هل تتمكن المعارضة الموريتانية من «زحزحة الغزواني» عن الرئاسة؟
شهور قليلة على انطلاق الانتخابات الرئاسية الموريتانية، المقرر إجراؤها في يونيو المقبل، وسط تساؤلات عن قدرات المعارضة الموريتانية من تغيير نظام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
واستنكرت 7 أحزاب معارضة، دعوات نظرائها لإعادة ترشيح رئيس البلاد الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية «في ظل ما عرفته مأموريته (ولايته) المنتهية من ضعف في الإنجاز، وتزوير للانتخابات وقمع للحريات»، حسب بيان احزاب المعارضة.
المعارضة الموريتانية تحاول الظهور متماسكة
ويرى المحلل السياسي الموريتاني عبد الرحمن المقري في تصريح إلى «خليجيون» أن المعارضة الموريتانية تحاول «الظهور متماسكة» في كل استحقاق رئاسي، وتطمح كل مرة في التوافق على مرشح موحد، لكنها تفشل في ذلك دائما». ويرجع المقري السبب في ذلك إلى «تفرق أحزاب المعارضة»، معتبرا أنها «ليست على قلب رجل واحد، لا فكريا ولا تنسيقيا، والنظام الحاكم يدرك ذلك ويعمل عليه».
ما ستصل إليه المعارضة الموريتانية؟
يتوقع المحلل الموريتاني توصل المعارضة إلى «الاتفاق على أن لا تتفق، على مرشح موحد»، موضحا أن المعارضة التقليدية تنقسم إلى كتلة الأحزاب الموقعة على الميثاق، مثل «التكتل»، الحزب القديم برئاسة الزعيم أحمد ولد داداه، واتحاد قوى التقدم، ذا الخلفية اليسارية، وهذان أقرب للنظام حاليا، وإن خروجهما بمرشح أو اثنين ليس مستبعدا »-على حد قوله-.
ويوضح المقري أن حزب «تواصل» الإسلامي سيقدم بلا شك مرشحا للرئاسيات، وسيحاول جرّ بعض أطراف المعارضة لتأييده.
13 حزبا سياسيّا يتظللون تحت الغزواني
وفي نوفمبر الماضي أعلن 13 حزبا سياسيّا تحت راية الأغلبية دعم ترشُّح ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية، داعية القوى السياسية كافة إلى «دعم هذا الخيار من أجل موريتانيا آمنة ومستقرة ومزدهرة».
أجنحة المعارضة الجديدة قد تحدث تغيير
ويشير المحلل السياسي الموريتاني إلى ما أطلق عليهم «أجنحة المعارضة الجديدة»، بانها أكثر تماسكا من المعارضة التقليدية، وقد تخرج بتوافق نسبي على مرشح، وقد يكون المحامي والنائب البرلماني العيد محمدن، فيما سيكون يبقي حزب «الصواب» القومي العربي، على مرشحه العنيد الزعيم الحقوقي بيرام الداه اعبيد.
منافسة مرشح أحزاب الأغلبية
و مضت أحزاب المعارضة السبعة على منافسة مرشح أحزاب الأغلبية، التي تتجه إلى ترشيح ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية، والذي تنتهي ولايته في يونيو المقبل، لكن يمكنه الترشح لولاية ثانية، وفقا للدستور الموريتاني.
ويرى رئيس «المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية» في نواكشوط، ديدي ولد السالك، أن المعارضة تواجه تحديات حقيقية في إيجاد مرشح موحد، تتمثل في صعوبة التوافق على شخصية تملك تجربة سياسية وقبولا يمكن أن تنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
تجربة مريرة
ويقول ولد السالك إن «المعارضة تملك تجربة «مريرة» في عدم التوافق على مرشح موحد، وهو ما أثر عليها في الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في عام 2019».
مهام أنصار الغزواني؟
وبسؤاله عن ماذا قدم نظام ولد الغزواني في مأموريته الأولى، وما يعد به في الثانية، قال عبد الرحمن المقري إن أنصار الرئيس الحالي يدافعون عن «تواضع» حصيلة مأموريته الأولى، بتزامنها مع ظروف دولية صعبة، مثل أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا، وداخليا ملف محاسبة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، أو ما عُرف بـ«أزمة المرجعية».
وأوضح أن أنصار الغزواني يراهنون على تحقيق طموحات الرئيس التي أعلن عنها إبان ترشحه عام 2019، في الولاية الثانية، وهي التي يتوقع أن تشهد تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي من حقل آحميم المشترك مع السنغال المجاورة، كما بات من المؤكد أن الرئيس الحالي سيكون الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، وهو ما سيفتح آفاقا واسعة لموريتانيا مع الشركاء.
ويتطلع شعب موريتانيا بلهفة إلى هذا العام، أملا في أن تتغير حياتهم مع بدء تصدير انتاج حقول الغاز المكتشفة حديثا في الجنوب، والتي من المنتظر أن تنتشل البلاد من الفقر الذي عانت منه منذ استقلالها قبل أكثر من ستين عاما.