أميركا تتحدث عن ضمانات عربية لـ«أمن إسرائيل»
على وقع تعثر المفاوضات غبر المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية، جاء حديث وزير الخارجية الأميركية عن «استعداد عربي لتقديم وتقديم التزامات وضمانات أمنية حتى تشعر إسرائيل بمزيد من الأمان»، في حين أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوم السبت إن السبيل الوحيد نحو الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك في إسرائيل، هو إقامة دولة فلسطينية،
وفي وقت سابق، كشف دبلوماسي غربي عن كواليس لقاء مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية اجتمعوا في ميونيخ يوم الجمعة لبحث التقدم بشأن صياغة خطة لغزة بعد الحرب وربط ذلك بجهود ما يعرف بـ«تطبيع» العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وكان بلينكن ونظيره السعودي ووزراء خارجية الأردن وقطر وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا من بين الذين اجتمعوا على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن.
بلينكن: فرصة استثنائية لإسرائيل
وفي مؤتمر ميونيخ، قال وزير الخارجية الأميركي إن أمام إسرائيل «فرصة استثنائية» في الأشهر المقبلة لتطبيع العلاقات مع جيرانها العرب، مؤكدا أيضا ضرورة إقامة دولة فلسطينية.
وخلال حلقة نقاشية بمؤتمر ميونيخ للأمن أشار بلينكن إلى وجود جهود حقيقية تقودها دول عربية لتعزيز السلطة الفلسطينية حتى تكون أكثر فعالية في تمثيل الفلسطينيين. وقال بلينكن «كل الدول العربية تقريبا تريد الآن بصدق دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات… وتقديم التزامات وضمانات أمنية حتى تشعر إسرائيل بمزيد من الأمان».
وأضاف «أعتقد كذلك بوجود ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى للمضي قدما نحو إقامة دولة فلسطينية تضمن أيضا أمن إسرائيل».
لكن الأمير فيصل وخلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، رد على سؤال عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قائلا «نحن نركز على وقف إطلاق النار وعلى الانسحاب الإسرائيلي من غزة ونركز على إدخال المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة».
وتكرر الرياض القول إنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. في حين تعمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على إبرام صفقة ضخمة من شأنها أن تشهد تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وتسعى المملكة ودول عربية أخرى إلى إقامة دولة فلسطينية في إطار هذه الصفقة.
وفي طريق محتمل نحو هذه الصفقة، جرت هذا الأسبوع في القاهرة مفاوضات شارك فيها وسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل محتجزين إسرائيليين وأسرى فلسطينيين.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر ميونيخ للأمن «أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق قريبا جدا. لكن النسق الذي ساد في الأيام القليلة الماضية لم يكن واعدا جدا حقا».
وقال الشيخ محمد إنه لا يستطيع الخوض في تفاصيل المفاوضات، لكن كما هو الحال مع الاتفاقات السابقة يوجد عنصران هما الأوضاع الإنسانية في غزة وعدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأضاف «أنا أؤمن بهذا الاتفاق لأننا نتحدث على نطاق أوسع ولا نزال نرى بعض الصعوبات في الجانب الإنساني من هذه المفاوضات».
وعبر الشيخ محمد عن اعتقاده بأنه إذا أحرزت المفاوضات إزاء العنصر الإنساني في أي اتفاق تقدما، فسيتم في نهاية المطاف معالجة العقبة المتعلقة بأعداد المفرج عنهم.
نتنياهو يتعنت
لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال يوم السبت إنه أرسل مفاوضين إلى محادثات الهدنة في القاهرة بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، إلا أنهم لم يعودوا لاستكمال محادثات أخرى لأن طلبات حماس ضرب من ضروب «الخيال»، حسب زعمه.
ويضر نتنياهو على المضي قدما في العدوان على رفح، وقال «كل من يريد أن يمنعنا من تنفيذ عملية في رفح يقول لنا بالأساس اخسروا الحرب. لن أستسلم لذلك».
جاء ذلك ردا على سيل من الدعوات الدولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الأساسية، لعدم المضي قدما في عملية عسكرية في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع حيث يتجمع 1، 4 مليون شخص، معظمهم من النازحين، على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.
اقرأ المزيد
الرئاسة الفلسطينية تكشف كواليس مفاوضات «إقامة الدولة»
خاص| مخاوف أمنية تدير الحراك الدبلوماسي الخليجي بمؤتمر ميونيخ