مجاعة تحوم.. فشل جهود «تحرير المساعدات» من طرفي الحرب بالسودان
بينما يحوم شبح المجاعة في البلاد تحاول جهات أخرى تحرير المساعدات الدولية من أيدي طرفي الصراع المسلح في السودان.
الموت جوعا
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أكد أنه تلقى تقارير عن أشخاص يموتون جوعا في السودان بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والمستمرة منذ منتصف أبريل نيسان الماضي، وأشار إلى أن 18 مليون شخص في أنحاء البلاد يواجهون حاليا مستويات حادة من الجوع.
وطالب البرنامج الطرفين المتحاربين بتقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات إلى المحتاجين بشكل آمن، وهو ما طالبت به أيضا قوى الحرية والتغيير إلى جانب مطالبتها الطرفين بالإسراع بالإيفاء بالتزاماتهما وتعهداتهما المبرمة في منبر جدة بخصوص إيصال المساعدات وفتح ممرات إيصالها وحماية مؤسسات العمل الإنساني وموظفيها.
لارد حتى الآن
عمار حمودي، القيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير السودانية، قال إن القوى لم تتلق أي رد من الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دعوتها لاتخاذ تدابير عاجلة من أجل وقف ما سمّته «الاستخدام الحربي» للمساعدات الإنسانية.
تدابير عاجلة
وكانت قوى الحرية والتغيير دعت الجمعة الجانبين إلى اتخاذ «تدابير عاجلة وفورية بوقف كل أشكال الاستخدام الحربي للمساعدات الإنسانية والسماح بوصولها الفوري للمحتاجين والامتناع عن استخدم خدمات الاتصال والإنترنت ضمن الصراع الدائر بينهما».
وأبلغ حمودي وكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم السبت بأن هناك مساعدات إنسانية وصلت منذ فترة طويلة، لكنها لم تصل إلى مستحقيّها ولم توزع أحيانا «بدعوى أن هناك عدم تنسيق، أو أن هناك خطورة أمنية، أو أنها يمكن أن تنهب أو غير ذلك»
واعتبر أن عدم وصول هذه المساعدات إلى المواطنين «يعني أن هناك عدم تعاون من الطرفين في توزيعها على المحتاجين.».
موتى من الجوع في #السودان، وتحذيرات أممية من حدوث مجاعة في غزة.. فما المجاعة؟ وكيف تُعلن في الدول؟#حرب_غزة pic.twitter.com/Q7HCzxL7cH
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 6, 2024
شبح مجاعة
القوى أشارت في بيان يوم الجمعة إلى أن هناك تقارير عن زيادة معدلات الوفاة بين الأطفال جراء انعدام الغذاء، وحذرت من أن هذه التقارير تدق ناقوس الخطر المتوقع كأحد إفرازات الحرب ومشاهدها العبثية بأن يواجه مخاطر فقدان الأمن الغذائي أهلُ بلاد يُنظر لها كسلة غذاء (بينما) يهدد شبح المجاعة شعبها".
وقال حمودي إن قوى الحرية والتغيير رصدت بالفعل «بوادر تتعلق بالمجاعة في البلاد» واعتمدت في تحذيراتها على تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تشير إلى تفشي الجوع وتفاقمه بشكل مطرد في ظل عدم وجود تدابير فعلية لمنع ذلك، بحسب وصفه.
رئيس منظمة "مشاد" الحقوقية لـ #الحدث: أعلنّا منذ 15 يومًا انتشار المجاعة من الدرجة الـ5 في #السودان.. وتلقينا تقريرًا عن وفاة 25 مواطنًا من الجوع والعطش pic.twitter.com/WOwa9qvQqy
— ا لـحـدث (@AlHadath) February 2, 2024
تبادل الاتهامات
ويتبادل طرفا الصراع في السودان الاتهامات بالتسبب في الأزمة الإنسانية وعدم الالتزام بالتفاهم الموقع في اتفاق جدة في السابع من نوفمبر 2023 بشأن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وقال يعقوب عبد الكريم نورين، مستشار الدعم السريع، لوكالة أنباء العالم العربي في وقت سابق إن قادة الجيش "منعوا كل المساعدات التي بُعثت للخرطوم"، في حين ألقى السفير بابكر الصديق، المتحدث باسم الخارجية السودانية، باللائمة على قوات الدعم وقال إنها لو كانت التزمت باتفاق جدة لكانت الأزمة الإنسانية قد حُلت بشكل كامل.
#شاهد تحذيرات من حدوث مجاعة في #السودان
18 مليون شخص في أنحاء البلاد يواجهون حاليا مستويات حادة من الجوع- جيتي
اللهم أن الأمة الإسلامية في كرب شديد، وليس لنا الا انت، اللهم ارزقهم من فضلك ورحمتك وانت خير الرازقين #السودان #المجاعة#ادعوا_للسودان pic.twitter.com/Eo7utQfdtZ
— khadija خديجة (@kkhadra) February 4, 2024
لا تحالف مع الدعم السريع
رفض حمودي اتهام قوى الحرية والتغيير بالتحالف مع الدعم السريع، معتبرا أن تصوير الأمر على هذا النحو «غير دقيق».
وقال إن قوى الحرية والتغيير أطلقت نداء لطرفي الحرب، دعتهما فيه للاجتماع من أجل مناقشة سبل إنهاء الحرب واتخاذ التدابير اللازمة لذلك، لكنه أشار إلى أن قوات الدعم هي فقط من قبلت الدعوة، بينما لم يستجب لها الجيش.
وأوضح أن قوات الدعم السريع أجرت لقاء مع قوى الحرية والتغيير، غير أنه قال «مازلنا في انتظار تحديد الزمان والمكان من قبل قيادة الجيش لمناقشة النقاط نفسها، وإلا فلن يكون هناك قيمة فعلية للاتفاق مع طرف واحد.. .الاتفاق مع الدعم السريع يجب أن يلحقه اتفاق مع الطرف الآخر».
وتابع «الاتفاق مع طرف واحد حول أمور الحرب يعبّر عن حسن نوايا، ولكن لا يصل بالأمور إلى نهاية منطقية»، مشيرا إلى أن الاجتماع مع الدعم السريع تناول الكثير من القضايا، ومنها قضايا الأسرى والقضايا الإنسانية.
وفيما يتعلق بالمساعدات، قال حمودي إن توزيعها «لا يمكن أن يتم من طرف واحد.. .يجب أن يتم إيصالها للمحتاجين عبر بروتوكول معمول به في جميع الحروب، تقوم به جهات محايدة مثل الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن».
أضاف «حتى الآن، جلسنا وتحدثنا مع طرف واحد، وهو الدعم السريع، ولمرة واحدة فقط، واللقاء مع الجيش مهمٌ جدا في وجهه نظرنا. تأخير هذا اللقاء في حد ذاته يعني عدم اكتراث بمعاناة الشعب السوداني»