لجنة حواس ترفض مشروع «تبليط الهرم» في مصر
رفضت اللجنة الأثرية المصرية المشكلة لبحث أعمال الترميم المعماري لهرم منقرع بمنطقة آثار الهرم، إعادة تثبيت أي كتل الجرانيتية الموجودة حول جسم هرم منكاورع على الهرم نفسه.
وشددت اللجنة التي يترأسها وزير الأثار الأسبق زاهي حواس على ضرورة الحفاظ على حالة الهرم، مع إخلاءه من أي إضافات نظرا لقيمته الأثرية العالمية الاستثنائية، حسب بيان وزارة السياحة المصرية اليوم الخميس.
ولفتت اللجنة إلى أنه «يمكن الاستدلال على شكل الغطاء الأصلي للهرم من خلال الدورات (الصفوف) السبعة الموجودة حاليا على جسم الهرم منذ آلاف السنين».
وقالت اللجنة إنه «من المستحيل التأكد من الموقع الأصلي والدقيق لأي من هذه الكتل الجرانيتية على جسم الهرم» منوهة إلى أن «إعادتها ستغطي الأدلة الموجودة على طرق وكيفية بناء المصريين القدماء للأهرامات».
وكانت وزراة السياحة المصرية قد أعلمن في الثالث من فبراير الجاري تشكيل لجنة علمية مؤلفة من متخصصي الآثار المصريين والأجانب لمراجعة مشروع ترميم هرم منكاورع الهرم الأصغر بين أهرامات الجيزة بعدما أثار جدلًا بين المواطنين والخبراء.
وأفاد بيان الوزارة السبت بالقرار الصادر «بتشكيل لجنة علمية عليا لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرم منكاورع بمنطقة آثار الهرم».
التحذير من «تبليط الهرم»
وسبق وحذَّر علماء آثار في منصات إعلامية عدة من بينها «خليجيون نيوز» من كارثة قد تُطال الهرم الأصغر «منقرع» جرّاء عملية إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية للهرم الثالث، بسبب ضعف قدرته في تحمل الأوزان الجديدة، أو سوء المواد المستخدمة في عملية التركيب.
وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري قد نشر على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» الخميس الماضي مقطعاً قصيراً يشرح فيه مشروع ترميم هرم «منقرع»، ووصفه بأنه «مشروع القرن».
تساقط حجارة الهرم الأصغر
وقال أستاذ الترميم وعضو اللجنة الدائمة للآثار الفرعونية السابق حجاجي إبراهيم: «إذا لم يراعى تركيب كتل مناسبة فقد تتساقط الحجارة الأم للهرم».
وأضاف إبراهيم في تصريح إلى «خليجيون»: إن «خطورة تبليط الهرم تكمن في نسبة التدقيق في تركيبها على الأحجار، نظرا لاختلاف مقاساتها وأوزانها»، مشددة على «ضرورة استخدام مواد ترميمة مناسبة فضلاً عن المتابعة الدورية لها».
وحذر حجاجي من تكرار واقعة ترميم أبو الهول نتيجة رفض الحجر الأم الحجارة الجديدة، قائلا: «إذا استخدموا نفس الطريقة قد تسقط حجارة الهرم منقرع سواء من الداخل أو الخارج نتيجة غياب المواصفات الملائمة لتركيب الحجارة»، مستنكرًا الاستعانة بفريق ياباني، مردفًا: «نحن أحفاد بناة الأهرام».
دعوات وقف تنفيذ المشروع
فيما أبدت الدكتورة مونيكا حنا عميدة كلية الآثار والتراث الحضاري تخوفها من مشروع إعادة تغليف الهرم الأصغر قائلة: «الحجارة الجرانيتية كانت ملقاة بجوار هرم منقرع منذ بنائه ولم يجرى تركيبها لأسباب غير معلومة» متسائلة: «كيف يتم تركيبها بعد ذلك الوقت».
وفي تصريح إلى «خليجيون»، دعت مونيكا إلى وقف ذلك المشروع تحسبًا لوقوع كارثة، لافتة إلى أن هرم منقرع تعرض للاجتزاء في عهود مختلفة آخرها عصر محمد علي باشا، مما يؤكد استحالة استخدام قطع غير مكتملة على هرم تعرض منذ آلاف السنين إلى عوامل بيئية مختلفة.
البحث عن حفر المراكب بالهرم
الموافقة على إجراء حفائر أثرية للبحث عن حفر المراكب
وبحسب التقرير، فإن اللجنة أبدت موافقتها المبدئية على إجراء حفائر أثرية للبحث عن حفر المراكب بهرم منكاورع (مثل تلك الموجودة بجوار هرمي خوفو وخفرع)، على أن تكون هناك أسباب علمية واضحة ومفصلة. والتي يتم عرضها في دراسة تعرض على اللجنة العلمية العليا قبل البدء في هذه الحفريات. ولا ينبغي أن يقتصر العمل على فكرة البحث عن جحور القوارب أو القوارب فقط.
وأعلنت لجنة حواس «دعمها للمشروع العلمي الأثري المقدم لدراسة ومسح هرم منقرع وتنظيم الكتل الجرانيتية التي تشكل الغلاف الخارجي الذي سقط منه، والقيام بأعمال التنقيب للكشف عن باقي هذه الكتل بزوايا مائلة حول الهرم».
وأيدت تنظيف الموقع وتنظيمه للزيارات، مؤكدة أنه «لن يبدأ أو يقوم بأي عمل الأمور العلمية أو الأثرية في هذا المشروع إلا بعد أن يقدم مدير المشروع مقترحاً تفصيلياً شاملاً للمشروع يتضمن خطة عمل علمية شاملة لمناقشته من قبل اللجنة التي بدورها سترفع تقريراً علمياً إلى وزارة السياحة والآثار، للتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ولعرضه على اللجنة الدائمة. للآثار المصرية».
اقرأ المزيد
«خليجيون»| «كارثة محتملة».. خبراء آثار يحذرون من «تبليط» الهرم الأصغر