«خليجيون» تستطلع الأهداف «السرية» لجولة بلينكن في الشرق الأوسط
يحمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حقيبته الدبلوماسية للمرة الخامسة إلى الشرق الأوسط، وسط أحاديث عن استراتيجية لواشنطن مغايرة تجاه أحداث المنطقة، في ظل دعم واضح لسلطات الاحتلال التي تواصل عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن 27 ألفا و726 شهيدا فلسطينيا، بحسب بيانات الجهاز الفلسطيني للإحصاء.
وتحاط زيارة بلينكن بالعديد من التساؤلات، حول الأجندة التي يحملها إلى المنطقة بخلاف المواقف الصريحة المعلنة، هل تحاول واشنطن إنقاذ سلطات الاحتلال من ورطتها في غزة، وماذا عن المزاعم بشان الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، كما تريد إدارة بايدن، وهل يعود رئيس الدبلوماسية الأميركية إلى البيت الأبيض محملاً بموقف عربي جماعي إزاء القضية الفلسطينية عموما، أم التباينات الواضحة تفشل أحدث المحاولات الأميركية؟
المحلل السياسي المصري السفير السيد شلبي يرى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخامسة إلى الشرق الأوسط لها أهداف غير مباشرة على رأسها إنقاذ الجيش الإسرائيلي من ورطة الغزو البري بغزة وإعادة الأمور إلى طبيعتها الأولى في البحر الأحمر وتهدئة المنطقة التي تنطلق منها ضربات ضد الوجود الأميركي.
أميركا في مرمى نيران المنطقة
وقال شلبي في تصريح إلى «خليجيون» إن «أميركا وجدت نفسها في مرمى نيران المنطقة المشتعلة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة»، لافتا إلى أن «الولايات المتحدة تواجه مخاطر من جهات عدة من بينها العراق والأردن وسوريا و البحر الأحمر».
وأشار السفير المصري إلى أن «المقاومة الفلسطينية أثبت جدارتها على صد الغزو البري الإسرائيلي وتكبيده خسائر هائلة يوميا، فضلا عن أن الفلسطينين لم يعد لهم ما يبكون عليه، بعكس السلطات الإسرائيلية التي تواجه أزمة انقلاب دعم المجتمع الغربي لهم وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني».
وشدد وزير الخارجية الأميركي قبل الزيارة على ضرورة «الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية في غزة»، بعدما دقّت مجموعات الإغاثة مرارا ناقوس الخطر حيال التداعيات المدمّرة للحرب التي تقترب من دخول شهرها الخامس، على الجيب المحاصر.
ومقترح الهدنة الجديد ينص على وقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئيًا، بينما تفرج حماس عن الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين، وفق مصدر في الحركة الإسلامية. في حين أعلنت حماس عدم التوصل إلى أي اتفاق، بينما أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن معارضتهم لأي تنازلات.
أميركا تحارب عدة جهات وإسرائيل في مصيدة حماس
ويوجه الجيش الأميركي ضربات متنوعة في سوريا والعراق واليمن والأردن، حيث شهدت الأخيرة مقتل 3 جنود أميركيين في هجوم مباغت في الأردن في توسع جديد للحرب الدائرة في الشرق الأوسط.
ويوصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة مع دخول العدوان يومه الـ122، بينما تفشل في الحد من قوة المقاومة الفلسطينية التي تقصف الآليات وتقنص الجنود الإسرائيليون في شمال غزة وسط معارك ضارية.
ويواصل الحوثيون استهداف السفن الأميركية الحربية وأيضا التجارية المتجهة إلى إسرائيل، ما ينذر بفشل الضربات في الحدّ من هجمات تشنّها الجماعة في اليمن على سفن أثناء عبورها في البحر الأحمر وخليج عدن.
بايدن يواسي أسر الجنود القتلى
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي والذي بثته صحيفة «أتلانتا جورنال كونستيتيوشن» المحلية في جورجيا، يظهر مكالمة صوتية أجراها بايدن مع أسرة أحد الجنود المقتولين في الأردن
الالتفات إلى روسيا
وألمح الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عبد المنعم السعيد إلى تحرك وفد من حركة حماس إلى القاهرة اليوم، لبحث ملف الهدنة ووقف إطلاق النار، مؤكدا أن حل الأزمة الفلسطينية لن يخرج إلى بتقريب المسافات بين طرفي النزاع.
وعن تأثير تداعيات الحرب في غزة الدعم الأميركي لأوكرانيا قال السعيد: «حتى الآن لم يكن هناك تأثير خاصة أن الكونجرس وافق على حزمة مساعدات مرسلة إلى أوكرانيا، وإن كان وقف الحرب في غزة سيخفف من الضغط السياسي والمادي الأميركي ويجعلها متفرغة أكثر للأزمة الروسية الأوكرانية».
ويرى السعيد، في تصريح إلى «خليجيون»، أن زيارة بلينكن ترجمة لإخفاق المباحثات في الجولات الأربعة الماضية، إذ تغيرت الأحداث وتفاقمت في الأيام القليلة الماضية عما كان الحال منذ الزيارة الأخيرة.
وعلى صعيد تداعيات الحرب في غزة، يقول الباحث السياسي إن الصراع فاق التوقعات الأميركية والغربية، إذ إن المقاومة متشبثة بمرواغة القوات الإسرائيلية بسهولة رغم فارق الإمكانيات بين الطرفين، مشيرا إلى أن التفكير في حل الدولتين هو محور المباحثات حاليا بعدما كانت التصريحات تتجه صوب هدف القضاء على حماس.
مآساة سكان غزة
ويعاني أهل غزة من مآساة كبيرة تشكلت جراء القصف الإسرائيلي المتواصل والذي أجبر أغلب السكان على النزوح إلى الجنوب، فضلا عن نقص المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية والملابس والخيام.
ويشير عبد القادر العسقلاني أحد نازحي قطاع غزة، إلى المعاناة التي يعيشيوها كل ساعة في منطقة رفح بسبب ندرة المياه النظيفة وصعوبة الحصول على ما يكفي لسد جوع أسرته المكونة من أم و5 أبناء.
ويشكو العسقلاني في رسالة إلى «خليجيون» من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، موضحا أن كيلو السكر يباع بـ 25 شيكل (3 دولار)، وعلبة اللحم 350 جرام بـ 100 شيكل ( 12 دولار)، مؤكدا أن أغلب المساعدات الغذائية تباع في شوارع غزة ولا تصل إلى المواطنين.
اقرأ المزيد
يزور السعودية ومصر.. بلينكن في المهمة الخامسة للشرق الأوسط
بلينكن يستكشف توترات الساحل الأفريقي بـ«دبلوماسية كرة القدم»