أسعار النفط العالمية إلى تراجع: مخاوف من الالتزام بتخفيضات «أوبك بلس»
تراجعت أسعار النفط العالمية في التعاملات الآسيوية اليوم الأربعاء بعد أن أعلنت مجموعة صناعية أميركية أن مخزونات الخام ارتفعت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، ومع خفض المستثمرين لتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، علاوة على بعض المخاوف بشأن التزام مجموعة (أوبك+) بتخفيضات الإنتاج الأخيرة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا أو 0.13% إلى 82.66 دولار للبرميل بحلول الساعة 4.30 بتوقيت جرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ثلاثة سنتات إلى 77.84 دولارا للبرميل، وفق وكالة رويترز
وقال سوفرو ساركار، رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك «دي بي إس «لقد توقف ارتفاع (السعر) بسبب ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة عما كان متوقعًا، والذي لديه القدرة على تأخير دورة خفض أسعار الفائدة».
ورجح أن تكون زيادة المخزون مفاجئة على الجانب الصعودي هذا الأسبوع، كما أن انقطاع التيار الكهربائي في مصفاة بي بي في وايتنج لا يساعد أيضًا في تحسين الأمور على جانب الطلب».
ارتفعت مخزونات النفط الخام الأميركية بمقدار 8.52 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي الصادرة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. وكانت الزيادة أكبر بكثير من الزيادة البالغة 2.6 مليون برميل التي توقعها محللون استطلعت رويترز آراءهم.
الزيادات في النفط الخام
وقال محللو آي إن جي في مذكرة «الزيادات في النفط الخام كانت هبوطية إلى حد ما. ومع ذلك، تم تعويض ذلك من خلال انخفاضات كبيرة في المنتجات»، مضيفين أن «البيانات ربما كانت انعكاسًا لتعطل مصفاة وايتنج بمقدار 435 ألف برميل يوميًا».
وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 7.23 مليون برميل وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 4.02 مليون برميل، وكلاهما أكبر بكثير مما توقعه المحللون. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء الساعة 1530 بتوقيت جرينتش.
كما أثرت البيانات الصادرة يوم الثلاثاء على السوق، حيث أظهرت أن تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ظل مرتفعا الشهر الماضي. ونتيجة لذلك، يتوقع المستثمرون الآن أن ينتظر صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي لفترة أطول قبل خفض أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى إضعاف النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
ومع تأجيل توقعات خفض أسعار الفائدة، ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر. وعادة ما يؤثر ارتفاع الدولار على الطلب على النفط بين المشترين الذين يدفعون بعملات أخرى.
وقال محللو «إيه إن زد» إن «الأسعار تراجعت جزئيا بسبب المخاوف بشأن مستويات العرض من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، على الرغم من توقعات الطلب الصعودية الشاملة في التقرير الشهري للمجموعة يوم الثلاثاء».
وقالت «إيه إن زد» في مذكرة للعملاء «التقرير الشهري لأوبك عن سوق النفط.. .أثار بعض المخاوف بشأن التزام المجموعة بتخفيضات الإنتاج الأخيرة. الكويت والجزائر فقط نفذتا حصتهما من التخفيضات، مع إنتاج العراق أعلى بكثير من الحصة المتفق عليها».
أوبك تتمسك بالتفاؤل
وتمسكت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) اليوم الثلاثاء بتوقعاتها لنمو قوي نسبيا للطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، ورفعت توقعاتها للنمو الاقتصادي في كلا العامين، قائلة إن هناك احتمالات للمزيد من الارتفاع.
وقالت أوبك في تقرير شهري إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 2.25 مليون برميل يوميا في 2024 و1.85 مليون برميل يوميا في 2025. ولم تتغير التوقعات لكلا العامين عن التوقعات الصادرة في تقرير الشهر الماضي.
في المقابل خفضت المنظمة توقعات نمو المعروض النفطي من خارج المنظمة خلال العام الجاري إلى 1.2 مليون برميل يوميا مقابل تثبيتها للعام المقبل.
تقرير أوبك أظهر كذلك تراجع إنتاج أعضاء المنظمة خلال يناير الماضي بنحو 350 ألف برميل يوميا ليبلغ 26.34 مليون برميل يوميا، مع بدء سريان حزمة جديدة من التخفيضات الطوعية التي يتبناها تحالف «أوبك+» في الربع الأول.