النازحون.. معركة «غير لائقة» بين السلطة العراقية وحكومة أربيل
اتهمت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان فائق جابرو حكومة إقليم كردستان باستغلال ملف النازحين كورقة ضغط على الحكومة الاتحادية و «بشكل غير لائق وغير إنساني».
وفق حديث الوزيرة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الخميس قالت «ننظر لهذا الملف بنظرة إنسانية. من المعيب اليوم في حق الحكومة الاتحادية أن يكون لدينا خيام، كيف لإنسان أن يكون نازحا في بلده»، مشيرة إلى أن فترة النزوح كانت مؤقتة وانتفت الحاجة لوجود المخيمات الآن.
في العام 2014 تعرضت محافظات الموصل وصلاح الدين والأنبار لهجمة شرسة من تنظيم داعش، مما أدى إلى نزوح حوالي ثلاثة ملايين عراقي داخل البلاد وخارجها، غالبيتهم اتجهوا إلى إقليم كردستان في شمال العراق، وخاصة الأيزيديين، وهم أقلية دينية كان أغلبهم يتركز في قضاء سنجار غربي نينوى.
وبعد تحرير الأراضي العراقية من قبضة التنظيم في نهاية عام 2017، عاد الأهالي إلى مناطقهم الأصلية، باستثناء نحو 200 ألف، غالبيتهم من الأيزيديين، ما زالوا يقطنون 24 مخيما، منها 23 في إقليم كردستان.
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين الأربعاء نيتها تنفيذ خطة إغلاق جميع مخيمات النزوح داخل البلاد بحلول نهاية يوليو المقبل، وقالت في بيان إن وزيرة الهجرة بحثت هذه الخطة مع محافظ السليمانية هفال أبو بكر خلال زيارتها للمحافظة.
حكومة أربيل تعرقل إزالة المخيمات
وأبدت الوزيرة العراقية دهشتها من منع حكومة إقليم كردستان دخول موظفي وزارة الهجرة للمخيمات لتسجيل الأعداد إلا في حال وجود اتفاق سياسي على ذلك.
وأوضحت قائلة «نحن لسنا ملزمين بأي اتفاق سياسي كوزارة هجرة، نحن ننفذ قرار رئيس الوزراء بإغلاق المخيمات».
وتابعت «فوجئنا بالأعداد الكبيرة من النازحين، وخاصة من الأيزيديين. هناك أكثر من ستة آلاف عائلة وعدنا بأن تعود وتستلم المنحة وتغادر المخيم»، مضيفة أن بعض هذه الأسر اشتكت من مضايقات، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.
ومضت وزيرة الهجرة تقول «لدينا جدول زمني، وفي حال رفض الإقليم، سيكون واضحا للجميع وخاصة الرأي العام العراقي أن حكومة أربيل فعلا لا تريد إغلاق مخيمات النازحين لأنها مستفيدة من وجودهم على أراضيها».
جلالة الملك عبدالله الثاني يلتقي رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، على هامش انعقاد الدورة الستين لمؤتمر ميونخ للأمن #الأردن pic.twitter.com/Vzd8Tg1mQW
— RHC (@RHCJO) February 17, 2024
وأضافت «السليمانية كانت من المحافظات المتعاونة جدا معنا. فهي بادرت بأن نباشر بإجراءات التسجيل وتسليمه حتى ننهي هذا الملف، يبقى أمامنا أربيل ودهوك اللتان ترفضان ذلك لتحقيق مكاسب سياسية وحزبية وانتخابية».
وقالت إيفان إن الوزارة زادت منحة العودة من 2.5 مليون إلى أربعة ملايين دينار، بالإضافة إلى مواد عينية من تجهيزات المطبخ وغيرها، بهدف دعم استقرار العائلات الفقيرة العائدة.
وتابعت قائلة «ليس شرطا أن يعود النازح إلى منطقته الأصلية، أعطينا خيارات أخرى، قد يرغب في الاستقرار في المنطقة الموجود فيها أو العودة حسب قراره، المهم لدينا أن يغادر الخيمة، فهي مكان غير ملائم للعيش، حتى لو خصصنا له إدامة شهرية».
كما أكدت وزيرة الهجرة أن وزارة المالية ستطلق منحة خاصة لأولئك الذين تعرضت منازلهم للهدم تشجيعا لهم على العودة إلى مناطقهم.
وأوضحت أن الوزارة أعطت خيارات أخرى للسكن غير المناطق الأصلية لمراعاة أي مشاكل عشائرية محتملة.
رئيس إقليم #كردستان: التحديات الحالية أصعب من مرحلة داعش.. وتقرير مصير التحالف الدولي ضمن إطار #العراق وليس بمفردنا#العربية pic.twitter.com/iFHDnVtIqK
— العربية (@AlArabiya) February 14, 2024
وقالت «أربيل بدأت تستغل هذا الملف على مستوى سياسي وانتخابي، وعلى مستوى دولي أيضا».
وردا على سؤال حول دور الأمم المتحدة في ملف النازحين، قالت الوزيرة «أمس كنا في اجتماع مع الأمم المتحدة، وهم بلغوني بأنهم حاولوا من خلال أطراف خارج العراق الضغط على حكومة أربيل حتى تكون مرنة معهم في عودة النازحين، لكنها رفضت أيضا».
لماذا استقلت كردستان؟
اعتبرت الحكومة العراقية إصرار الأكراد بشأن كردية كركوك كإعلان حرب وهذا ما دفع الحكومة العراقية في مارس 1974م، إلى إعلان الحكم الذاتي للأكراد من جانب واحد فقط دون موافقة الأكراد الذين اعتبروا الاتفاقية الجديدة بعيدة كل البعد عن اتفاقيات سنة 1970م، حيث لم تعتبر إعلان 1974م، مدينة كركوك وخانقين وجبل سنجار من المناطق.
انسحاب القوات الأميركية من العراق؟ السوداني ورباعي الكونغرس يجتمعون في ميونخ