تفاصيل مثيرة.. جاسوس روسي يقتحم أسرار بريطانيا
تعيش بريطانيا حالة من الصدمة بعد الكشف عن تفاصيل مثيرة للغاية، بشأن جاسوس روسي اخترق المؤسسات السيادية واجتمع مع رؤساء وزراء وأفراد من العائلة المالكة، أبرزهم الملك الحالي تشارلز الثالث.
التفاصيل، كما أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، جاءت في أعقاب جلسة استماع بقيادة هيئة بريطانية من 3 قضاة، تشير إلى توغل عميق للجاسوس الروسي في وكالات الاستخبارات الكبرى في بريطانيا.
لاجئ أفغاني يخترق استخبارات بريطانيا
في البداية، وصل الجاسوس المزعوم باسم «سي تو» (C2)، المملكة المتحدة عام 2000 كطالب لجوء أفغاني، وبعدها وصل إلى وثائق سرية واجتمع مع شخصيات بارزة خلال زياراتهم إلى أفغانستان.
لكن «سي تو» قال لهيئة المحكمة إنه كان يعمل لصالح بريطانيا «بشرف» وفي وظيفة «خطيرة للغاية»، نافيًا عمله لصالح الاستخبارات الروسية، مدعيا أنه نجا من عدة محاولات اغتيال.
وأشاروا إلى أن «سي تو» ربما حضر اجتماعات مع ملحقين عسكريين روس في كابل، لكنها كانت «مجرد لقاءات ودية بين رجال يجمعهم حب حضور الحفلات وتناول المشروبات الكحولية ومشاركة صور لقاذفات صواريخ ونساء».
القضية المثارة حاليًا تضع الحكومة وأجهزة الاستخبارات البريطانية في موقف محرج، باعتبار أن الرجل عمل جاسوسًا «في قلب الاستخبارات البريطانية، أو أنهم أخطأوا في قراءة الأدلة وحصلوا على معلومات خاطئة».
وهذه القضية يجرى نظرها أمام لجنة استئناف الهجرة الخاصة (SIAC)، والمكلفة بالتعامل مع الأدلة السرية أو ما يطلق عليها «المواد المغلقة»، حيث يتمتع قضاة تلك القضايا بالقدرة على الوصول إلى المواد المغلقة التي لا يسمح بنشرها أمام الجمهور، وحتى لمحاميي الدفاع.
الروس جهزوا الجاسوس منذ كان في الخامسة من عمره
توصلت أجهزة الأمن البريطانية إلى أن «سي تو» جاسوس روسي، شكل خطرًا على الأمن القومي، وجرى سحب الجنسية البريطانية منه، لكنه كان من بين المغادرين لأفغانستان في إحدى رحلات الإجلاء البريطانية، تزامنا مع سقوط البلاد في قبضة طالبان.
تشير التفاصيل إلى أن والد المتهم بالتجسس كان عسكريًا محترفًا في أفغانستان، وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في وقت سابق هذا الأسبوع، أنه قال في شهادته إن وكالة مكافحة التجسس البريطانية، اتهمته بأنه «يتم تجهيزه بواسطة الروس لهذه المهمة منذ كان في الخامسة من عمره»، مشيرًا إلى أنه سافر في التسعينيات إلى موسكو، وذلك بمساعدة أحد المهربين، وعاش هناك 6 سنوات قبل الالتحاق بالجامعة والتزوج من روسية.
«هارب من طالبان».. كيف خدع لاجئ أفغاني بريطانيا؟
وفي عام 2000، وبمساعدة مهرب آخر، حصل على جواز سفر روسي مزور واستقل طائرة لقضاء عطلة بالكاريبي، لكنه خلال توقف قصير للرحلة في لندن، طلب اللجوء بدعوى أنه هارب من طالبان، واعترف فيما بعد أنه كذب على السلطات.
غير أن الصحيفة البريطانية تحدثت عن تفاصيل أخرى أكثر دقة بشأن «تدرج الشاب الأفغاني في صفوف الاستخبارات البريطانية، قبل عودته إلى أفغانستان بعدما عمل بوزارة الخارجية البريطانية كمستشار للشؤون الثقافية ضمن فريق لإعادة الإعمار في مدينة هلمند».
الجاسوس الروسي التقى الملك تشارلز والأمير ويليام أيضًا ورئيسي الوزراء السابقين ديفيد كاميرون وغوردون براون.. وعمل في حلف الناتو وشارك في صفقات نفط
وخلال عمله في هذا المنصب، التقى الشاب الأفغاني الملك تشارلز عندما كان لا يزال أميرًا، وبالأمير ويليام أيضًا، ورئيسي الوزراء السابقين ديفيد كاميرون وغوردون براون. كما عمل لفترة لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كابل، ولدى وزارة التجارة الأفغانية لفترة، وشارك في صفقات نفط.