دعوات إلى «جمعة غضب» بالقاهرة ومطالب لإلغاء «السلام» مع إسرائيل
تصاعدت وتيرة الغضب المصري إزاء ما يحدث في رفح الفلسطينية، وإقدام جيش الاحتلال على قصف مناطق فيها ووقوع مجازر أودت بحياة العشرات من النازحين، مع ترقب باجتياح بري يخلف آلاف القتلي وسط طوفان من البشر فروا إلى «الجيب» الفلسطيني.
كانت أخر مظاهر الغضب المصري هو دعوة الحركة المدنية المصرية لإلغاء معاهدة كامب ديفيد، والسماح للمصريين بالتظاهر السلمي الجمعة المقبل، رفضا لجريمة التهجير الصهيوني في رفح.
«في استمرار نهج الاجرام المنفلت والتوحش المجنون، يمضي الجيش الإحتلال الصهيوني في الهجوم علي مدينة رفح التي تأوي اليوم اكثر من نصف سكان غزة والتي نزح اليها غالبية الفلسطينيين هربا من المذبحة والتطهير العرقي التي تمارسه إسرائيل علي القطاع للشهر الخامس علي التوالي» هذا ما استهل به القيادي الناصري والمرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي منشوره على صفحته بـ «إكس».
تواطؤ أمريكي مجرم وعجز دولي وعربي
وأضاف صباحي أن «تواطؤ أمريكي مجرم وعجز دولي وعربي يفتح الطريق للكيان الصهيوني للاستمرار بدون رادع، في انتهاك كل قانون وعرف وأن تفعل ما تشاء، لتتحول هذا الإرادة الفاشية العنصرية لنخبة الحكم في الكيان إلى آلة قتل وتدمير لا يمكن كبحها.».
وطالب القيادي الناصري السلطات المصرية «السماح للمواطنين المصريين بالتعبير السلمي عن غضبهم مما يحدث في غزة».
كما طالب «أن يتضمن هذا السماح للجمهور بالتظاهر يوم الجمعة القادم في أماكن محدده للتعبير عن رفض الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري ورفض التواطؤ الأمريكي».
إلغاء كامب ديفيد
شملت قائمة مطالب صباحي بإلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مضيفا « يجب أن تتحول مناشدات الحكومة المصرية للجانب الإسرائيلي لتحرك ملموس علي الأرض من أجل دعم أهالي غزة والتهديد بوضوح للعالم أن الهجوم علي رفح وفتح النار علي النازحين هناك ودفعهم للتهجير سيعصف بالأطر الناظمة للعلاقة بين الدولة المصرية والكيان الصهيوني، ونجدد في هذا السياق مطالبنا بالغاء اتفاقية كامب ديفيد وبطرد سفيرهم فورا من مصر».
الحركة المدنية تطالب بالغاء معاهدة كامب ديفيد والسماح للمصريين بالتظاهر السلمي الجمعة رفضا لجريمة التهجير الصهيوني في رفح=
القاهرة ١٣ فبراير ٢٠٢٤ - في استمرار نهج الاجرام المنفلت والتوحش المجنون، يمضي الجيش الإحتلال الصهيوني في الهجوم علي مدينة رفح التي تأوي اليوم اكثر من نصف…
— حمدين صباحي (@HamdeenSabahy) February 13, 2024
رد مصري رسمي يحسم مصير المعاهدة
وحسم وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم الاثنين، مصير معاهدة كامب ديفيد، بالتأكيد أن بلاده مستمرة في اتفاقية السلام مع إسرائيل في ظل تهديد الدولة العبرية بشن عملية عسكرية برية في رفح.
وسبق ونقلت «أسوشيتد برس» عن مصادر أن القاهرة هددت بتعليق معاهدة السلام، المعروفة أيضا باتفاقية كامب ديفيد، إذا تم إرسال قوات إسرائيلية إلى رفح في ظل تهديد الدولة العبرية بشن عملية عسكرية برية في المدينة الحدودية، جنوبي قطاع غزة.
ونقلت صحيفتا نيويورك تايمز وول ستريت جورنال الأميركيتين، في تقريرين السبت، أن مسؤولين مصريين «حذروا إسرائيل من إمكانية تعليق معاهدة السلام بين البلدين»، حال شن القوات الإسرائيلية هجوما على رفح.
لكن شكري، في مؤتمر صحفي مع نظيرته السلوفينية، نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» قال: «ليس لدي تعليقات كثيرة بشأن تلك المصادر التي تتحدث في الإعلام حيال هذا الأمر. على مدار الأربعين عاما السابقة، كانت هناك علاقات طبيعية، وسوف نستمر في فعل المزيد كنوع من معالجة الوضع الراهن».
الوزير المصري أضاف: «توجد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل وهي سارية على مدار الأربعين عاما السابقة ونحن نتعامل بثقة وفاعلية وسوف نستمر في هذا الأمر في هذه الحقبة، وأي تعليقات نطق بها بعض الأفراد بشأن هذا الأمر، ربما تكون قد شوهت».
اتهامات مصرية إسرائيلية متبادلة
الأيام الماضية شهدت تصريحات واتهامات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم المصريين، بالتزامن مع الاستعدادات الإسرائيلية للاجتياح البري لمدينة رفح في قطاع غزة، وتعزيز الجيش المصري لتواجده على الحدود.
خلط بين التصريحات الشخصية والرسمية
الاثنين، قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن «المصريين يتحملون مسؤولية كبيرة بالنسبة لما حدث في السابع من أكتوبر»، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بينها صحيفة «جيروزاليم بوست».
وخلال اجتماع مع حزبه اليميني، أكد سموتريتش أن «قسما كبيرا من أسلحة حماس يمر عبر مصر«، التي تتقاسم حدودا مع قطاع غزة بطول 12 كلم، وفق ما ذكرت وكالة «فرانس برس».
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على التصريحات الصادرة عن وزير المالية، وحول كونها «شخصية أم تحمل وجهة نظر الحكومة».
تنديد مصري
في المقابل نددت الخارجية المصرية بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي، ووصفتها بـ«تحريضية« و«غير مسؤولة».
واعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، أن تلك التصريحات «لا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة».
خليجيون| حرب غزة تختبر «صلابة» اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل
سياسيون مصريون: كلمة الرئيس السيسي أكدت أن القضية الفلسطينية من الأولويات المصرية