لعلها تمطر.. الجفاف يفتك بمحاصيل المغرب للعام السادس

لعلها تمطر.. الجفاف يفتك بمحاصيل المغرب للعام السادس
الجفاف في المغرب ( الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

يضرب الجفاف الموسم الزراعي المغربي هذا العام، بينما يمني المزارعون النفس بتساقط أمطار ربما تنقذ ما يمكن إنقاذه من محصول الحبوب، في ظل جفاف «عنيف» للعام السادس تواليا، يهدد هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي.

تراجعت مساحة المزارع المسموح سقيها بمياه السدود من 750 ألفا إلى 400 ألف هكتار في مجموع مناطق البلاد، وفق ما أعلن وزير الزراعة محمد صديقي قبل أسبوعين، بسبب «جفاف استثنائي وعنيف منذ ستة أعوام«.

حتى يناير، شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57 في المئة مقارنة مع متوسط سنة عادية، وفق ما أوضح وزير التجهيز والماء نزار بركة.

وتفاقم هذا الوضع بسبب تبخر المياه المخزنة في السدود، في ضوء ارتفاع في معدل الحرارة بـ1، 8 في المئة مقارنة مع متوسط الفترة بين العامين 1981 و2010.

حتى الثامن من فبراير لم تتجاوز نسبة ملء السدود 23 في المئة، مقابل 32% للفترة نفسها من العام الماضي.

وفي ظل مخاطر شح مياه الشرب قامت السلطات بإغلاق الحمامات العمومية ومحال غسل السيارات لثلاثة أيام في الأسبوع في عدة مدن، مع منع سقي الحدائق وملاعب الغولف بمياه الشرب.

نتائج كارثية

لكن هذه الإجراءات الرامية لضمان مياه الشرب لا تغير شيئا من «الخطر الذي يهدد« مردود الموسم الزراعي الحالي، وفق تعبير الخبير في القطاع عبد الرحيم هندوف، علما أن الزراعة تستهلك حصة الأسد من موارد البلاد المائية.

خطر يهدد القطاع الزراعي

لكن هذه الإجراءات الرامية لضمان مياه الشرب لا تغير شيئا من «الخطر الذي يهدد» مردود الموسم الزراعي الحالي، وفق تعبير الخبير في القطاع عبد الرحيم هندوف، علما أن الزراعة تستهلك حصة الأسد من موارد البلاد المائية.

يحتفظ المزارع عبد الرحيم محافظ بقليل من الأمل في تساقط أمطار تنقذ ما يمكن إنقاذه من محصول الحبوب، في ظل جفاف «عنيف» للعام السادس تواليا، يهدد هذا القطاع الحيوي لاقتصاد المغرب.

فعلى طول الطريق الرابطة بين الدار البيضاء ومزرعته في ضواحي مدينة برشيد (غرب) تبدو مساحات شاسعة من الحقول عارية، بعدما كانت تغطيها عادة في هذه الفترة من العام «سنابل حبوب تناهز 60 سنتيمترا»، كما يوضح محافظ. لا يكاد يبرز أي نبات في مزرعته الممتدة على نحو 20 هكتارا، تماما كما هي الحال في حقل المزارع حميد ناجم (52 عاما) الذي يعرب عن قلقه إزاء «موسم قاس لم يسبق أن شهدت مثله».

وترتوي 88 بالمئة من مزارع هذه المنطقة الممتدة على 155 ألف هكتار بالأمطار مباشرة، وهي أحد أهم مصادر الحبوب في المملكة، وفق وزارة الزراعة.

أما المزارع المسموح سقيها بمياه السدود فتراجعت مساحتها من 750 ألفا إلى 400 ألف هكتار في مجموع مناطق البلاد، وفق ما أعلن وزير الزراعة محمد صديقي قبل أسبوعين، بسبب «جفاف استثنائي وعنيف منذ ستة أعوام».

استنزاف المياه الجوفية

بسبب الجفاف والتصحر صار مضطرا إلى اللجوء للمياه الجوفية لسقي نحو 85 بالمئة من مزرعته، «بينما كانت تكميلية فقط في السنوات الماطرة»، على قوله.

مع تجدد الجفاف للعام السادس تواليا يطرح مجددا النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المملكة منذ 15 عاما، والتي تستهدف بالأساس رفع الصادرات من خضروات وفواكه تستهلك حجما كبيرا من المياه، بينما تشهد الأخيرة «تراجعا مطلقا» كما ينبه الخبير الزراعي محمد طاهر سرايري.

تقدر حاجات المغرب من المياه بأكثر من 16 مليار متر مكعب سنويا، 87 بالمئة منها للاستهلاك الزراعي، لكن موارد المياه لم تتجاوز نحو 5 ملايين متر مكعب سنويا خلال الأعوام الخمس الأخيرة.

رهان البحر

تراهن المملكة على تحلية مياه البحر لمواجهة هذا العجز، وتخطط لبناء سبع محطات تحلية جديدة بنهاية 2027 بطاقة إجمالية تبلغ 143 مليون متر مكعب سنويا، فيما تتوافر حاليا 12 محطة بطاقة إجمالية تبلغ 179.3 مليون متر مكعب سنويا، وفق معطيات رسمية. لكن مواجهة المعضلة «يتطلب مراجعة السياسة الزراعية في العمق»، كما يؤكد هندوف آسفا «لكون الحكومة تسير في اتجاه مخالف للواقع».

قضية «حمزة مون بيبي».. اعتقال دنيا بطمة في المغرب

تحذير أبوعبيدة يتحقق.. سقوط أسرى في قصف إسرائيلي على غزة

أهم الأخبار