خليجيون| ماذا بعد رد حماس على مقترح هدنة غزة؟
تزامنا مع مشاورات مكثفة يجريها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليكن مع قادة المنطقة، جاء رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي وُصف بـ«الإيجابي» على مقترح هدنة في غزة أقرها اجتماع باريس الأسبوع الماضي، فيما تزايدت التساؤلات عن الخطوة القادمة عقب دخولها حيز التنفيذ.
لكن الأمر لايحتاج لتوقعات وفق مدير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط عمار علي حسن، إذ يرى أن الخطوة القادمة هي «إنهاء الحرب مؤقتا ثم التفاوض على الوضع النهائي».
ودون الكشف عن تفاصيل، قالت حماس مساء الثلاثاء، إنها سلمت ردها حول اتفاق الإطار في باريس لقطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة. وذكرت الحركة في بيان أنها «تعاملت الحركة مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى».
موافقة حماس
رد حماس وصفته قطر بـ«الإيجابي»، وفقما أورد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلا أنه رفض في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقديم تفاصيل أخرى عن فحوى هذا الرد.فيما قال مصدر مصرى مسئول، إنه «جارى مناقشة التفصيلات على كافة الأطراف الفنية»، وفقا لخبر عاجل على قناة القاهرة الإخبارية.
تضمنت تحويل الهدنة إلى حل سياسي من 3 مراحل.. نشر المسودة المقترحة لـ"اتفاق #باريس" بين #إسرائيل و #حماس#فلسطين#الحدث pic.twitter.com/QspWSPq47s
— ا لـحـدث (@AlHadath) February 6, 2024
لكن الهدنة المقترحة يراها عمار في اتصال لـ «خليجيون» «أسهل المراحل مقارنة بمفاوضات صعبة قادمة وشائكة عن الوضع النهائي ومصير حماس ومن يدير القطاع وهل لمصر دور ثم ملف إعادة الإعمار وغيرها من الملفات الصعبة».
بايدن يعلق
على صعيد موقف واشنطن، قلل الرئيس الأميركي جو بايدن من رد حماس على مقترح الهدنة الأخيرـ واصفا إياه بأنه «مبالغ فيه». وقال بايدن إن هناك «بعض التحرك» إزاء اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وفق وثيقة باريس واصفا إياه أنه، وفق رويترز.
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقال إنه رد حماس على وثيقة باريس يخضع للمراجعة من قبل الإدارة الأميركية في الوقت الحالي. وأضاف في مؤتمر صحفي في قطر إنه سيبحث رد حماس مع المسؤولين في إسرائيل عندما يزورها غدا الأربعاء.
جهود أميركية تراها الدكتورة نهي بكر أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية محورية في الوصول لأي اتفاق أو ترتيبات في المنطقة، مضيفة لـ «خليجيون» أن واشنطن ترغب في إنهاء الصراع في غزة بأسرع وقت ممكن لكي تتفرغ للانتخابات الأميركية التي اقتربت».
وترى واشنطن، وفق تصريح وزير خارجيتها أنتوني بلينكن أنه «لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا ما زلنا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن، وضروري بالفعل».
وهو ما تؤيده «بكر»، مؤكدة أن «تنفيذ هدنة على الأرض وإطفاء الصراع في غزة سوف يحسب بشكل أساسي لإدارة الرئيس بايدن على اعتبار أنه منقذ إسرائيل والمنطقة ودليل على قوته يقدمه عربون للجماعات المؤيدة لإسرائيل».
وتضيف خبيرة الشأن الأميركي «أن أزمة غزة ورغم الدعم الأميركي الضخم لإسرائيل إلا أن بايدن وحزبه الديمقراطي فقد الكثير من شعبيته نتيجة تزايد أعداد القتلي سواء في إسرائيل أو في غزة ما يهدد مصيره في الانتخابات في ظل سخط العرب أو المناهضين للحرب ومؤيدي إسرائيل أيضا في وقت يستعد ترامب للعودة من ثغرات إدارة بايدن وهذا يفسر الضغط الاميركي لإيجاد حل لافتة إلة زيارة بايدن الخامسة للمنطقة حاليا».
في المقابل يستبعد الدكتور عمار على حسن التوصول لتسوية نهائية سريعة، قائلا «إسرائيل لن تستسلم لما حدث بسهولة وتريد عدم تكراره وتصر على إبعاد حماس من القطاع بأي شكل وهو مايستحيل عمليا».، مضيفا « لاحرب بدون نهاية والصراع أنهك الطرفين وخلف خسائر فادحة بشرية ومادية في غزة».
وثيقة باريس
وجرت في باريس، الأسبوع الماضي محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ومسؤولين كبار من مصر وقطر وإسرائيل، لبحث اتفاق هدنة في حرب غزة، حسبما أفادت مصادر مقربة من المشاركين في هذه اللقاءات. وذكرت مصادر إسرائيلية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وافق من حيث المبدأ على إطار الاتفاق المقترح، بينما أبدت حماس انفتاحها لكن لم تقدم ردا نهائيا بعد، وقتها.
ويتمحور الاتفاق حول إطلاق حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح رهائن مقابل وقف طويل للقتال في غزة. والصفقة جزئية وذلك لتفادي نقطة الخلاف الرئيسية وهي مطلب حماس لوقف تام لاطلاق النار وانسحاب إسرائيلي. كما تشمل مرحلتين تتلوان المرحلة الجزئية’ لكن تركتا دون كثير من التفاصيل لكي لا تشكلا عائقا ام المرحلة الأولى على ان يتم التفاوض على الخطوات القادمة خلال فترة وقف إطلاق النار.