معالي رئيس مجلس الوزراء.. لا تستمع إلى صوت النشاز
بداية وقبل الخوض في أي تفاصيل، يطيب لي أن أتقدم بخالص ال تهاني والتبريكات للشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، رئيس مجلس الوزراء على توليه هذه المهمة التي لا يمكن أن توصف بالسهلة، فجموع الكويتيين ينتظرون الكثير، خصوصا وأن «الصباح» يمثل الأمل الذي يراود المواطن في «وطن عادل وآمن ومستدام»، وفق ما جاء في برنامج الحكومة قبل أيام.
ومن قلبي وقلب كل كويتي مخلص أتمنى لمعالي رئيس مجلس الوزراء كل التوفيق والنجاح في مهمته، من أجل صالح هذا الشعب، الذي عانى منذ عقود بسبب آفات اجتماعية ابتدعتها فئة لتحقيق مصالح شخصية، بينما يدفع كل الشعب ثمنها.
أعرف كغيري من الكويتيين أنا «الصباح» رجل دولة وسياسي مخضرم، وهو بمثابة حلقة جديدة في سلسلة أصيلة، تعود جذورها لصاحب السمو الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الأسبق -طيب الله ثراه.
كما أن لرئيس الوزراء الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح الكثير من المواقف، التي تطمئن القلب وتدفع النفس لمزيد من الأمل في غد أفضل.. .ولكن.
ضرورة الابتعاد عن البطانة السيئة، والانفتاح على الشعب بالاستماع إلى المواطنين
ولكن هنا أقولها كهمسة صادقة من رجل كويتي محب لوطنه يتمنى لرئيس مجلس الوزراء النجاح في مهمته، لهذا أتقدم بهذه الكلمات الصادقة لعلها تلقى قبولا لديكم.
وأول هذه الكلمات هي ضرورة الابتعاد عن البطانة السيئة، والانفتاح على الشعب بالاستماع إلى المواطنين، بأن يفتح رئيس الوزراء ديوانه يوما في كل أسبوع من أجل الاستماع إلى نبض الشارع الحقيقي، فهم البوصلة الصادقة التي تهدي إلى صحيح الطريق بلا مصالح شخصية، بل من أجل الصالح العام وصالح الوطن قبل كل ذلك.
وقبل أن أواصل كلماتي إلى رئيس مجلس الوزراء، أود أن أؤكد أننا نحتاج وبشدة إلى آلية لوقف التطاول على الحكومة والوزراء واستخدام لغة تخاطب راقية تليق وإرث الشعب الكويتي وتقاليده، فنحن أمة لها تاريخ وعادات وأصول ولم يكن يوما من طبيعتنا الفجر في الخصومة أو استخدام أسلوب التشهير والفضائح لتصفية الحسابات، أو لتحقيق أغراض شخصية بالتطاول على المسؤولين.
فكل يوم نسمع ونرى ما يحدث على السوشيال ميديا، هذا الفضاء الذي يتم توجيهه بشكل قبيح لخدمة أغراض ومصالح شخصية وفئوية.. .لكن الأغرب من ذلك هو انزلاق بعض نواب الأمة إلى ذلك المستنقع، فنرى نائبا يتطاول على وزير أو مسؤول في الدولة بشكل فج.
أنا لا أحرم على المواطن أو النائب حقه في الاعتراض أو انتقاد المسؤول، لكنني دوما ضد التشهير والخوض في الأعراض والتطاول خصوصا حين لا يكون هناك سبب حقيقي لهذا النقد، اللهم إلا تنفيذ أجندات لصالح أشخاص أو كيانات معينة.
لهذا كله، أتقدم إلى معالي رئيس مجلس الوزراء بهذا الطلب، والذي يتطلب منه أن يتخذ خطوات قوية وفعالة لإبراء الجسد الكويتي من هذا المرض اللعين
وبعد، أجدني هنا محملا بعناء شباب الكويت، الذين أنفقت عليهم الدولة الكثير من أجل التعليم داخل البلاد وخارجها في أعرق الجامعات والمؤسسات التعليمية، ثم بعد تخرجهم يجدون أنفسهم يجلسون في بيوتهم بلا عمل أو وظيفة تتناسب ومؤهلاتهم وخبراتهم التي اكتسبوها، بينما على الجانب الآخر هناك الآلاف ممن يشغلون وظائف وأماكن ليسوا أهلا لها.. .وكل مؤهلاتهم هي «الواسطة».. .وآه من الواسطة تلك الآفة المقيتة التي يدفع شبابنا بل وجميعنا يدفع ثمنها، وأكثر المتضررين من تلك الكويت.. .الوطن.. .الذي يحرم من كفاءات وكوادر وطنية كان الأحرى بنا أن نأخذ بأيديهم إلى الأماكن التي تليق بهم. فهم مستقبل هذه الأمة.. .
لهذا كله، أتقدم إلى معالي رئيس مجلس الوزراء بهذا الطلب، والذي يتطلب منه أن يتخذ خطوات قوية وفعالة لإبراء الجسد الكويتي من هذا المرض اللعين.. .ويخلصنا من شر الواسطة فالناس يحتاجون إلى عدالة اجتماعية حقيقية تنصفهم.
معالي رئيس مجلس الوزراء، الكويت تحتاج إلى وزراء على مستوى من الوعي والإخلاص بقدر يكفي لتلمس حاجة المواطن والتفاعل معه، من أجل رفاهية وصالح هذا الشعب.. .بل من أجل الكويت التي لطالما مثلت حلما لأهلها ولغيرهم من الشعوب.
اقرأ أيضا:
زيارة الأمير للسعودية.. دلالات وآمال كبرى
أمير «الحزم».. اعقلها وتوكل نحن معك
معالي الرئيس، ستجد الكثير من الأصوات العالية، فلا تستمع إلى النشاز منها، بل استمع إلى صوت الحق.. .صوت الشعب.. .المواطن العادي خصوصا الشيوخ منهم، هؤلاء لا مصلحة لهم إلا صالح الوطن، وقلوبهم معك بكل صدق من أجل نجاح مهمتك، فكلنا أمل في كويت جديدة خالصة من كل آفة.
وختاما، وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه صالح الوطن.
وللحديث بقية