خاص| مخاوف أمنية تدير الحراك الدبلوماسي الخليجي بمؤتمر ميونيخ
سجلت أروقة مؤتمر ميونيخ للأمن حراكًا خليجيًا نشطًا بالتزامن مع استمرار الجهود الدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي دخل شهره الخامس، واقتربت حصيلة ضحاياه من 29 ألف شهيد، وهو ما عده مراقبون انعكاسًا لمخاوف خليجية من اتساع رقعة هذا الصراع إلى دول المنطقة.
وشارك وزيرا الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، على هامش المؤتمر.
وزير الخارجية عبدالله اليحيا يلتقي في ميونخ الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو
- استعرضا الجهود الرامية إلى إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق لما بعد العلامة 162
https://t.co/aj8ncYFMCa@MOFAKuwait#كونا #الكويت pic.twitter.com/g1YUO4pQOt
— كونا KUNA (@kuna_ar) February 16, 2024
وحسب مسؤول أميركي رفيع المستوى، فإن اجتماع يوم الجمعة هدف إلى مشاركة نتائح المناقشات التي أجرتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية بخصوص غزة بعد الحرب، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وزيادة اندماج إسرائيل في المنطقة، والضمانات الأمنية، والطريق نحو إقامة دولة فلسطينية وسبل إصلاح السلطة الفلسطينية».
ويقول الباحث السياسي المهتم بالشؤون الخليجية محمد العريمي، في تصريح إلى «خليجيون»إن «المؤتمر يجمع نخبة رفيعة المستوى من المسؤولين وصناع القرار في العالم، في محاولة لبحث وإيجاد الحلول للصراعات، في مقدمتها حرب غزة التي دخلت شهرها الخامس، وما خلفته من دمار هائل وإبادة جماعية بدعم أميركي هائل، علاوة على بعض الدول الفاعلة مثل بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي أعلنت مواقف داعمة لهذه الحرب على غزة».
حرب غزة في ميونيخ
وعلى مدى الأربعة والعشرين ساعة الماضية، هيمنت الحرب العدوانية على غزة على مباحثات مسؤولين خليجيين مع ساسة ووزراء أوروبيين. إذ التقى الأمين العام لمجلس التعاون حاسم البديوي مع بوريس روج الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والسياسية الأمنية في حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وعلى نحو فردي كانت لقاءات وزير الخارجية السعودي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل بون، ورئيس حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر، ووزير خارجية الظل في حزب العمال البريطاني ديفيد لام، ووزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، علاوة على مباحثات الوزير السعودي مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.
أما قطر التي تقود جهود الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس لوقف إطلاق النار في غزة، فقد اجتمع وزير خارجيتها مع المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو، كما التقى المبعوث الأوروبي أيضا وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا.
ويقول العريمي لـ«خليجيون»: «المشاركة الخليجية تأتي من منطلق كون دول مجلس التعاون وازنة إقليميا وعالميا، كذلك مخاوفها من توسع رقعة هذا الصراع إلى دول المنطقة، خصوصا بعد الاستهداف الأميركي لأهداف إيرانية في الأراضي العراقية، والصراع العسكري المحتدم في البحر الأحمر، والضربات العسكرية لمدن يمنية، التي استنكرتها دول خليجية خاصة سلطنة عمان».
ويردف بالقول: «جميع هذه الصراعات تهم دول الخليج، ولديها مخاوف، وما نراه من نشاط دبلوماسي مكثف في نطاق الإقليم والعالم وعلى جميع المستويات، سواء من خلال دول خليجية على نحو فردى أو من خلال الأمين العام لمجلس التعاون».
حلول جذرية مطلوبة في ميونيخ
ويعقد مؤتمر ميونيخ للأمن في الوقت الذي يدخل فيه العدوان على غزة، والتي استشهد فيها أكثر من 28 ألف فلسطيني شهرها الخامس دون أن تلوح نهاية في الأفق، ويحدث ذلك أيضًا قبل وقت قصير من دخول الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا عامه الثالث. ويتناول المؤتمر مخاوف تحيط بالحربين بشأن احتمالات ااتساع رقعة كل منهما على الصعيد الإقليمي.
ويتمنى العريمي أن «يخرج مؤتمر ميونيخ بتوصيات وحلول جذرية وسريعة تؤدي إلى تسويات لهذه الحروب ومن بينها حرب غزة، وتجنب المنطقة المهمة للعالم ويلات الدمار»، مؤكدا ضرورة أن «يتحمل القادةمسؤولياتهم تجاه شعوب المنطقة وشعوب العالم، وأن يعملوا بجدية لإنهاء هذه التوترات والصراعات التي ستؤدي إلى دمار المنطقة والعالم بأكمله».
اقرأ المزيد:
انسحاب القوات الأميركية من العراق؟ السوداني ورباعي الكونغرس يجتمعون في ميونخ
ابنة أبو بكر البغدادي تروي أدق تفاصيل الحياة الخاصة لـ«زعيم داعش» (فيديو)