«خليجيون»| دولة فلسطينية مجددًا؟.. بايدن ليس كارتر
تجدد الجدل هذا الأسبوع عن خطة أميركية تقضي بوضع جدول زمني لإقامة دولة لفلسطينية، ضمن مفاوضات عسيرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، لوقف العدوان على غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، وهي تسريبات رآها محللون غير جدية، وتأتي في سياق التسويق للرئيس الأميركي جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووفق التسريبات الأميركية، فإن واشنطن والعديد من الشركاء العرب يعدون خطة مفصلة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين يتضمن «جدولا زمنيا محددا» لإقامة دولة فلسطينية، فيما ترجح صحيفة «واشنطن بوست» الإعلان عن التفاصيل في غضون أسابيع.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، أسامة شعث أن الخطة الأميركية في سياق «الدعاية للرئيس بايدن وإظهاره في موقف الرجل القوي، والذي يمكن أن يتحول إلى جيمي كارتر جديد راعي أول اتفاق سلام حقيقي بين العرب وإسرائيل بعد محادثات انتهت بتوقيع اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية عام 1979».
دولة فلسطينية ومفتاح الخطة الأميركية
ويبدو أن مفتاح الخطة الأميركية هو التوصل إلى وقف إطلاق نار مبدئي بين إسرائيل وحماس. وخلال فترة التوقف، وحسب التسريبات، من المتوقع أن تستمر 6 أسابيع على الأقل، تخطط الولايات المتحدة لاتخاذ الخطوات الأولية نحو تنفيذ الخطة، بما في ذلك تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة، ومحاولة حشد المزيد من الدعم لهذه الخطوة.
لكن الرد الإسرائيلي جاء سريعاً، إذ أبدى وزراء ومسؤولون إسرائيليون غضبهم الخميس من تلك، وطالب أحدهم باتخاذ خطوات أحادية مثل إلغاء اتفاقيات أوسلو. وكتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على منصة إكس «لن نوافق مطلقا، تحت أي ظرف، على هذه الخطة التي تقول إن الفلسطينيين يستحقون مكافأة على هجمات السابع من أكتوبر ومنحهم: دولة فلسطينية عاصمتها القدس».
على المسار نفسه، صدرت تصريحات منفصلة مشابهة لتعليقات سموتريتش عن كل من وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، ووزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي ووزير التعليم يوآف كيش والنائب متان كهانا عضو حزب الوحدة الوطنية الذي يرأسه منافس نتنياهو الرئيسي بيني غانتس. وقال شيكلي من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو لإذاعة الجيش«هذه كارثة، أن نكافئ الفلسطينيين بعد 7 أكتوبر بإقامة دولة».
الاعتراف الأممي.. أولا
ورغم التعنت الإسرائيلي، إلا أن المحلل الفلسطيني أسامة شعث يعتبر في اتصال لـ«خليجيون» أن «إقامة الدولة الفلسطينية مرهون بالإرادة الأميركية أولا، التي ماتزال تملك أوراق اللعبة والطرف الأكثر التصاقا بتل أبيب والداعم الأول والأكبر لها، ثم تأتي بعد ذلك الضغوطات الدولية والجهود السياسية والتفاوض ثم الاتفاق على التفاصيل».
وينوه شعث إلى أن «مقياس الجدية هو اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وكان سيختلف التوصيف للاحتلال والمقاومة من خلاف واشتباكات إلى احتلال دولة لدولة»، مستبعدا «إمكانية إصدار ذلك القرار في ظل فيتو أميركي وغربي عرقل إعلان دولة فلسطين دولة كاملة العضوية لعشرات السنين».
عضوية كاملة في الأمم المتحدة
وتكرر السلطة الفلسطينية في تصريحات متعدة، وآخرها ما صدر عن وزارة الشؤون الخارجية التابعة لها القول إن أي مبادرة سياسية لا تبدأ بوجود دولة فلسطينية كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة «محكوم عليها بالفشل».
وفي هذا السياق، ترى الباحثة الفلسطينية تمارا حداد استحالة إقامة دولة فلسطينية متصلة الأوصال كاملة السيادة تتمتع بكل مقومات الدول من خلال المباحثات أو المفاوضات، .وأضافت حداد في تصريح لـ «خليجيون» إن «أكثر ما يمكن أن يحلم به الفلسطينيين من السلام والسيادة هو نموذج الضفة الغربية، حيث الاستسلام النسبي وحرية تحرك جيش الاحتلال والاقتحامات مع بعض مزايا الحكم الذاتي وإدارة الشؤون الحياتية للمواطنين تحت جنح السيطرة الكاملة للاحتلال».
لن يطال التعنت الإسرائيلي حلم الدولة الفلسطينية أو يحول دون وقف إطلاق النار في غزة، بل قد يمتد إلى تهديد اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل وبين مصر والأردن، وفق محللين.
شهدت الأيام الماضية تصريحات واتهامات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم المصريين، بالتزامن مع الاستعدادات الإسرائيلية للاجتياح البري لمدينة رفح في قطاع غزة، وصلت حد تلويح مصري بتعليق اتفاقية السلام مع إسرائيل الموقعة العام 1979، حسب تسريبات تداوليتها وسائل إعلام أميركية.
ويرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن التهديدات القائمة أبعد من عدم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل قد تهدد اتفاقيات السلام القائمة مع مصر والأردن بتصرفاته العدوانية.
اقرأ المزيد:
شاهد| بائع برتقال مصري يخطف الإعجاب لحظة مرور شاحنة لغزة
«أزمة في الأفق» و«حُكم للشارع».. رد فعل الكويتيين على حل مجلس الأمة