كيف يرى الإعلاميون العمانيون زيارة أمير الكويت المرتقبة؟
رأى إعلاميون عمانيون أن زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى سلطنة عمان، اليوم الثلاثاء، تدشن حقبة جديدة وتفتح آفاقا لعلاقات اقتصادية تحقق طموحات وآمال الشعبين.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية، شددوا على أن «دولة الكويت وسلطنة عمان تعيشان عهدا زاهرا بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه سلطان عمان».
وقال رئيس تحرير جريدة «عمان» عاصم الشيدي إنه عندما يصل أمير الكويت إلى العاصمة العمانية مسقط، تكون مرحلة جديدة من العلاقات العمانية - الكويتية قد دشنت بين البلدين وهي مرحلة موصولة بما قبلها من تاريخ العلاقات المتينة التي يمكن اعتبارها نموذجا يحتذى وتبنى على الفلسفة الراسخة، التي تقوم عليها نماذج متميزة من العلاقات العربية - العربية.
العلاقات بين البلدين الشقيقين
وبالرجوع إلى تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين - حسب الشيدي - نجد أنها بقيت متينة على الدوام سواء على مستوى القيادتين أو الشعبين المتناغمين إلى درجة تنطبق عليها مقولة الشعب الواحد أو الشعب المتناغم.
وبين أن التناغم بين سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة لم يكن فقط تناغم الأخوة العربية لكنه تناغم السياسة القائمة على القيم والمبادئ المستمدة من الدين الإسلامي والعروبة ومن الفهم الواعي لمسارات السياسة في المنطقة والتحولات التي مرت بها.
وذكر أنه في الوقت الذي تستقبل سلطنة عمان قيادة وشعبا سمو أمير دولة الكويت، فإنها تحتفي بتاريخ العلاقات الراسخة بين البلدين وتفتح آفاقا جديدة لعلاقات قائمة على الشراكات الاقتصادية الكبرى وهذا النوع من العلاقات يعزز العلاقات الأخوية ويحقق طموحات وآمال الشعوب في التكامل الاقتصادي.
وأشار إلى أن هذه الزيارة ستتوج بافتتاح أحد أكبر المشاريع الاقتصادية في المنطقة المتمثل بمصفاة الدقم التي تعد تحولا في العلاقات بين البلدين الشقيقين من جانبيها السياسي والاجتماعي وصولا إلى الجانب الاقتصادي ولا شك أن الشراكات الاقتصادية مع دولة الكويت مثمرة ومأمونة الجانب لأسباب كثيرة من بينها التناغم السياسي والشعبي وانطلاق سياسة البلدين من نفس الفلسفة.
مجموعة مشتركات تستند إلى روابط الدم واللغة والتاريخ
فيما قال رئيس تحرير صحيفة «المسار» علي العجمي إن العلاقات العمانية - الكويتية تكتسب زخمها وتستمد عوامل الاستمرارية والديمومة من مجموعة مشتركات، تستند إلى روابط الدم واللغة والتاريخ فضلا عن المصالح المشتركة، حسب «كونا».
وتابع: «لعل ما يضفي بعدا خاصا على هذه العلاقات المتجذرة تلك الأواصر الاجتماعية والوشائج الأخوية الصادقة التي تربط الشعبين الشقيقين ومشاعر المحبة الخالصة التي تجمعهما وهي مشاعر يعبر عنها لسان حال العمانيين الذين احتضنهم بلدهم الثاني الكويت قبل النهضة المباركة لتلقي العلم أو للتجارة أو بغرض العمل يقابلها في الوقت ذاته شعور متبادل من الود العميق من قبل اشقائنا الكويتيين».
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية على المستوى الرسمي، شهدت تطورا ملموسا وازدهارا ملحوظا منذ بزوغ فجر النهضة الحديثة في عمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، الذي ارتبط بعلاقات أخوية وثيقة مع إخوانه قادة الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والشيخ سعد العبد الله السالم الصباح والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وذهب إلى أن ذلك انعكس على العلاقات بين البلدين لتكتسب تميزا نوعيا وتشهد نقلات مفصلية أثمرت عن ارتيادها آفاقا رحبة من التعاون والتكامل في إطار البيت الخليجي الواحد.
واختتم العجمي تصريحاته بالقول: «في هذا العهد الزاهر بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد تتواصل المسيرة بعزم أكيد لبلوغ الغايات المرجوة نحو المزيد من تعزيز العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والسياحية».
وأوضح أن الصلات بين البلدين ارتبطت في بداياتها ومنذ عهود تاريخية قديمة بالعلاقات التجارية البحرية حيث يبرز الاقتصاد في وقتنا الراهن ليمثل جسر عبور نحو مستقبل أكثر إشراقا في علاقات البلدين الشقيقين وفي هذا الصدد يقف مشروع مصفاة الدقم شاهدا على ذلك بوصفه أكبر مشروع استثماري مشترك بين دولتين خليجيتين بحجم استثمارات يبلغ 5ر8 مليار دولار مؤكدا أن العلاقات العمانية - الكويتية تمثل نموذجا مضيئا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء.
التقاء قيادتين تتسمان بصنع السلام
أما الإعلامي ومقدم برنامج بودكاست «مجرد أسئلة» في صحيفة أثير الإلكترونية بدر الشيباني، فقال إن «الزيارة تتجلى مدلولاتها الاجتماعية في روابط الدم التي لم تعكر صفوها أي أحداث مرت على المنطقة بل تزداد رسوخا يوما بعد يوم، كما تتجلى مدلولاتها السياسية في التقاء قيادتين تتسمان بصنع السلام وتلتقيان حول قضية الساعة (الحرب على غزة) بموقف موحد ومشترك همه رفع المعاناة عن اشقائنا وردع التهور الإسرائيلي الإجرامي».
وأضاف الشيباني أن زيارة تتجلى كذلك اقتصاديا في رفع كفاءة التعاون المشترك والاستثمار المتبادل خصوصا ان القيادتين طموحتان لأبعد الحدود، وفق وكالة الأنباء الكويتية.
نموذج للتعاون الإقليمي الناجح والمستدام
كذلك أشاد الإعلامي في جريدة «عمان» ماجد الهطالي بالعلاقات العمانية - الكويتية معتبرا إياها نموذجا للتعاون الإقليمي الناجح والمستدام، مضيفا أن الزيارة المرتقبة تأتي تتويجا للعلاقات بين البلدين الشقيقين والتي اتسمت بالتطور المستمر على مدى السنوات العديدة وفي مختلف المجالات بدءا من الجوانب السياسية والاقتصادية وصولا إلى الثقافية والاجتماعية.
وأوضح الهطالي أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتميز بالتنوع، ولا سيما على صعيد تعزيز التبادل التجاري وتوسيع آفاق الاستثمار المشترك، مشيرا الى أن حجم استثمارات دولة الكويت الشقيقة في سلطنة عمان - وفقا للاحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للاحصاء والمعلومات - تجاوز 922 مليون ريال عماني (حوالي 37ر2 مليار دولار) بنهاية الربع الثالث من العام الماضي.
وأكد أنه من بين أهم المشاريع الاقتصادية المشتركة بين البلدين مشروع مصفاة الدقم، الذي يعتبر واحدا من أكبر المشروعات الاستثمارية في قطاع النفط ويعد ركيزة أساسية للتعاون المشترك حيث يهدف إلى تعزيز البنية الاساسية لتكرير النفط وتوفير منتجات بترولية عالية الجودة مما يسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية للبلدين الشقيقين.
اقرأ أيضا:
السفير العماني: زيارة أمير الكويت للسلطنة تحمل دلالات مهمة
وأوضح أن البيانات تشير إلى ارتفاع قيمة المعاد تصديره من سلطنة عمان إلى دولة الكويت بنسبة 7ر71 بالمئة حيث بلغت 69 مليون ريال عماني (حوالي 178 مليون دولار) بنهاية الربع الثالث من عام 2023 مما يعكس تطورا ونموا ملحوظين في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين.