تركيا تراهن على التعاون مع مصر في إنتاج «الطائرات المُسيرة»
فيما يبدو أنه رهان جديد من أنقرة على تعزيز التعاون في مجال الصناعات العسكرية مع القاهرة، عبر مسعود كاسين، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لشؤون الدفاع والعلاقات الخارجية عن أمله أن «تشهد العلاقات التركية المصرية تحولا، وتعاونا بين البلدين في إنتاج الطائرات المسيرة وكذلك في التكنولوجيا العسكرية».
ويزور الرئيس التركي مصر في منتصف فبراير الجاري، في مسعى لتقوية لتحسين العلاقات بعد عقد من التوتر بين البلدين.
وقال كاسين في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي «الحرب الروسية الأوكرانية أثبتت أن الطائرات المسيرة يمكنها أن تغير من طبيعة الحرب سواء في الجو أو على الأرض أو حتى في البحر». وأضاف «في هذا الوقت، تزداد قدرات تركيا الدفاعية الحديثة، والعالم أجمع يثق في الإنتاج التركي خاصة من المسيرات (تي بي 2) و(تي بي 3) وغيرها من الطرازات».
وتمنى كاسين، أن «يمتد التعاون أيضا إلى قطاع الأسلحة البحرية، حيث تنتج تركيا سفنا بحرية مسيرة وأنظمة إلكترونيات بحرية، وشركاتها متقدمة في هذه الصناعات، وأن تفتح هذه المجالات بوابة جديدة للصداقة بين تركيا ومصر».
مستشار أردوغان: إذا لم تمض تركيا ومصر في التعاون والشراكة.. ستستمر إسرائيل في تحديها لجميع الدول الإسلامية
كان تلفزيون (تي.آر.تي) التركي قد نقل يوم الأحد عن وزير الخارجية هاكان فيدان القول إن هناك توافقا على أن تزود تركيا مصر بطائرات مسيرة. وأضاف فيدان «الجزء الأكبر من عملية تطبيع العلاقات مع مصر تمّ بالفعل». كان الرئيس التركي قد أعلن في نوفمبر الماضي أنه يعتزم زيارة مصر في أقرب وقت، وذلك في الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين البلدين بمرحلة تقارب تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
مصر وتركيا.. تقارب بعد قطيعة
وجاء التقارب المصري-التركي بعد سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أعقاب الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان عام 2013. وتسارعت وتيرة تطبيع العلاقات بعدما تصافح الرئيس المصري ونظيره التركي في العاصمة القطرية الدوحة في أثناء حضورهما افتتاح كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر 2022.
في السياق نفسه، قال مستشار الرئيس التركي «مصر وتركيا دولتان كبيرتان ولديهما علاقات أخوية تاريخية، ونعلم أنه بدون مصر لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، وإذا لم تمض تركيا ومصر في التعاون والشراكة، ستستمر إسرائيل في تحديها لجميع الدول الإسلامية».
واستطرد قائلا «نرى ما يحدث في غزة وعند معبر رفح، حيث تهدف إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، وهذا يجلب أنواعا جديدة من الإرهاب إلى شبه جزيرة سيناء ويعيدها إلى أجواء حرب يوم الغفران وحرب الأيام الستة». وأضاف «نحن لا نريد الحرب ونتمنى أن يعم السلام، ولكن السلام يعني الاستقرار والردع، ويمكن لتركيا ومصر أن تمضيا قدما بدون التأثر بأية عوامل إمبريالية، وهذا سيجلب السلام والاستقرار ويضمن للشعوب الحرية والديمقراطية».
وقال كاسين «يجب أن ننظر إلى الصورة الكبيرة، تركيا ومصر لديهما حضارتان مهمتان والاتصال التاريخي والثقافي والديني بينهما متواصل منذ قرون، وسيستمر هذا التواصل في هذه الأوقات الحرجة».
كاسين: التطبيع المصري التركي يجلب الاستقرار إلى العالم أجمع لأن مصر هي القائد الحالي للعرب
وأضاف «العلاقات بين تركيا ومصر آخذة في التحسن تحت قيادة الرئيسين أردوغان والسيسي، ويظهر أهمية ذلك بوضوح إذا قمنا بتكبير الصورة والنظر إلى الحرب في غزة نجد أننا في منطقة حرجة للغاية ووصلت إلى نقطة الانهيار، لأن هناك تهديدا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تستهدف الدول الغربية الحضارة الإسلامية».
وأردف «في هذا الوقت يجب على الدول الإسلامية أن تقرر كيف يمكنها دمج جهودها وقوتها وتعاونها ضد جميع أنواع هذه الهجمات ولمواجهة هذا السلوك غير الودي».
الشرق الأوسط في مفترق طرق
وتابع قائلا «هذه التحديات تضعنا جميعا عند مفترق طرق جديد، وتوضح لنا لماذا يجب على تركيا ومصر أن تمضيا قدما في التعاون السياسي والاقتصادي، في إطار جيوسياسي».
وحول أهمية التطبيع الكامل للعلاقات بين تركيا ومصر، قال كاسين «التطبيع بين تركيا ومصر مهم للغاية لعدد من الأسباب وهي أنه يجلب الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، كما أنه يجلب الاستقرار إلى العالم أجمع لأن مصر هي القائد الحالي للعرب، وإذا ما قررت تركيا ومصر المضي قدما في عملية التطبيع والتعاون سيجلب ذلك الاستقرار والسلام وسيفتح آفاقا جديدة للشراكة بين البلدين».
وأضاف «إذا ما نظرنا إلى المستقبل سيحدث هذا التطبيع نوعا من التحول في منطقة الشرق الأوسط وكذلك في منطقة البحر المتوسط، وهذا يشمل أيضا التعاون في مجال الطاقة في المستقبل وسينتقل إلى مجالات التدريب خاصة داخل الجامعات».
وتعليقا على الأخبار التي تحدثت عن رغبة الرئيس التركي في زيارة مصر، قال كاسين «آمل أن تكون مثل هذه الزيارة مفيدة لبناء علاقة جديدة بين تركيا ومصر، وسوف تكون حقا زيارة تاريخية». وتابع قائلا «وآمل أيضا أن يقوم (الرئيس المصري) السيسي بزيارة إلى أنقرة، وأن يزور العديد من المصريين تركيا، وهذا سيفتح آفاقا جديدة في الاقتصاد والسياحة والتدريب والتعاون العسكري، وسيفتح بوابة جديدة للتعاون في المستقبل. ونحن نريد الغاز الطبيعي ونريد أن نشتري من الغاز الطبيعي المصري».
اقرأ المزيد:
أميركا تحشر «التطبيع» مع إسرائيل في دائرة الجدل.. غموض كيربي و «رد» االرياض