رسالة جديدة من مصر بشأن تهجير الفلسطينيين
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم السبت إن: «الإجراءات التي تؤدى إلى تهجير الفلسطينيين من رفح.. لابد أن ينظر لها على إنها سياسة ممنهجة وهي نتيجة محتملة يحذر منها الكل».
وأضاف، في مؤتمر صحفي «التصريحات الإسرائيلية المختلفة الخاصة برفح، والنشاط العسكري هناك، يتنبأ بوقوع المزيد من الضحايا من المدنيين». وأوضح شكري: «المدنيون عددهم 1.4 مليون في رقعة ضيقة جدا لا يمكن لهم فيها حماية أنفسهم أمام التحركات العسكرية الإسرائيلية».
وأشار إلى أن «الأمم المتحدة دعت لاحترام القانون الإنساني، كما أعربوا عن قلقهم، لأن المنطقة لن تحتمل مزيد من العمليات العسكرية والوضع الإنساني لابد من احترامه و هذه دعوة نؤكد عليها أن الأمر لا يحتمل مزيدا من الأوضاع المتفاقمة في غزة».
وذكر وزير الخارجية المصري أن صفقة باريس تم طرحها وإن التصريحات من إسرائيل، تدل على إنها «مرفوضة على أساس الهدنة أو إفراج الأسرى»، لكنه قال «هذا لم يمنع من وجود اتصالات و جهود مصرية لوضع إطار أو التوصل لهدنة للإفراج عن الرهائن». وأكد شكري أن «المفاوضات معقدة وكل طرف يسعى لتحقيق أكبر قدر من المصلحة، لكن الأمر يتطور بشكل سلبي».
مصر تكثف الأمن على حدودها مع اقتراب الهجوم الإسرائيلي من رفح
وفي وقت سابق، قال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء في الأسبوعين الماضيين في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة.
وتنتشر القوات قبل توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية لتشمل مدينة رفح بجنوب غزة التي نزح إليها أغلب سكان القطاع بحثا عن ملاذ آمن مما فاقم مخاوف مصر من احتمال إجبار الفلسطينيين على الخروج بشكل جماعي من القطاع.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية رفح أمس الجمعة وأمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بالاستعداد لإجلاء النازحين.
وقال المصدران الأمنيان إن مصر أقامت أيضا حواجز رملية وعززت المراقبة عند مواقع التمركز الحدودية. وذكرت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات في الشهر الماضي تفاصيل عن بعض التدابير التي اتخذتها مصر على حدودها ردا على تلميحات إسرائيلية إلى أن حماس حصلت على أسلحة مهربة من مصر. وأضافت الهيئة أن ثلاثة صفوف من الحواجز تجعل من المستحيل تهريب أي شيء من فوق الأرض أو تحتها.
وتأتي الإجراءات الجديدة بعد تعزيز الإجراءات الأمنية في شمال سيناء حيث شدد الجيش المصري قبضته على تمرد تصاعد قبل عقد.وقبل وقت طويل من اندلاع الحرب في غزة، قالت مصر إنها دمرت أنفاقا ازدهر عبرها التهريب إلى غزة سابقا، كما طهرت منطقة عازلة قريبة من الحدود.
وعند الاقتراب من معبر رفح مع غزة، يمكن رؤية أطلال منازل تمت إزالتها إلى جانب جدران خرسانية بطول أميال أقيمت بموازاة البحر وبالقرب من الطرق القريبة من الحدود.
علاقات تتعرض لضغوط
تقوم علاقات سلام بين مصر وإسرائيل منذ أكثر من أربعة عقود، وفي السنوات القليلة الماضية تعززت العلاقات من خلال صادرات إسرائيلية من الغاز الطبيعي وتنسيق أمني حول حدودهما المشتركة وقطاع غزة. لكن العلاقات توترت بسبب الاقتحام الإسرائيلي الحالي لغزة.
ودأبت مصر على التحذير من احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح سكان غزة اليائسين إلى سيناء وعبرت عن غضبها من اقتراح إسرائيلي مفاده أن تعيد إسرائيل سيطرتها الكاملة على الممر الحدودي بين غزة ومصر لضمان خلاء الأراضي الفلسطينية من السلاح.
وفي يناير، أعلنت مصر عن عمليتين للتصدي لتهريب المخدرات في شمال شرق سيناء. وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن مناقشة منتظمة تجري بين البلدين حول إعادة هيكلة الأمن على الحدود التي قال إنه ما زال بها عدد صغير من الأنفاق. وأضاف المسؤول أن إسرائيل ستحاول تنظيم انتقال النازحين الفلسطينيين نحو شمال غزة قبل أي عملية عسكرية هناك.
وقللت مصادر أمنية مصرية من شأن أي مناقشات وقالت إنها تعطي الأولوية لجهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. ووصفت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات الاتهامات بالتهريب بأنها «أكاذيب» تستهدف تغطية رغبة إسرائيل في احتلال المنطقة الحدودية العازلة، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.
واتهمت مصر إسرائيل بتقييد وصول المساعدات إلى غزة التي يتزايد فيها خطر المجاعة ويحذر عمال الإغاثة من انتشار الأمراض هناك. ووضعت مصر معارضتها لتهجير الفلسطينيين من غزة ضمن إطار الرفض العربي الأوسع لأي تكرار للنكبة حين فر نحو 700 ألف أو أخرجوا من ديارهم في الحرب التي اندلعت مع احتلال فلسطين عام 1948.
وفي أكتوبر، حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن النزوح قد يحول سيناء إلى قاعدة لهجمات ضد إسرائيل.