في كلٍّ من العراق وسوريا». مضيفا أن «شنّ مثل هذه الهجمات العسكرية على مواقع في المنطقة من شأنه أن يهدّد سلامتها واستقرارها ويعمل على تعقيد جهود التوصل إلى حلول للتحدّيات التي تواجهها المنطقة بما في ذلك قضايا العنف والتطرّف».
وتابع إنّ «رؤية سلطنة عُمان تتمثل في أنّ الحلّ الوحيد للصراع يكمن في معالجة مسبّباته ودوافعه ابتداءً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة».
اتصال وزير الخارجية العماني والمقداد
ويوم السبت، أجرى عبر وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري فيصل المقداد، وعبر عن «تضامن بلاده مع سوريا وأمنها وسيادتها ووحدة أراضيها»، في إشارة إلى الهجمات الأميركية على مواقع في سوريا، وذلك في.
وحسب وكالة الأنباء العمانية، اتفق البوسعيدي والمقداد على «أهمية اللجوء إلى الحوار الجاد بين جميع الأطراف، واحتواء التصعيد والصراعات، فضلاً عن انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السورية وإيلاء الأولوية لحل الصراع العربي الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، تحقيقًا للسلام العادل والدائم والشامل في المنطقة».
إدانات سورية وعراقية
ونددت وزارة الخارجية السورية بالضربات الجوية الأميركية الانتقامية. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن «ما ارتكبته الولايات المتحدة يؤدي إلى تأجيج الصراع في الشرق الأوسط بطريقة خطيرة للغاية».
ووصف مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الهجمات بأنها «عدوان جديد على سيادة العراق» ونفى وجود تنسيق مسبق بين واشنطن وحكومة بغداد واصفا هذه التأكيدات بأنها «إدعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي». وأضاف السوداني في بيان أن وجود التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة «صار سببا لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبررا لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية».
كما دانت الخارجية الإيرانية الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ليلة السبت في العراق وسوريا ووصفتها بأنها «انتهاكات لسيادة ووحدة أراضي» البلدين. وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات تمثل «خطأ خطيرا واستراتيجيا للولايات المتحدة سيؤدي فقط لزيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة».