مصر ترد على مزاعم إسرائيلية بنقل معبر رفح
نفى مصدر مصري مسؤول، اليوم الإثنين تقارير إعلامية إسرائيلية عن «خطة تدرسها تل أبيب لنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي بمنطقة كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية».
وأوضح المصدر لقناة «القاهرة الإخبارية» عدم صحة تقارير إعلامية إسرائيلية عن «مباحثات بين مصر وأميركا وإسرائيل لنقل معبر رفح في مثلث الحدود ليصبح معبر كرم أبو سالم المعبر البديل»، مشيرا إلى «عدم استهداف إسرائيل لشاحنة مساعدات مصرية بشمال غزة، وأوضح أن الشاحنة تابعة لوكالة أونروا».
ويوم الأحد نسب موقع «واينت» إلى مسؤول إسرائيلي مزاعم عن «مناقشات تجري إسرائيل والولايات المتحدة ومصر حول نقل معبر رفح في مثلث الحدود ليصبح معبر كرم أبو سالم المعبر البديل، .
في حين ادعت القناة «13» الإسرائيلية أن «التدخل يهدف من ناحية للسماح بالتدخل المصري بالمعبر، وعدم الدخول معهم في مواجهة حول الموضوع، ومن جانب آخر الحرص بأن يكون المعبر على الحدود مع إسرائيل ويسمح بإجراء فحوصات أمنية إسرائيلية، وعمليا تسمح الخطوة لإسرائيل التأكد من عدم حصول تهريب في المحور».
وعبّر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية في وقت سابق الإثنين عن تخوفه من إقدام إسرائيل على نقل معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وذلك بعد قرابة أربعة شهور على الحرب الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وقال اشتية خلال جلسة للحكومة «تحاول إسرائيل نقل معبر رفح إلى مكان آخر». ويأتي هذا التصريح في ظلّ مخاوف بين الفلسطينيين والمصريين خصوصا من محاولات إسرائيلية محتملة لدفع الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر.
ونزح 1.7 مليون فلسطيني خلال الحرب، ويعيش 1.2 مليون منهم في منطقة رفح الحدودية مع مصر، وفق الأمم المتحدة. وتنفي إسرائيل نيتها إجبار الفلسطينيين البالغ عددهم 2.4 مليون في قطاع غزة على المغادرة، لكن مسؤولين عديدين فيها دعوا إلى فتح باب المغادرة الطوعية للفلسطينيين.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج، ويستخدم حاليا لخروج مقيمين في القطاع بعد أذونات استثنائية توافق عليها إسرائيل، وتحظى أيضا بموافقة فلسطينية ومصرية.
صداع «فيلادلفيا»
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، في أكتوبر الماضي، يثير محو صلاح الدين «فيلادلفيا» توترًا غير معلن بين مصر وإسرائيل في ضوء رغبة إسرائيلية في احتلال المحور، الممتد من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، التي تبلغ نحو 14 كيلومترًا.
والأسبوع الماضي، كشف تقرير أميركي عن زيارة سرية لمدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، إلى مصر لبحث قضية «فيلادلفيا».
وفي وقت سابق الأسبوع المنقضي عقد وزراء ومشروعون إسرائيليون مؤتمرًا لدعم إعادة بناء المستوطنات في غزة، في حين تقول هيئة الإذاعة الإسرائيلية إن «مصر تشك بشكل متزايد في نوايا الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بهجرة الفلسطينيين، وبالتالي فهي تطالب بضمانات ولا تكتفي بالوعود الشفهية».
وفي سياق متصل، أفادت الهيئة البث الإسرائيلية العامة الناطقة باللغة العربية (مكان) بأن «إسرائيل التزمت أمام مصر بعدم العمل في منطقة رفح قبل السماح لعدد كبير من الفلسطينيين الموجودين هناك بإخلاء المنطقة لتقليل حجم الخسائر في الأرواح».
الشهر الماضي، أصدرت مصر بيانا شديد اللهجة، حذرت فيه إسرائيل من «تهديد خطير وجدي» على العلاقات بين البلدين، حال تحركت نحو «احتلال» محور فيلادلفيا.
ومحور فيلادلفيا، المعروف أيضا بـ«محور صلاح الدين»، منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم.
وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن الجيش الإسرائيلي «سيتقدم جنوبا إلى رفح مع انتهاء هجوم خان يونس»، حسبما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».