البرهان يبحث عن سر «الرؤوس المقطوعة»
فتح الجيش السوداني الجمعة، تحقيقا على خلفية ما وصفه «بالمحتوى الصادم» لمقاطع مصورة جرى تداولها الخميس وظهر فيها أشخاص يعرضون رأسين مقطوعين «لاثنين من أفراد قوات الدعم السريع» التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
و توعد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان بمحاسبة المتورطين في ذلك العمل، حسبما أعلن كتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان على فيسبوك، والذي أكد في الوقت نفسه إلتزام الجيش السوداني «بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية.. .منذ بدء هذه الحرب».
وبعد ساعات قليلة من بث الفيديو جرى حذفه من جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
كان نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية وعضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي قد أكد الخميس، أنه «لا تفاوض مع قوات الدعم السريع وأن الجيش ماض في قتالها لحين بسط سيطرته على كامل البلاد».
وأثار مقطع مصور لجنديين في الجيش السوداني وهما يلوحان برأسين مقطوعتان لعنصرين من ميليشا الدعم السريع التي يقودها حميدتي.
يكفينا من رفضنا للحرب اننا لم نشارك و لو بالصمت في وحشية قطع الرؤوس او التمثيل بالجثث و الاغتصاب و النهب ، سيكون جزء من نضالنا هو الحفاظ على الاخلاق و النفوس من التشوه بهذه الوحشية ..بعض نضالنا أن لا نكون مثلكم ..اللهم هذه بشاعة و وحشية فإستوحشناها
— Ismat Eldasees (@IEldasees) February 16, 2024
وأدان بيان للمتحدث باسم قوات الدعم السريع، أمس الخميس، ما جرى في مقطع الفيديو.
ودعا المتحدث باسم الدعم السريع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية «لإدانة هذه الانتهاكات»، وذكر أن «قواتهم تحتجز عشرات الآلاف من الجيش لكنها لن تنجر وراء هذا السلوك غير الإنساني بالانتقاص من حقوق الأسرى» وفقا للبيان -
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
تشاد «حالة طوارئ غذائية»
ومع تدفق أكثر من نصف مليون لاجئ إليها، أعلنت تشاد «حالة طوارئ غذائية» في جميع أنحاء أراضيها، بموجب مرسوم صدر الجمعة مع تدفق أكثر من نصف مليون لاجئ خلال عشرة أشهر هرباً من الحرب في السودان.
ولم يتضمن المرسوم الذي أصدره الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي، والمؤرخ الخميس، تفاصيل عن إجراءات الطوارئ ولا عدد الأشخاص المعنيين، لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذر في نوفمبر الماضي من «توقف وشيك» لمساعداته في مواجهة تدفق اللاجئين السودانيين إذا لم يتلق التمويلات الدولية اللازمة.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي "مساعدات غذائية وتغذوية لنحو 1، 4 مليون شخص" في تشاد، وهو عدد النازحين واللاجئين في البلد شبه الصحراوي في وسط إفريقيا، بسبب النزاعات المستمرة محليا وكذلك إقليميا في السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر ونيجيريا وليبيا والكاميرون.
منذ بدء الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وصل حوالي 546، 770 لاجئا جديدا إلى تشاد، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مطلع فبراير.
و تستضيف تشاد أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، ومعظمهم فروا من دارفور منذ بدء الحرب الأهلية عام 2003 في الإقليم الواقع في شرق السودان، وكانت تستقبل أكثر من 400 ألف لاجئ قبل النزاع الجديد.
وكانت الأمم المتحدة قد أوضحت في 21 نوفمبر أنه «في ديسمبر، سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تعليق مساعداته للنازحين واللاجئين من نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والكاميرون، بسبب عدم كفاية التمويل».
واعتبارا من يناير 2024، سيتم تمديد هذا التعليق ليشمل خصوصا اللاجئين الجدد من السودان الذين لن يحصلوا على الغذاء، حسب بيان الأمم المتحدة التي أعلنت أنه «لضمان استمرار الدعم للسكان المتضررين من الأزمة في تشاد على مدى الأشهر الستة المقبلة، فإن هناك «حاجة طارئة إلى 185 مليون دولار».
حرب السودان على طاولة باريس في غياب الجنرالين
ومن المقرر أن تستضيف باريس منتصف أبريل المقبل اجتماعا وزاريا لمساعدة السودان والدول المجاورة على مواجهة تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح الملايين وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة، وصرح دبلوماسيون بأن محادثات ستجري أيضا حول الوضع السياسي رغم أنه من غير المقرر دعوة الفصيلين المتحاربين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ودبلوماسيون وقال سيجورنيه في جلسة برلمانية «لا يمكن أن تصبح أزمة منسية»، مضيفا أن المؤتمر سيعقد في 15 أبريل. وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن المؤتمر سيجمع وزراء من الدول المجاورة وجهات إقليمية فاعلة ودولا غربية بالإضافة إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير ربحية عاملة في المنطقة.
وحثت الأمم المتحدة الدول على عدم نسيان المدنيين المتضررين من حرب السودان، وناشدتها جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية ودعم أولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة.
اقرأ المزيد
مجاعة تحوم.. فشل جهود «تحرير المساعدات» من طرفي الحرب بالسودان