خطة مصرية لزيادة إنتاج الغاز لتغطية احتياجات السوق
تخطط شركات مصرية زيادة إنتاج البتروكيماويات من خلال استيراد 600 ألف طن من غاز الإيثان سنويًا قبل عام 2028.
وقال مسؤول مصري لموقع «الشرق بلومبرغ» إن الشركات الثلاث العاملة في مجال البتروكيماويات تخطط لزيادة إنتاج مصانعها خلال السنوات الأربع المقبلة.
والشركات هي: «سيدي كرير للبتروكيماويات» (سيدبك)، والشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته "إيثيدكو"، والشركة المصرية للغازات الطبيعية "جاسكو».
خطة لتغطية احتياجات السوق المصرية من الغاز
وأوضح المسؤول الحكومي أن الهدف من الاستيراد هو الوصول إلى الطاقة القصوى في الإنتاج، حيث تعمل «سيدي كرير للبتروكيماويات» بنحو 90% من طاقتها الإنتاجية الكلية التي تُقدر بنحو 225 ألف طن من البولي إيثلين، بينما تعمل «إيثيدكو» بنحو 85% من طاقتها الإنتاجية الكلية البالغة نحو 400 ألف طن، وتنتج حاليًا 320 ألف طن.
أما الشركة المصرية للغازات الطبيعية «جاسكو»، فتوفر 400 ألف طن سنويا حالياً من غاز الإيثان بما يمثل 80% تقريباً من احتياجات مصانع البتروكيماويات من المادة الخام اللازمة لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته.
والخطة التي تعكف الشركات الثلاث على دراستها تبحث خيارين لتنفيذ أحدهما، الأول هو «عبر تأجير وحدة عائمة في البحر أمام أحد الموانئ المصرية على البحر المتوسط، والثاني هو إنشاء مستودعات ثابتة لتخزين غاز الإيثان المستورد وهو الأقرب للاختيار حيث يتميز بالتكلفة الأكثر الأقل كما أنه الأفضل من حيث ثبات عمليات التوريد وانتظامها».
وحققت مصر طفرة في مجال استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي، وهو ما دفع صناعة البتروكيماويات لارتفاع طاقتها الإنتاجية المحلية لتسجل نحو 4.3 ملايين طن سنويًا لعام 2022/2021 مقارنة بـ 2.1 مليون طن سنويًا عام 2016 بعد استثمارات بلغت نحو 4 مليارات دولار أميركي. ويُعد قطاع البتروكيماويات في مصر من القطاعات الاقتصادية المهمة حيث يمثل القطاع نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي و12% من القطاع الصناعي.
يذكر أن مصر تعتزم تصدير 3 شحنات غاز مسال تتجاوز 220 ألف طن بنهاية فبراير المقبل، إلى أسواق في أوروبا بالتحديد تركيا، وإيطاليا، وإسبانيا التي تستحوذ على 80% من صادرات الغاز المسال المصري.
وسبق أن كشف مسؤول بالشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، أن 90% من صادرات الأشهر الماضية خرجت من محطة إسالة إدكو و10% عبر محطة دمياط، بحسب موقع «العربية».
وعززت عودة تدفقات الغاز الإسرائيلي من صادرات الغاز المسال منذ أكتوبر الماضي وحتى يناير الجاري، إذ تراوحت الكميات المصدرة خلال هذه الفترة بين 700و800 ألف طن، بحسب المسؤول.
وارتفعت صادرت الغاز الإسرائيلي إلى مصر بنسبة 15% خلال شهر يناير على أساس شهري، لتسجل نحو 1.15 مليار قدم مكعب يوميًا، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة نقص إمدادات الغاز لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، ما يضطرها للاعتماد على برنامج طرح الأحمال بعموم البلاد.
وتجاوزت كميات الغاز الإسرائيلية الموردة إلى مصر حاليًا مستويات ما قبل العدوان على غزة، بحسب مسؤول حكومي مصري. وتعتمد مصر على الغاز الإسرائيلي لتلبية جزء من الطلب المحلي، مع تصدير الفائض على شكل غاز طبيعي مسال إلى أوروبا بشكل أساسي، عبر مصانع التسييل في إدكو ودمياط بطاقة إنتاجية 2.1 مليار قدم مكعب يوميًا.
انخفاض تدريجي في الاستهلاك المحلي من الغاز
وقال المصدر إن الاستهلاك المحلي من الغاز بدأ الانخفاض تدريجيًا مع انخفاض حرارة الطقس، متوقعًا وصوله لأدنى مستوى عند 6 مليارات قدم مكعبة يوميًا، موضحًا أن وزارة البترول تسعى للاستفادة من الانخفاض في الاستهلاك وتوفير كميات أكبر من الغاز المسال لتصديره إلى الخارج.
وخلال 2022 بلغت إيرادات مصر من صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الخارج نحو 8.4 مليار دولار، مقابل 3.5 مليار دولار، في عام 2021. ويمكن لمحطات الغاز الطبيعي المسال المصرية على ساحل البحر المتوسط أن تصدر 12 مليون طن متري سنوياً، وهو رقم تهدف البلاد إلى الوصول إليه في عام 2025.
وقال المصدر المصري إن إنتاج بلاده من الغاز يدور حاليًا في مستوى 5.8 و6 مليارات قدم مكعبة يوميًا والذي يوجه بالكامل للاستهلاك المحلي، إذ تستحوذ محطات الكهرباء على 60% من استهلاك الغاز.
مزايدة عالمية وتلقي عروض في فبراير المقبل
وأكد المسؤول العمل على تجهيز طرح مزايدة عالمية للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي خلال النصف الثاني من 2024، والتي ستكون جاهزة للطرح عقب انتهاء هيئة البترول المصرية وشركة جنوب الوادي القابضة للبترول من المزايدة الخاصة بهما.
وأكد أن وزارة البترول المصرية بصدد تلقي عروض خلال فبراير المقبل، للبحث والاستكشاف في 4 مناطق امتياز جديدة بالبحر الأحمر، والتي تم طرحها ضمن مزايدة عالمية أواخر 2023 لاستكشاف النفط والغاز في 23 منطقة.
وقال إن عددًا من الشركات العالمية حصلت على كراسات الشروط وحزم البيانات الخاصة بمناطق الطرح، تمهيدًا للتقدم بعروض مشاركة قبل 25 فبراير المقبل وهو موعد الإغلاق.
ومن المتوقع أن تنخفض صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40% خلال فصل الشتاء عما كان متوقعاً في الشهر السابق، وفقاً لتوقعات بلومبرغ. وشحنت البلاد 80% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا العام الماضي، حيث سعت القارة إلى استبدال غاز خطوط الأنابيب الروسية بعد غزو موسكو لأوكرانيا.