شاهد| الأمير السنوسي في ليبيا قريبا
فيما اعتبره محللون مؤشرا على قرب عودة نجل ولي العهد إبان الحكم الملكي في ليبيا، محمد السنوسي إلى ليبيا، قال السنوسي في كلمة مسجلة إن الحراك الذي أطلقه «يواجه حملة من البعض للتشويش عليه، بأخبار مزيفة»، لكنه شدد على مواصلة المشاورات ونقل الحوار إلى ليبيا خلال الفترة المقبلة».
وأثارت أوساط فرنسية مسألة عزم الأمير محمد السنوسي، العودة إلى طرابلس قبل ذكرى ثورة فبراير، مستحضرا مبادرته السياسية والتي يقترح محللون أن يسبقها تنظيم استفتاء حول عودة الدستور الملكي.
ومنذ عدة أشهر، وبوتيرة متزايدة منذ منتصف يناير الماضي، كان الأمير يضاعف لقاءاته في الخارج مع أعضاء من مختلف القبائل والشخصيات الليبية. لقاءات واجتماعات لم تعد تخفى عن الأنظار ولا يخفيها هو نفسه، بل هويقوم بنشرها على حسابه في موقع "إكس.
وتابع السنوسي، في كلمة مصوَّرة اليوم الثلاثاء، أن الحوار الذي بدأه سوف يواصله و«سينتقل إلى وطننا في فترة قادمة لضمان المشاركة الكاملة لكل مكونات المجتمع من غير إقصاء أو تهميش»، مشيرًا إلى أن هذا الحراك «يمثل فرصًا لفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد».
حراك الأمير السنوسي
ووصف السنوسي هذا الحراك بالنشط «من أجل رفع المعاناة عن أفراد شعبنا وإنهاء حالة الانقسام والتشظي التي تهدد وحدة الوطن ووجوده ومستقبله».
وقال إن هذا الحراك بدأت تقوده مكونات مجتمعية من قبائل وحكماء وأعيان ومثقفين وشباب بعد الدعوة التي أطلقها «من أجل الالتفاف حول المصلحة العليا للبلاد بعيدًا عن الشقاق والخلاف والتباغض».
وسبق أن اقترح السنوسي إعادة العمل بدستور 1951 باعتباره «نقطة انطلاق منطقية» لإعادة إرساء الديمقراطية وتقليل الصراع على السلطة، منتقدًا مبادرات المجتمع الدولي التي فشلت طيلة 12 سنة في تقديم الحل، معرجًا على نتائج الحوار الوطني الذي شرع فيه كآلية للمصالحة الوطنية.
على الأرض، فإن ليبيا تعيش فراغا دستوريا نذ سقوط معمر القذافي في عام 2011، وصلت بالفعل إلى طريق مسدود.
ومؤخرا دعا رئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عبد الحميد الدبيبة الأمير محمد رضا السنوسي للعودة إلى ليبيا في التاسع من فبراير الجاري في محاولة جديدة لإنهاء المأزق الانتخابي، ولكن قبل كل شيء لقطع الطريق على قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر أو سيف الإسلام القذافي، وفق تقرير نشرته جريدة «لاكروا» الفرنسية يوم السبت.
وأشار تقرير فرنسي إلى أن الدبيبة طلب من المجلس الرئاسي إخلاء المقر الخاص للأمير محمد السنوسي، وذلك في وقت تناقش الطبقة السياسية مرة أخرى إمكانية استعادة النظام الملكي.
وحسب جلال حرشاوي، المتخصص في ليبيا والباحث المساعد في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، الذي التقى بالفعل مع ولي العهد الذي يعيش في العاصمة البريطانية: «إنه رجل ذكي، يسهل التواصل معه، ولديه وعي بشؤون بلاده. ويعيش واقعها بكافة تفاصيله، وهو أمر مستغرب من شخص يعيش في المنفى منذ عقود.وهو يتوق ويرغب - هذا ما يصرح به على أية حال- في أن يساهم بصورة إيجابية في تشكيل ليبيا 2024".
لكن عودة الملكية لحكم البلاد تظل موضع شك كبير لدى هذا الخبير الذي يقول: «إن شعبية الأسرة المالكة ورمزيتها وتراثها في التاريخ الليبي ليس بكاف على الإطلاق". ويحذر حرشاوي من الاستخدام السياسي لشخصية ملكية يمكن استخدامها "كأداة".
فوفقا له، فإنه من الوهم أن نتخيل أن الأمير يمكن أن يظل شخصية «محايدة» ترمز إلى وحدة البلاد، دون الارتباط بأي قوة سياسية أو ميليشيا عسكرية محلية. «فالأمير يمتلك رأس مال سياسيًا سيعمل على تفعيله على الفور، بمجرد أن تطأ قدمه أرض ليبيا حيث سيتعين عليه طلب الحماية الشخصية من فصيل ما».
إن جميع الأطراف الليبية تأمل في عودته «لأنها جميعها ترغب في استغلاله»، يقول الباحث، الذي يؤكد أن الجماعات المسلحة الليبية «تتواصل معه بالفعل منذ سنوات». لكن من وجهة نظر جلال حرشاوي، فإن الأمير يمكنه أداء دور أكثر إثارة للاهتمام إذا وضع عودته شرطا لإيجاد توازن مع الطبقة السياسية الليبية من أجل دفعها إلى المضي قدما في اعتماد دستور جديد للبلاد.
اقرأ المزيد:
السيسي والمنفي يبحثان طرد المرتزقة من ليبيا
خليجيون| الحكومة الموحدة تختبر جدية ساسة ليبيا
خليجيون| «قصاصة ورقية» تفجر الجدل في ليبيا.. هل كان عمر المختار «إخوانيا»؟