ماذا يفعل رئيس «الأمن القومي» الإيراني اليوم في العراق؟
يرى مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن تبادل الزيارات بين بغداد وطهران يشير إلى عمق العلاقات بين العراق وإيران.
واستقبل الأعرجي، الإثنين، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق.
وذكر المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي أن «اللقاء شهد استعراض مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب بحث تعزيز وتمتين العلاقات بين العراق وإيران وعلى كافة الصعد».
العراق يسعى لتعزيز علاقاته مع الجميع
وذهب البيان إلى أن العلاقات بين بغداد وطهران متميزة وإستراتيجية، وأن «الكثير من المشتركات تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين»، لافتا إلى أن «العراق يسعى دوما لتعزيز علاقاته مع الجميع بما يخدم المصالح المشتركة مع الدول وفق مبدأ الاحترام المتبادل»، وكالة الانباء العراقية (واع).
وأوضح الأعرجي في البيان أن تبادل الزيارات بين بغداد وطهران يؤكد عمق العلاقات بين البلدين ويشير إلى تميز العلاقات والرؤية المشتركة للمخاطر والتحديات، موضحاً أن ذلك يتطلب أن تكون الحلول مباشرة من دون مواقف أحادية الجانب، وقال إن «الشراكة في الحوار البنّاء من شأنها حل كل ما يستجد من إشكالات».
وأشار أحمديان إلى أن «القيادة الإيرانية تؤكد دوما أن العراق وإيران تجمعهما علاقة واحدة وعمق تأريخي طويل»، موضحا أن «إيران تتعامل وفق احترام سيادة العراق وأن جميع الإشكالات يمكن حلها من خلال الحوار الهادف والبنّاء».
وتستمر الزيارة يوما واحدا، يلتقي خلالها أحمديان برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وعددا آخر من المسؤولين العراقيين.
علي أكبر احمديان
ووصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي أكبر احمديان إلى العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم الاثنين، وكان في استقباله في مطار بغداد، نائب مستشار الأمن القومي العراقي عصام السعدي.
ولد أكبر أحمديان عام 1961، وعينه مؤسس الثورة الإيرانية الإمام الخميني عام 1985 رئيسا لأركان القوة البحرية بالحرس الثوري، وواصل أحمديان بعدها التدرج في المناصب العسكرية والأمنية حتى نصبه رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي في 22 مايو 2023 أمينا عاما للمجلس الأعلى للأمن القومي.
ويُذْكَر أحمديان في الإعلام الإيراني باعتباره مهندس العديد من العمليات البحرية «في سياق الرد بالمثل» وأنه أشرف شخصيا على بعضها ومنها التصدي للأسطول الأميركي بالمياه الخليجية.
وأتى قرار تعيينه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني بعد أيام من تأكيد المرشد الإيراني، علي خامنئي، ضرورة التحلي بالمرونة في السياسة الخارجية كلما لزم الأمر لتجاوز أي عقبات.
مجلس الشورى الاسلامي
وفي ديسمبر 2023، قال محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الاسلامي، إن العلاقات الايرانية العراقية ستؤثر بعمق على العلاقات مع دول المنطقة، الاسلامية والعربية وغير العربية.
جاء ذلك استقبال قاليباف النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي محسن المندلاوي، وأكد أن رسوخ العلاقات الثنائية واضحة للعيان ولها أثر بالغ على العلاقات الثنائية الاقليمية والدولية معربا عن أمله بأن تفضي زيارة الوفد العراقي إلى تنمية العلاقات البرلمانية بين البلدين، وفق وكالة الأنباء الإيرانية.
فيما أعرب المندلاوي عن الاستعداد لتشكيل لجنة برلمانية مشتركة تعنى بالاستثمار والاقتصاد والثقافة، وعن أمله بتوقيع مذكرة تفاهم بين مجلس النواب العراقي ومجلس الشورى الإسلامي.
العلاقات العراقية الإيرانية
وتمتد العلاقات بين العراق وإيران لمئات السنين، شهد فيها البلدان اندلاع أطول حروب القرن العشرين في المنطقة عام 1980 (دامت 8 سنوات)، وخلفت نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار، تلاها انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لأكثر من 10 أعوام، قبل أن تعود وتستأنف عام 1990.
ويعتبر ملف الحدود العراقية الإيرانية واحدا من أبرز الملفات بين البلدين تعقيدا، ونقطة ارتكاز الصراع الذي كان يشهده العراق وإيران على امتداد التاريخ.
هل تهيمن إيران على العراق؟
ويرى الأكاديمي والصحفي العراقي، عقيل عباس، أن «العلاقات بين العراق وإيران معقّدة وغير متكافئة، إذ تفرض إيران هيمنتها على العراق».
ويتابع في مقال له على موقع «مركز مالكوم كير - كارينغي»: «وقد ترسّخت هذه الهيمنة من خلال تطوّرات عدة مرتبطة بالنزاع الوجودي الذي خاضه العراق ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014 حتى العام 2017، وتخلّله سقوط الموصل في أيدي التنظيم الجهادي، وانهيار جزء كبير من الجيش العراقي، وبروز لاعبين خارج إطار الدولة، مثل المؤسسة الدينية في النجف وميليشيات محور المقاومة، في صورة منقذي الدولة في نظر الكثير من العراقيين».
ويقول «تُعتبر المنافذ الحدودية التي تربط بين البلدَين خير دليل على أوجه اللامساواة في العلاقات العراقية الإيرانية. فالمنافذ الواقعة على الحدود الممتدة على طول 1، 600 كيلومتر (994 ميلًا) تشغل حيّزًا بارزًا في الاستراتيجية التي تنتهجها إيران لفرض هيمنتهاعلى العراق».
زيارة أحميدان والضربات الأميركية
وتأتي زيارة أحميدان، بعد أن شنت القوات الأميركية هجمات على أهداف في العراق وسوريا، خلال الأيام الفائتة، ردا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين على يد «قوات مدعومة من إيران في العراق».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الأحد، إن الحكومة العراقية يجب أن «تتصرف بيقظة أكبر لإنهاء تهديدات الفصائل المسلحة المدعومة من إيران والتي هاجمت مواقع عسكرية أميركية».
اقرأ أيضا:
السعودية توقع 11 اتفاقية مع شركات دفاعية دولية
انتقاد عماني لاذع لـ«الضربات الأميركية» على سوريا والعراق
ونفذت جماعات مسلحة مدعومة من إيران، في العراق، أكثر من 165 هجوما ضد القوات الأميركية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين.