مركز توك الثقافي يجمع شعوب العالم تحت سماء الكويت
دائما وأبدا ستظل الشعوب هي العنصر الأكثر أهمية في كل المعادلات، ولهذا فإنني أؤمن بقوة وتأثير الدبلوماسية الشعبية في تقريب الناس وتذويب الخلافات بين الدول.
ومؤخرا نجحت سيدة كويتية في الجمع بين شعوب أكثر من أربعين دولة من الشرق والغرب تحت سقف واحد في دولة الكويت، ليتعرف كل منهم على الآخر في عاداته وتقاليده وثقافته وتاريخه.
والحدث هو ملتقى الشعوب الأول من نوعه، والذي أقيم في العاشر من فبراير تحت رعاية جامعة الكويت في رحاب مدينة صباح السالم الجامعية، بالتعاون مع مركز توك الثقافي، وهو الأمر الذي عده كل المتابعين بمثابة تجربة فريدة ثرية معرفياً وثقافياً وسياحية.
أما بطل قصتنا هذه فهي السيدة الكويتية الدكتورة نوف المشعان مديرة مركز توك الثقافي، والتي بذلت جهدا خارقا للعادة، كي تجمع كل هذا العدد من الشعوب وأكثر من عشرة آلاف شخص بثقافاتهم الثرية في رحاب جامعة الكويت هذا الصرح التربوي العلمي الكبير الذي نفتخر به جميعا.
ولم يكن غريبا أن تلقى نوف المشعان بصفتها القلب النابض لهذا الحدث هذا الكم من الإشادة وتقدير كل من حضر هذا الملتقى، الملتقى الذي ساهم في التعرف على حضارات وثقافات وتراث الشعوب وأهم العادات والتقاليد ومختلف اللغات، وكذلك توجيه الشكر إلى مركز توك الثقافي على تعاون القائمين عليه ومجهودهم المثمر.
شخصيا أرى أن ملتقى الشعوب يمثل لقاء ثقافياً لتحقيق التقارب بين الشعوب هنا وهناك، كما أن احتضان جامعة الكويت له زاد من قيمته
وشخصيا أرى أن ملتقى الشعوب يمثل لقاء ثقافياً لتحقيق التقارب بين الشعوب هنا وهناك، كما أن احتضان جامعة الكويت له زاد من قيمته، خاصة وأنها تحتضن طلابا من نحو 90 دولة.. وكذلك عزز من أهداف الملتقى التي تستهدف التعرف على ثقافات وعادات الدول من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات العديدة لمختلف دول العالم.
ولا أرى الأمر غريبا على مركز توك الثقافي، والذي منذ تأسيسه وهو يخوض تجربة فريدة من الإبحار بين الثقافات والمجتمعات مختلفة، باحثا عن العوامل المشتركة بين الشعوب بغرض توطيد العلاقات الإنسانية بين الكويت والعالم.
ولهذا أتقدم بخالص شكري لجامعة الكويت التي احتضنت الحدث الثقافي الشعبي الكبير، وكذلك كل السفارات التي شاركت في الحدث، ويمتد شكري إلى مركز توك الذي قدم لنا مثالا يحتذى في الدبلوماسية الشعبية بكل مفرداتها وقيمها في تقريب الشعوب من أجل الإنسانية.
من كل قلبي أتمنى أن يستمر هذا الملتقى ويزداد ألقا، وأن تشهد دورته الثانية المزيد من المشاركة لتشمل كل الدول الشقيقة والصديقة
ومن كل قلبي أتمنى أن يستمر هذا الملتقى ويزداد ألقا، وأن تشهد دورته الثانية المزيد من المشاركة لتشمل كل الدول الشقيقة والصديقة وحتى الدول التي لا نرتبط معها بعلاقات شعبية قوية، وذلك من أجل توطيد أواصر المحبة والصداقة وكي نتعارف عملا بالأمر الإلهي «جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».
أين المجلس الوطني للثقافة؟
ومنذ شاهدت هذا الملتقى وما حققه من نجاح وزخم ثقافة وهناك سؤال يراودني: أين المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب من هذا الحدث المهم؟ خاصة وأن مثل هذه الملتقيات هي من صميم اهتمام المعنيين بالثقافة في مختلف البلدان!
وهنا يطيب لي أن أدعو مختلف الجهات في الكويت، خاصة في قطاعات الإعلام والثقافة والسياحة لدعم هذا الحدث ورعايته.. بل إنني أدعو الدولة ككل وكذلك الشركات لرعاية ملتقى الشعوب ليكون بمثابة كيان كويتي شعبي يصلنا بمختلف شعوب العالم.
وأخيرا، أوجه تحية خاصة لفرقة الجهراء للفنون الشعبية، والتي قدمت صورا رائعة من الإبداع خطفت قلوب الجميع قبل أنظارهم.