جيش الاحتلال يدعو مدنيين إسرائيليين لمشاهدة «عروض تعذيب» الفلسطينين
جريمة مقززة دأب عليها جنود جيش الاحتلال في معارك غزة الأخيرة وهي «الاستمتاع بتعذيب الفلسطينيين» أمام مدنيين إسرائيلين في المعتقلات وتحميل تلك المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق وقائع وثقتها مؤسسات فلسطينية ودولية وروايات صادمة لمعتقلين، فيما استنكرت مؤسسات حقوقية دولية تلك الأفعال، مؤكدة انتهاكها لقواعد القانون الدولي.
عرض مباشر للتعذيب
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كشف عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإحضار مجموعات من «المدنيين» الإسرائيليين إلى المراكز والسجون التي يستخدمها لاحتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة بغرض تمكينهم من مشاهدة جرائم التعذيب التي تُمارس ضدهم ومتابعتها، فيما سُمح للعديد منهم بتصويرها على هواتفهم الخاصة.
الاحتلال جلب إسرائيليين لمشاهدة تعذيب المعتقلين الفلسطينيين @EuroMedHRAr https://t.co/QVph9wNR7q
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) February 12, 2024
وتلقى المرصد الأورومتوسطي شهادات صادمة من أسرى ومعتقلين فلسطينيين أفرج عنهم حديثًا، أفادوا فيها بأن «جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعى عددًا من «المدنيين» الإسرائيليين خلال جلسات التحقيق معهم لمشاهدة ما يتعرضون له من صنوف التعذيب والمعاملة غير الإنسانية، والتي تعمد الجيش ممارستها في حضورهم».، وفق وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا».
وكان الأسرى والمعتقلون تعرضوا للاحتجاز لفترات متفاوتة داخل مركز احتجاز في منطقة «زيكيم» على الحدود الشمالية من قطاع غزة، وآخر تابع لسجن «النقب» جنوبي إسرائيل، بعد اعتقالهم خلال عمليات التوغل البري لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع.
وقال المعتقلون المفرج عنهم للأورومتوسطي إن «جنود الاحتلال تعمدوا عرضهم أمام «المدنيين» الإسرائيليين والادعاء بأنهم مقاتلين يتبعون لفصائل فلسطينية، وشاركوا في هجوم السابع من أكتوبر عام 2023.
وفقًا للشهادات التي تلقاها المرصد فإن مجموعات من المدنيين الإسرائيليين، يتراوح العدد في المجموعة الواحدة من 10 إلى 20 شخصًا سمح لهم بمشاهدة وتصوير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المجردين من ملابسهم أثناء قيام جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي بضربهم بالهراوات المعدنية وعصي الكهرباء، وصب الماء الساخن على رؤوسهم، بالتوازي مع شتائم وإهانات لفظية وتهديدات للمعتقلين باللغة العربية.
تقرير: تعذيب المعتقلين الفلسطينيين سياسة (إسرائيلية) مُمنهجة https://t.co/AMcOMzFqWS pic.twitter.com/3cgR1eln3L
— نبأ برس (@npaa_press) February 24, 2016
سابقة هي الأولى
وذكر الأورومتوسطي أن «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه الممارسات غير القانونية بتنفيذ التعذيب على مرأى من «مدنيين» إسرائيليين والسماح لهم بتوثيقها بهواتفهم وهم يسخرون، لتضاف بذلك جريمة جديدة على مجمل الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القطاع، وبخاصة ضد الأسرى والمعتقلين منهم، الذين يتعرضون للاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري، والحرمان من المحاكمة العادلة، والخضوع للتعذيب الوحشي».
وأفاد الفلسطيني «عمر أبو مدللة» (43 عامًا) لفريق الأورومتوسطي: «تم اعتقالي من الحاجز المقام بالقرب من دوار الكويت الذي يفصل مدينة غزة عن المنطقة الوسطى ضمن حملة اعتقالات عشوائية كانت تتم بناء على هيئة الأشخاص وأشكالهم، وقد تعرضت لتعذيب وتنكيل في جميع مراحل الاعتقال التي استمرت لحوالي 52 يومًا"، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال «جلبوا مدنيين ليشاهدوا تعذيبنا عاريين».
#تقرير يؤكد سياسة إسرائيلية المُمنهجة في تعذيب المعتقلين الفلسطينيينhttps://t.co/TBVKQCpRYg pic.twitter.com/r5TVeaVsnH
— khabar (@faqsmp17) February 24, 2016
جلب المدنيين وعروض التعذيب
وأضاف «أبو مدللة» أن «جيش الاحتلال الإسرائيلي أحضر عددًا من المدنيين الإسرائيليين في مراكز احتجازنا أثناء ضربنا، وكان يقول لهم هؤلاء مخربي حماس الذين قتلوكم واغتصبوا نساءكم في 7 أكتوبر، فيما كان «المدنيون» الإسرائيليون يصورون عملية الضرب والتنكيل والتعذيب التي تعرضنا لها عبر هواتفهم المحمولة، وكانوا يسخرون منا".
وتابع «حدث هذا الأمر خمس مرات أثناء احتجازي، مرة في «بركسات زيكيم»، وكنا معصوبي الأعين، ولكن أحد المعتقلين الذي كان يتحدث العبرية أبلغنا بأن الجنود كانوا يتحدثون إلى «مدنيين» إسرائيليين ويدَّعون بأننا مقاتلين تم القبض علينا، فيما تكرر الأمر ذاته أربع مرات أخرى في مركز الاعتقال في النقب بإحضار مجموعات متتالية من الإسرائيليين داخل خيام ليشاهدوا تعذيبنا ويقومون بتصوير الممارسات التي نتعرض لها من الجنود دون أن يكون بيننا وبينهم أي احتكاك لفظي أو جسدي، وقد شاهدتهم بعيني في المرات الأربع لأننا لم نكن معصوبي الأعين في وقتها».
الكيان الصهيوني هو الإرهاب و داعش ..
اليوم العدو الصهيوني ينفيذ جريمة تعذيب جماعية للمواطنين الفلسطينيين المعتقلين في غزة (اذا لم يكن اعدامهم)
هذه هي حقيقة العدو الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي البريطاني و كل من وضع يده معهم صورتان توضح وتعري حقيقتهم الارهابية الداعشية .#غزه_تباد pic.twitter.com/r9HRkEhcWV— الكابتن / خالد الناظري (@KhalidMoham5) December 7, 2023
وذكر أن «أحد المعتقلين ممن يتحدثون اللغة العبرية حاول التوضيح للمدنيين الإسرائيليين بأننها مدنيون وليس لنا علاقة بأي أنشطة عسكرية، ولكن ذلك أيضاً لم يجدِ نفعًا»، لافتًا إلى أنه تعرض لتعذيب نفسي وجسدي شديد «لكن جلب «مدنيين» إسرائيليين ليوثقوا مشاهد التعذيب بادعاء جنود جيش الاحتلال بأننا قتلنا واغتصبنا أقاربهم كان أمرًا مختلفًا ومشينًا».
كما أفاد المواطن «ض.ح» (42 عامًا) للأورومتوسطي: «خلال فترة اعتقالي، كان يتم إحضار مدنيين إسرائيليين لمشاهدة عمليات التنكيل والتعذيب التي كنا نتعرض لها، والتي كان يتعمد الجيش البدء فيها عند حضورهم، وكان هؤلاء الإسرائيليون أحيانًا يحضرون كلابهم معهم للنباح علينا، وكانوا يقومون بتصويرنا بهواتفهم الخاصة من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة «التيكتوك»، وكان الجنود أنفسهم يقومون بالشيء ذاته، ويقومون بتصويرنا من خلال «التيكتوك».
أكاذيب جيش الاحتلال
واستغرب المرصد الأورومتوسطي من تضارب ادعاء جيش الاحتلال الاسرائيلي بأن من اعتقلهم وعذبهم من المدنيين الفلسطينيين بحضور مجموعات «مدنية» إسرائيلية كانوا مقاتلين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي، مع الإفراج عنهم لاحقًا، ما يؤكد بأن الرواية الإسرائيلية مغلوطة وغير صحيحة، واستخدمت للانتقام من المدنيين الفلسطينيين والاعتداء على كرامتهم بكافة الوسائل.
وأكد المرصد أن «جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي، وأن سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحويل هذه الممارسات إلى فقرات استمتاع «لمدنيين» إسرائيليين، وتصويرهم، ينطوي على اعتداء خطير على كرامة هؤلاء الأشخاص، ومعاملتهم معاملة مهينة وحاطة بالكرامة، مما يشكل بحد ذاته جريمة حرب».
ويحذر الأورومتوسطي من مغبة إقحام «المدنيين» الإسرائيليين في مراكز الاعتقال والاحتجاز وعرض المعتقلين الفلسطينيين أمامهم خلال التعذيب وتركهم يستخدمون هواتفهم الشخصية في توثيق تلك الممارسات اللاإنسانية باعتباره نهجًا انتقاميًا، ويندرج في إطار ترويج مزيف لرواية إسرائيلية، ويكرس من حالة التطرف ويغذي الكراهية ويؤجج الرأي الاسرائيلي الداخلي باتجاه ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات ضد الفلسطينيين.
احتجاز تعسفي
وشدد المرصد على أن «الغالبية العظمى ممن تم اعتقالهم من داخل قطاع غزة يخضعون للاحتجاز التعسفي دون توجيه تهم لهم أو عرضهم على القضاء، ولم يتم اتخاذ أي مقتضيات قانونية بحقهم، فيما يحرمون من المحاكمة العادلة ويتعرضون للإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، داعيًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تفقد مراكز وسجون احتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتحقيق فيما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم مروعة، والعمل على الكشف عن مصيرهم فورًا».
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الممارسات الاسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين مخالفة واضحة لما ورد المواثيق والأعراف الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، بما في ذلك حظر قيام سلطة الاحتلال بنقل الأسرى من الأرض المحتلة إلى مراكز الاحتجاز، أو إخفائهم قسريًا، أو تعذيبهم، أو الاعتداء على كرامتهم، أو معاملتهم معاملة تحط من كرامتهم الإنسانية.
«سيناء أو الموت».. مسؤول فلسطيني يعري نوايا إسرائيل تجاه سكان رفح