خليجيون| قصف رفح و«حافة الهاوية».. هل دقت ساعة التهجير إلى سيناء؟
في خطوة عدها خبراء «تهور» أقرب منها إلى «جرأة»، يحبس العالم أنفاسه من عواقب جنون حكومة الحرب الإسرائيلية إذا ما أقدمت على توسيع هجومها البري على الملاذ الأخير لأكثر من مليون ونصف فلسطيني بمثلث رفح.
التهديد الإسرائيلي بمداهمة رفح بعد قصف بعض المناطق الأربعاء ما اسفر عن استشهاد 11 شخصا تراه سارة «كيرا مدير المركز الأوروبي لشمال أفريقيا للأبحاث يأتي في سياق جنون حكومة الحرب الإسرائيلية وخروج تصرفاتها عن السيطرة»، مشبهة وضعه بأنه «كثور يحطم محل كريستال».
في المقابل، يستبعد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب أن يغالي العدو في حماقاته ويشن هجوما موسعا بقصد دفع الفلسطينين إلى رفح المصرية، لافتا في تصريح خاص لـ «خليجيون» أن «واشنطن وأطراف أوربية أبلغت تل أبيب أن ملف التهجير القسري لم يعد مطروحا بالمرة تجنبا لتصعيد خطير مع القاهرة».
غارات إسرائيلة «جس نبض» على رفح
ونفذ جيش الاحتلال تهديده بقصف رفح أخر الملاذات الآمنة لمليون ونصف المليون نازح فلسطيني هربوا من مجازر الاحتلال في شمال ووسط القطاع.
وقصفت قوات الاحتلال اليوم الخميس مناطق في مدينة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة حيث نزح أكثر من نصف سكان غزة بعد يوم من رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقتراحا لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.، وفق «رويترز»
في المقابل تحذر «كيرا» في اتصال مع «خليجيون» من «غباء الحكومة الإسرائيلية ورغبتها الحقيقية في التخلص من كل البشر الموجودين في رفح سواء بدفعهم للهجرة للخارج أو حتى ناحية الحدود المصرية»، ونبهت إلى «فقد الولايات المتحدة أدوات الضغط على الإسرائيلين»، مستشهدة «باستغاثة إسرائيل بالأحزاب اليمينة المتطرفة في أوروبا لدعمها في الحرب وانعقاد مؤتمر الايباك الأخير في أوروبا»
وزعم نتنياهو الأربعاء أن الشروط التي طرحتها حركة حماس لوقف لإطلاق النار، والتي تشمل أيضا الإفراج عن المحتجزين لدى الحركة، «مضللة» وتعهد بمواصلة القتال وقال إن النصر بات قريبا وعلى بعد أشهر فقط.، وفق الوكالة.
وجاء الرفض في أعقاب جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء الصراع الدائر منذ أربعة أشهر ونصف الشهر قبل هجوم إسرائيلي محتمل على رفح التي يقيم فيها أكثر من مليون شخص حاليا. ويعيش العديد منهم في خيام مؤقتة ويفتقرون إلى الغذاء والدواء.
فيما يستبعد الرقب «وقوع هجوم إسرائيلي واسع يؤدي لسقوط مدنيين كما حدث في شمال ووسط القطاع، بسبب الرفض الأميركي والضغط الدولي والشكاوي القانونية».
وعن سيناريوهات التعامل مع رفح يرجح الخبير الفلسطيني «سعي الاحتلال للهروب من مأزق ارتكاب جرائم حرب، عن طريق تنفيذ مقترح أميركي يقضي بإخراج النساء والأطفال من رفح عبر محور صلاح الدين، ثم إخراج الطاعنين في السن، وبعدها تعتقل القوات الإسرائيلية من تشاء وتغتال من تشاء».
ويعتقد المحلل الفلسطيني أن «جيش الاحتلال لن يجتاح رفح بشكل كامل لكنه سيعيد الانتشار والتموضع في مناطق عدة»، لافتا أن «نتيناهو يسعى لإطالة أمد الحرب والهروب من خلال الورقة الأخيرة من استحقاقات التحقيق والمحاكمة والاستقالة».
كارثة إنسانية
في المقابل حذرت وكالات إغاثة من وقوع كارثة إنسانية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باقتحام إحدى آخر المناطق المتبقية التي لم تدخلها قواتها خلال هجومها البري على قطاع غزة.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن التوغل في رفح على الحدود مع مصر «سيفاقم كابوسا إنسانيا واقعا بالفعل وستكون له عواقب إقليمية لا يمكن وصفها».
وتزعم إسرائيل أنها تتخذ إجراءات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين وتتهم مسلحي حماس بالاندساس بين المدنيين، بما في ذلك في مدارس مستخدمة كملاجئ ومستشفيات، وهو ما يؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين. ونفت حركة حماس هذه الاتهامات.
بينما تصر مدير المركز الأوروبي لشمال أفريقيا للأبحاث، على «التحذير من إقدام جيش الاحتلال على اجتياح رفح وتخليف مجازر لن يتورع عن ارتكابها طالما وجد السند الدولي من الأحزاب اليمينة المتطرفة في أوروبا والتي كشفت أن اللوبي اليهودي الأوربي أخطر حالا من اللوبي اليهودي الأميركي نفسه».
ولفتت كيرا إلى «دعم الأحزاب الأوربية المتطرفة لحكومة نتيناهو في المؤتمر الأخير، وأن تلك الأحزاب هي من أوقفت تمويل الأونرا بإيعاز إسرائيلي، مضيفة «مهما الولايات المتحدة مهما ظهرت أنها تعارض تل أبيب وجرائمها في المنطقة لكنها في كل الأحوال لن تتخلي عنها حتى إذا أقدمت على اجتياح رفح وارتكاب مجازر».
وبشأن السيناريوهات قالت كيرا إن «فرصة النجاة الوحيدة من سيناريو الدم هو نجاح جهود الوساطة الخميس، وغير ذلك إما مجازر أو تصعيد القصف لتنفيذ مخطط التهجير القسري، رافضة في الوقت نفسه التخلي عن تصور صرف إسرائيل النظر عن تهجير الفلسطيين إلى سيناء وهو سيناريو يدعو لمواجهة خطيرة».
وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، سبق وصرح مدعيا أن الجيش سيصل إلى الأماكن «التي لم يحارب فيها، وخاصة في مركز الثقل الأخير، رفح». وزعم غالانت، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، لقد شكلنا خطة من أجل تفكيك حماس وتحرير المختطفين -الأسرى- ولقد أوضحنا لأصدقائنا كم نحن مصرون عندما يتعلق الأمر بحياتنا ومستقبلنا في هذه المنطقة.
ربما تكشف تلك المواقف والتصريحات نية الاحتلال الإسرائيلي توتير الأجواء مع مصر، خاصة بعد رفض القاهرة كافة الضغوط والإغراءات لقبول تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وإدخالهم إلى سيناء، كما تكشف هذه التصريحات عن نية إسرائيل نقل المعارك قرب الحدود مع مصر، الأمر الذي حذرت منه عدة جهات دولية وتتحفظ عليه القاهرة.، وفق وسائل إعلام مصرية.
يأتي ذلك فيما نفى مصدر مصري مسئول لـ «القاهرة الإخبارية» تقارير إعلامية إسرائيلية عن خطة تدرسها تل أبيب لنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي بمنطقة كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية، وفقا لنبأ عاجل أفادت به القناة.
رفض مصري قاطع لإعادة احتلال محور فلالفيا «صلاح الدين»
وتتمسك مصر الرسمية بموقف حاسم يؤكد أن أي تحرك إسرائيلي باتجاه إعادة احتلال محور فيلادلفيا سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية - الإسرائيلية، وأن ذلك يعد خطًا أحمر يضاف إلى الخط المعلن سابقًا بخصوص تهجير الفلسطينيين من غزة.
جيش الاحتلال يقصف رفح وتحذيرات أممية من «كابوس إنساني» في «الملاذ الأخير»