بيان غامض حول «قوة وتماسك» الجيش السوداني
يستمر الصراع المسلح في السودان بين الجيش والمنشقين عنه فيما يعرف بقوات الدعم السريع وسط ظروف اقتصادية تقترب من المجاعة وفق تقارير أممية، فيما تبددت أحلام التوافق والوساطة لإنهاء الحرب، وفي وقت تسربت فيها أنباء عن محاولات عدة للانقلاب ما نفته قيادات الجيش الحكومي.
المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله، أكد أن القوات المسلحة متماسكة وصامدة وأنه لا صحة لوجود أي محاولات انقلابية في البلاد، نافيا سقوط أي منطقة تابعة للجيش في أيدي قوات الدعم السريع.
شبح مجاعة
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أكد أنه تلقى تقارير عن أشخاص يموتون جوعا في السودان بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والمستمرة منذ منتصف أبريل نيسان الماضي، وأشار إلى أن 18 مليون شخص في أنحاء البلاد يواجهون حاليا مستويات حادة من الجوع.
وطالب البرنامج الطرفين المتحاربين بتقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات إلى المحتاجين بشكل آمن، وهو ما طالبت به أيضا قوى الحرية والتغيير إلى جانب مطالبتها الطرفين بالإسراع بالإيفاء بالتزاماتهما وتعهداتهما المبرمة في منبر جدة بخصوص إيصال المساعدات وفتح ممرات إيصالها وحماية مؤسسات العمل الإنساني وموظفيها.
وأضاف عبد الله لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أمس الاثنين «أؤكد على ما ذكره رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة.. .عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة متماسكة وصامدة ومنتصرة وموحدة خلف قيادتها».
مصادر مطلعة كشفت تجنيد صبية تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 16 عامًا حصلوا على بنادق آلية وطلقات في عدة مدن منها ولاية #نهر_النيل للدفع بهم في جبهات القتال.. يقوده #الإخوان والجيش.. ما جديد مخطط تسليح المدنيين في #السودان؟#ملفات_عربية pic.twitter.com/1gSVbU3YG2
— ملفات عربية (@arabfile) February 13, 2024
وزاد التأكيد «لا صحة إطلاقا لما يتم تداوله من إشاعات، وهي تعكس بؤس ومدى كذب وافتراء المليشيا المتمردة التي فشلت وستفشل تماما في تحقيق مقاصدها ومحاولتها النيل من البلاد والنيل من القوات المسلحة».
«القوات المسلحة موحدة وليست هنالك أي محاولات انقلابية وليست هنالك أي منطقة سقطت».. وفق كلام المتحدث.
ونفي متحدث الجيش السوداني ما تردد من تقارير عن سقوط بابنوسة ومنطقة سلاح المهندسين في أم درمان، مضيفا «كلها أكاذيب وكلها افتراءات وغير صحيحة تماما».
كان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قال يوم الأحد إن كل من يتحدث عن انقلاب داخل الجيش «كاذب وواهم»، مؤكدا أن الجيش «على قلب رجل واحد».
وأضاف البرهان في تصريحات أدلى بها خلال تفقده فرقة مشاة في مدينة الدبة بالولاية الشمالية أن القوات المسلحة «تتقدم في كل المحاور وتعمل جاهدة من أجل النصر ودحر هذا العدو في القريب»، في إشارة إلى القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتابع قوله إن الجيش «لم ينهزم ولن ينهزم»، معتبرا أن «معركة الدولة» ضد الدعم السريع «معركة كرامة».
الأمين العام للأمم المتحدة: ما يحدث في #السودان "مروّع" واستمرار القتال لن يحقق أي حل#الحدث pic.twitter.com/CsJ4Hdq9qX
— ا لـحـدث (@AlHadath) February 10, 2024
متى تنتهي الحرب؟
وفي وقت لاحق، نشر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) تسجيلا صوتيا عبر منصة إكس قال فيه إن الحرب «ستنتهي سريعا في الأيام القادمة». وأضاف دقلو "يمكن أن نسيطر على كل المناطق في السودان لكننا اخترنا السلام.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية إنه «منذ بداية هذا التمرد الذي عملت فيه المليشيا المتمردة على نهب المواطنين وسلب ممتلكاتهم وتهجيرهم قسريا من منازلهم والتنكيل بهم وقتلهم بصورة عشوائية وقصف الأحياء السكنية، ظلت القوات المسلحة تقوم بواجبها الوطني في حماية مواطني شعبنا الكريم».
وأضاف «القوات المسلحة ظلت تقدم الغذاء وظلت تقدم الدواء وظلت تقدم الأمن والحماية في كل المناطق التي تتواجد فيها الحاميات العسكرية والمواقع العسكرية».
وواصل «وأصبح المواطنون يهربون من المناطق التي تتواجد بها المليشيا.. .ويذهبون إلى المناطق التي تتواجد بها المواقع العسكرية لينعموا بالأمن والاطمئنان والسلام»، حسب تعبيره.
وأكد عبد الله أن القوات المسلحة تقوم «بتقديم جميع المساعدات المطلوبة بكل أنواعها من غذاء أو دواء أو علاج أو حتى عملية حماية المواطنين وتقديم مياه الشرب للمواطنين لأن الميليشيا عمدت إلى قطع المياه عن المناطق السكنية والكهرباء وأخيرا عمدت إلى قطع الاتصالات».
9 أشهر من الحرب في السودان.. الصراع تسبب بنزوح 7 ملايين شخص داخلياً وإلى البلدان المجاورة #الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/cdW6TCGDtX
— Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) February 5, 2024
وقال «هذه كلها جرائم تضاف إلى سجل المليشيا المتمردة الكبير والحافل الذي لن ينساه الشعب السوداني ولن تنمحي أبدا من الذاكرة الوطنية السودانية»، حسب وصفه.
وتخوض قوات الدعم السريع قتالا مع الجيش السوداني من أجل السيطرة على البلاد منذ أبريل في إطار حرب أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح زهاء ثمانية ملايين شخص وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
تسبب قطع شبكة الاتصالات في السودان إلى عرقلة توصيل المساعدات وترك السكان الذين تنهكهم الحرب وعددهم زهاء 50 مليون نسمة غير قادرين على سداد المدفوعات أو الاتصال بالعالم الخارجي.
وألقت مصادر مسؤولية قطع الاتصالات على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.، وفق رويترز.