لبنان: هل تشي قصة شعر سعد الحريري الجديدة بعودته إلى الحياة السياسية؟
بعد غياب طويل، وصل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري إلى بيروت، الأحد، للمشاركة في إحياء ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري ورفاقه في تفجير الرابع عشر من فبراير 2005، بينما في أول ظهور سياسي له التقى في «السرايا» رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وفي يناير 2022، علّق الحريري الابن نشاطه السياسي وغادر البلاد، تاركا خلفه الطائفة السنية تيار المستقبل بلا زعيم، فيما يتنقل ما بين فرنسا والإمارات.
ورصدت عدسات مصوري الصحافة اللبنانية الحريري بإطلالة جديدة (نيولوك) مع قصة شعر جديدة، ما دفع المراقبين للتساؤل حول تغيير سعد موقفه والتراجع عن الانسحاب من المشهد اللبناني.
زيارة الرئيس سعد الحريري الى السراي الكبير حيث استقبله الرئيس نجيب ميقاتي. pic.twitter.com/5UvJmYe9FA
— Saad Hariri (@saadhariri) February 12، 2024
اجتماع الحريري وميقاتي
الحريري الذي استقبل رسميا، عقد مع ميقاتي اجتماعا، رحّب فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال بالرئيس السابق، وتمنى أن تكون «ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكّد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان». ومن المرتقب أن يلتقي الحرير رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
وحسب «الديار»، يستعد جمهور تيار المستقبل للقاء زعيمه بعد غياب، مكرراً تمنياته بعودة الحريري الى الحياة السياسية. ولم يعرف إذا ما كانت الظروف السياسية الموضوعية المحلية والإقليمية تؤهل لعودته، ناهيك عن قراره الشخصي.
وحسب مراقبون مثل غياب الحريري سابقة في البلاد منذ الاستقلال في العام 1943، إذ يشهد لبنان الذي يقوم على نظام محاصصة طائفية، غياب القطب السني البارز في معادلة الحكم، مع توقعات بعودة ظهور أقطاب سنيّة عدة لملئ ذلك الفراغ.
قدر سعد الحريري أن ينشىء دولة
وفي تدوينة، قال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان إن «قدر سعد الحريري أن ينشىء دولة بعد أن وحد والده وطناً. وقدره أن يتابع المسيرة. هذا البيت، بيت رفيق الحريري الذي كان بوجوده يحمل كل أحلام اللبنانيين، وأصبح بعد استشهاده يحمل كل الرهان على سيادة هذا الوطن وعلى حريته ووحدته وكرامة الإنسان فيه واستكمال مشروع بناء الدولة والمؤسسات واستعادة لبنان لدوره في المنطقة والعالم وهذا هو ما أراده رفيق الحريري».
هذا الوطن لا يكون عملاقاً إلا بوجود الرئيس سعد الحريري @saadhariri . #سعد_الحريري #تعوا_ننزل_ليرجع #١٤شباط pic.twitter.com/QplLwBMCnJ
— Mamdouh Obeid (@MamdouhObeid) February 12, 2024
وفي الأول من يناير 2024، أنهى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش عمل المحكمة الدولية التي أنشئت للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري عام 2005.
وتابع سليم سوسان: «غياب سعد الحريري عن الساحة السياسية في لبنان وعزوفه عن هذا النشاط السياسي أوجد خللاً في التوازن الوطني اللبناني الداخلي انعكس على العيش المشترك».
وتدعي «الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين» أن سعد الحريري فقد أوراق سلطته، بحيث لم يعد يحظى بأي دعم من السعودية - مالياً ودبلوماسياً، ولا يمكن لأي دعم أجنبي آخر، ولا حتى فرنسا، إعادة سعد الحريري إلى وضعه الطبيعي. في المقابل، فقد سعد الحريري نفوذه في "تيار المستقبل" التي يترأسه، والعلاقات الباردة مع الرياض أثرت سلباً على التزاماته تجاه المستقبل ومؤسساتها المختلفة. كما يفتقر الحريري إلى آلة إعلامية قوية ضد حزب الله وحلفائه.
اغتيال رفيق الحريري
شغل الحريري منصب رئيس وزراء لبنان خمس مرات في أعقاب الحرب الأهلية (1975-1990). وهو ملياردير كون ثروته من العمل بقطاع الإنشاءات في السعودية وكان السياسي السني المهيمن في النظام الطائفي في لبنان.
وفي 14 فبراير شباط 2005، ركب الحريري سيارته بعد أن زار مقهى كافيه إيتوال بجوار مجلس النواب الذي كان عضوا فيه. وبينما كان موكبه يمر على الكورنيش انفجرت شاحنة ملغومة في سيارته وخلفت حفرة هائلة ودمرت واجهات المباني المحيطة بالمنطقة، وفق «رويترز».
اقرأ أيضا:
السعودية ترحب بإدانة المحكمة الدولية لعضوين من حزب الله في اغتيال رفيق الحريري
ولقي 21 شخصا بخلاف الحريري حتفهم في الانفجار الذي وقع خارج فندق سان جورج، وكان من بين الضحايا حراس الحريري وبعض المارة ووزير الاقتصاد السابق باسل فليحان.