مشروع مصفاة الدقم.. نقلة نوعية للعلاقات الكويتية - العمانية
تفتتح الكويت وسلطنة عمان، الأربعاء، مصفاة الدقم التي تعتبر واحدة من أضخم المشاريع النفطية على مستوى المنطقة والعالم.
يحضر الافتتاح أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسلطان عمان السلطان هيثم بن طارق، وذلك بولاية الدقم.
وكان مقررًا افتتاح المصفاة رسميًا في يناير 2024، لكن جرى تأجيله لوضع اللمسات النهائية واشتراطات لتعزيز جوانب الأمن والسلامة داخل المشروع. ويكتب مشروع مصفاة الدقم فصلا تاريخيا جديدا في العلاقات المتجذرة بين دولة الكويت وسلطنة عمان.
العلاقات الكويتية العمانية
ويعكس المشروع المشترك تميز العلاقات الكويتية العمانية من خصوصية، ساهمت في نسجها سمات مشتركة مبنية على وحدة الهدف والمصير المشترك وتطابق الرؤى على كل المستويات، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الكويتية كونا.
وشهدت العقود الثلاثة الأخيرة نموا مطردا في العلاقات الثنائية بين الكويت والسلطنة، وتعاونا مشتركا في القضايا الإقليمية والعالمية، إضافة إلى ما يربطهما من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية والفنية وغيرها، علاوة على الزيارات المتبادلة لقيادات البلدين.
مصفاة الدقم.. مشروع نفطي كبير من شأنه أن يغير وجه المنطقة الاقتصادي ويفتح باب الاستثمارات الكبرى
ومصفاة الدقم هو مشروع نفطي كبير من شأنه أن يغير وجه المنطقة الاقتصادي ويفتح باب الاستثمارات الكبرى، ويعد إحدى ثمرات العلاقات الوثيقة بين البلدين ويتماشى مع التوجهات الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية في مجال التكرير خارج البلاد، بحسب الوكالة.
وفيما يخص تعزيز التعاون الثنائي شكل البلدان في عام 2003 اللجنة الكويتية - العمانية المشتركة، التي تلتقي بصفة دورية وتتولى عددا من المهام أبرزها زيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري والسياحي والإسهام بتحقيق تطلعات الجميع من تقدم وازدهار للبلدين والشعبين.
وعقدت اللجنة تسعة اجتماعات كان آخرها في مارس الماضي بالعاصمة العمانية مسقط وأثمرت أعمال الدورة التاسعة للجنة المشتركة عن التوصل لاتفاق حول خمس مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بمجالات عدة وهي مذكرة تفاهم في مجال الدراسات الدبلوماسية والتدريب ومذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي ومذكرة تفاهم في مجال حماية المنافسة ومنع الاحتكار والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال حماية البيئة للفترة من 2021 إلى 2024 والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال تنمية الصادرات الصناعية للفترة من 2023 إلى 2025.
حجم التبادل التجاري بين الكويت وسلطنة عمان يتجاوز 105 ملايين دينار (نحو 346.5 مليون دولار)، وفقا لآخر الإحصائيات الرسمية.
23 مشروعا للكويت في سلنة عمان
وبلغ عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين لما قبل الاجتماع الأخير 27 اتفاقية منذ عام 1974 إلى 2017، شملت مختلف المجالات، كما وصل عدد مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية إلى 23 مشروعًا في السلطنة، فيما بلغ حجم الاستثمار في صندوق عمان للدخل الثابت ما يقارب ثمانية ملايين دينار كويتي (نحو 26.4 مليون دولار أميركي)، في حين بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين وفقا لآخر الإحصائيات الرسمية أكثر من 105 ملايين دينار (نحو 346.5 مليون دولار).
ويزور أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى سلطنة عمان، غدًا الثلاثاء، حيث يلتقي خلالها السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان.
ووضع الطرفان حجر أساس مشروع الدقم في أبريل عام 2018، للعمل على تحويل منطقة الدقم إلى أحد أهم مراكز الطاقة في المنطقة، كما سيشجعها على القيام بصناعات متعلقة بهذا المجال على المستويين المحلي والعالمي.
مساحة المشروع الذي بلغت تكلفته نحو 8.5 مليار دولار بـ900 هكتار ويتميز بموقعه الاستراتيجي المطل على خطوط النقل البحري الرئيسية في بحر العرب
وتقدر مساحة المشروع الذي بلغت تكلفته نحو 8.5 مليار دولار بـ900 هكتار، وهو مشروع مشترك بين مجموعة الطاقة العالمية المتكاملة (أو كيو) وشركة البترول الكويتية العالمية (كيو 8) ويتميز بموقعه الاستراتيجي المطل على خطوط النقل البحري الرئيسية في بحر العرب وسيكون له مردود إيجابي على المنطقة.
الطاقة التكريرية
ومع بدء عمليات تشغيل المصفاة ستبلغ الطاقة التكريرية 230 ألف برميل يوميا من النفط الكويتي الخام وستعمل على تغطية الاحتياجات اليومية الإقليمية والعالمية من منتجات الطاقة المختلفة، وهي الديزل ووقود الطائرات، بالإضافة إلى النافثا وغاز البترول المسال وتحقيق الاستغلال الأمثل للموقع الجغرافي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
والتزمت مؤسسة البترول الكويتية بتوريد نحو 65% من احتياجات المصفاة من النفط الخام الكويتي وذلك بما يتماشى مع رؤية المؤسسة واستراتيجيتها لتوفير منافذ تسويق آمنة للنفط الكويتي.
ويتكون المشروع من ثلاث حزم رئيسة للهندسة هي التوريد والإنشاء والتشغيل وتشمل الحزمة الأولى وحدات التصنيع والمعالجة فيما تشمل الحزمة الثانية المرافق والخدمات وتضم الحزمة الثالثة المرافق الخارجية ومنها بناء ميناء لتصدير المنتجات وإنشاء صهاريج لتخزين النفط الخام تقع في منطقة رأس مركز إلى جانب خط أنابيب بطول 90 كيلومترا تقريبا يربط هذه الصهاريج بالمصفاة.
ويعتمد تصميم المصفاة على وحدة التكسير الهيدروجيني ووحدة الفحم البترولي وهي قادرة على تكرير النفط الكويتي بنسبة 100 في المئة وتهدف الرؤية المستقبلية للمشروع بأن تكون مصفاة الدقم ذات مستوى عالمي باستخدام تكنولوجيا مجربة وتقديم منتجات ذات جودة عالية بما يتوافق مع المعايير العالمية للسلامة مع السعي لتحقيق أعلى معايير التشغيل.
وساهم مشروع مصفاة الدقم الذي يحمل العلامة التجارية (أو كيو 8) في خلق المزيد من الفرص الوظيفية للشباب الكويتي والعماني كما أصبح وجهة جاذبة لتطوير جيل واعد من القياديين بالقطاع النفطي في البلدين.