البرهان يتمسك بإنكار «الانقلاب» ويعيد الاتصالات تدريجيا
جدد الجيش السوداني إنكاره صحة وجود أية محاولات انقلابية في البلاد، أو سقوط أي منطقة تابعة للجيش في أيدي قوات الدعم السريع، مع عودة جرئية لخدمة الاتصالات في عدة مدن سودانية.
وعادت خدمات الاتصالات والإنترنت، الاثنين، بشكل جزئي، في عدد من ولايات السودان بعد انقطاع استمر 5 أيام متواصلة، وفق ما أعلنته إحدى شركات الاتصالات، فيما لا تزال مناطق واسعة من البلاد خارج نطاق التغطية.
وقالت شركة الاتصالات السودانية «سوداني» عبر حسابها الموثق بموقع «فيسبوك»: «نود أن نعلن عودة تدريجية في جميع مدن السودان بلا استثناء»، مشيرة إلى أنه تم إصلاح العطل في بعض المناطق.
وأفاد مقيمون بمدينة بورتسودان الساحلية (شرق السودان) التي اتخذها قادة الجيش عاصمة بديلة للخرطوم، «بأنهم تمكنوا من إجراء اتصالات هاتفية فقط داخل الشبكة»، لكنهم اشتكوا من بطء في الإنترنت.
من جهته، قال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله، لوكالة أنباء العالم العربي أمس الاثنين «أؤكد على ما ذكره رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة.. .عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة متماسكة وصامدة ومنتصرة وموحدة خلف قيادتها».
وتابع المتحدث «القوات المسلحة موحدة وليست هنالك أي محاولات انقلابية وليست هنالك أي منطقة سقطت».
وأضاف عبد الله أن ما تردد من تقارير عن سقوط بابنوسة ومنطقة سلاح المهندسين في أم درمان «كلها أكاذيب وكلها افتراءات وغير صحيحة تماما».
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
كان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قال يوم الأحد إن كل من يتحدث عن انقلاب داخل الجيش «كاذب وواهم»، مؤكدا أن الجيش «على قلب رجل واحد».
وأضاف البرهان في تصريحات أدلى بها خلال تفقده فرقة مشاة في مدينة الدبة بالولاية الشمالية أن القوات المسلحة «تتقدم في كل المحاور وتعمل جاهدة من أجل النصر ودحر هذا العدو في القريب» في إشارة إلى القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتابع قوله إن الجيش «لم ينهزم ولن ينهزم»، معتبرا أن «معركة الدولة» ضد الدعم السريع «معركة كرامة».
دقلو: الحرب في السودان ستنتهي خلال أيام
وفي وقت لاحق، نشر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) تسجيلا صوتيا عبر منصة إكس قال فيه إن الحرب «ستنتهي سريعا في الأيام القادمة». وأضاف دقلو «يمكن أن نسيطر على كل المناطق في السودان لكننا اخترنا السلام».
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية إنه «منذ بداية هذا التمرد الذي عملت فيه المليشيا المتمردة على نهب المواطنين وسلب ممتلكاتهم وتهجيرهم قسريا من منازلهم والتنكيل بهم وقتلهم بصورة عشوائية وقصف الأحياء السكنية، ظلت القوات المسلحة تقوم بواجبها الوطني في حماية مواطني شعبنا الكريم».
وأضاف «القوات المسلحة ظلت تقدم الغذاء وظلت تقدم الدواء وظلت تقدم الأمن والحماية في كل المناطق التي تتواجد فيها الحاميات العسكرية والمواقع العسكرية».
وواصل «وأصبح المواطنون يهربون من المناطق التي تتواجد بها المليشيا.. .ويذهبون إلى المناطق التي تتواجد بها المواقع العسكرية لينعموا بالأمن والاطمئنان والسلام»، حسب تعبيره.
وأكد عبد الله أن القوات المسلحة «تقدم جميع المساعدات المطلوبة بكل أنواعها من غذاء أو دواء أو علاج أو حتى عملية حماية المواطنين وتقديم مياه الشرب للمواطنين لأن الميليشيا عمدت إلى قطع المياه عن المناطق السكنية والكهرباء وأخيرا عمدت إلى قطع الاتصالات».
اقرأ المزيد:
السودان يدخل «العزل الإجباري».. من قطع الاتصالات؟
مجاعة تحوم.. فشل جهود «تحرير المساعدات» من طرفي الحرب بالسودان