جدل سياسي يهيمن على مهرجان برلين
تنطلق الدورة الرابعة والسبعون من مهرجان برلين هذا العام في أجواء متوترة، خصوصا مع مرور أربعة أشهر من العدوان على قطاع غزة، وموقف ألمانيا الداعم لدولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر عام 2023 وحربها المستمرة على الفلسطينيين في قطاع غزة.
صراعات داخل الدورة 74 مهرجان برلين
وهذا العام تأتي دعوات المهرجان من أجل أن يكون هناك «مساحةً للحوار والاندماج» في عالم حافل مليء بالصراعات، لذا جاء قرار إلغاء الدعوات الموجهة إلى خمسة سياسيين من حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف لحضور افتتاح المهرجان، بعدما خرج الآلاف من ألمانيا في الأسابيع الأخيرة تنديداً بأفكاره الراديكالية.
وأثار إعلان المهرجان وأفكاره احتجاجات في الأوساط السينمائية والثقافية بألمانية، وأعرب منظمو المهرجان عن قلقهم الشديد إزاء «تصاعد معاداة السامية والمشاعر المعادية للمسلمين وخطاب الكراهية وغيرها من المواقف التمييزية والمخالِفة للديموقراطية في ألمانيا». أما عن الحزب فعترض على ما وصفه بعملية «إقصاء»، وفق وكالة فرانس برس.
مهرجان برلين يكرم مجموعة من الفنانين
ويجمع مهرجان برلين مجموعة من الأسماء السينمائية الكبيرة في عالم الفن، وأبرزهم غايل غارسيا بيرنال وروني مارا، حيث تفتتح أبواب المهرجان اعتباراً من يوم الخميس المقبل.
ويشهد المهرجان هذا العام تكريم المخرج مارتن سكورسيزي جائزة فخرية، وعودة المخرجين عبد الرحمن سيساكو وبرونو دومون وهونغ سانغ سو، بهدف تحقيق التوازن السياسي العصب.
وفي منتصف شهر يناير الماضي أطلق فنانون حملة مقاطعة للمؤسسات الثقافية الألمانية من بينهم الكاتبة الفائزة بجائزة نوبل آني إرنو، وهي مؤسسات متهمة بحجب الأصوات الفلسطينية. وأكد مهرجان برلين أن لم يتلق أية «إشارات» إلى مشاركة مخرجي الأفلام المدرجة في مسابقته في هذه المقاطعة.
وتقدم إدارة المهرجان مواضيع كثيرة خلال الأعمال السينمائية، من بينهم فيلم ألماني ضمن المسابقة الرسمية يتناول مقاومة النازية، وقراءة سينمائية جديدة لمسرحية «وحيد القرن» Rhinocéros للكاتب أوجين يونيسكو في فيلم للمخرج الإسرائيلي الشهير عاموس غيتاي، من بطولة إيرين جاكوب.
ويتوقع مراسل مجلة «هوليوود ريبورتر» في أوروبا سكوت روكسبورو في حديث لوكالة فرانس برس أن تكون «المكانة التي ستحتلها الجغرافيا السياسية في مهرجان برلين مسألة مهمة هذه السنة».
ويرى أن إدارة المهرجان ستترك منصبها قريباً قبل تمكنا من إيجاد التوازن بين «السينما السياسية أو سينما الفن والتجريب، وأفلام هوليوود الجماهيرية« التي يسعى مهرجان برلين إلى استقطابها مجدداً.
وتشهد السجادة الحمراء هذا العام حضور عدد من النجوم الهوليووديين، كالمخرج الأميركي الكبير مارتن سكورسيزي، ويمنح جائزة الدب الذهبي فخرياً عن مجمل مسيرته المهنية، إضافة إلى وجود عدد من الممثلين البازين، في مقدمهم الإيرلندي كيليان مورفي، أحد المرشحين لجائزة الأوسكار عن دوره في «أوبنهايمر»، ويؤدي الدور الرئيسي في الفيلم الافتتاحي للمهرجان «سمول ثينغز لايك ذيس« (Small Things Like This).
لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي
وتترأس الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو رئيس لجنة التحكيم، وهي اللجنة التي تختار الفيلم الذي سينال جائزة الدب الذهبي في 24 فبراير، وهي أول شخص من أصول أفريقية ببشرة سمراء تتولى هذا المنصب في هذه الدورة، والتي يتنافس فيها 20 فيلماً على هذه الجائزة التي نالها العام الفائت الوثائقي الفرنسي «سور لادامان» للفرنسي نيكولا فيليبير.
ويترشح المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو من أجل حصوله على جائزة سيزار لأفضل مخرج عام 2015، فيقدم من خلال مهرجان برلين فيلم «بلاك تي» Black Tea، وهو قصة حب في الجالية الإفريقية في كانتون.
وتشارك تونس بفيلم «ماء العين»، وهو أول شريط روائي طويل للمخرجة مريم جعبر، بعد مرور عامين على خوضه مسابقة مهرجان كان، بفيلم «فرانس» France، يعود برونو دومون بفيلم «لامبير» L'Empire، وهو نوع من «حرب النجوم» بنكهة شمال فرنسا، حيث صُوّر.
ويتضمن البرنامج فيلم «لو روتور» Le Retour عن استعادة بنين كنوز أبومي الملكية التي تم الاستيلاء عليها في مرحلة الاستعمار، وهو وثائقي للفرنسية السنغالية ماتي ديوب Le Retour (الفائزة بالجائزة الكبرى في مهرجان كان 2019 عن فيلم «أتلانتيك»).
ويشارك في الفيلم الممثل الفرنسي فابريس لوكيني والممثلات البارزات أناماريا فارتولوميه والجزائرية لينا خودري وكاميّ كوتان.
اقرأ المزيد:
شيرين عبد الوهاب أمام المحكمة في قضية تشهير
بعد جنوب إفريقيا.. محكمة هولندية تحظر تصدير قطع غيار عسكرية للاحتلال