لماذا أوقفت السعودية تصاريح العمرة للإيرانيين؟
يشهد ملف المعتمرين الإيرانيين تأزمًا خلال الأسابيع الماضية، وسط تبادل المسؤولية عن السبب الحقيقي وراء تعطل منظومة التأشيرة التي تحدثت طهران والرياض مؤخرًا عن تفعيلها، بعد انقطاع دام 9 سنوات.
تطور ملف المعتمرين الإيرانيين
في مطلع يناير الماضي، أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سيد عباس حسيني أن السعودية سهَّلت عملية منح تأشيرات الدخول للمعتمرين بعد دفع الرسوم الخاصة بهذه الشعيرة الإسلامية خلال ساعة، وفق وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.
وقتها أعلن مساعد قسم الحج والعمرة التابع لمنظمة الحج والزيارة غلام رضا رضائي استعداد 150 ألف معتمر إيراني للتوجه إلى الديار المقدسة.
ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن الرئيس التنفيذي لشركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية رضا نخجواني، قوله إن بلاده سترسل المعتمرين إلى السعودية عن طريق عشرة مطارات، على أن يستمر إرسال المعتمرين حتى 18 مارس المقبل.
ومنذ عام 2016 يؤدي الإيرانيون فريضة الحج فقط بموجب حصص وتوقيتات سنوية صارمة، وبذلك يستطيع الإيرانيون حاليًا الذهاب لأداء مناسك العمرة أيضًا.
ونشرت وكالة «فارس» تقديرات تتوقع أن يسافر حوالي 70 ألف معتمر إيراني إلى السعودية بحلول نهاية فبراير 2024.
توقف مفاجئ
لكن هذه الاستعدادات توقفت على نحو مفاجئ، وسط غموض يحيط بالسبب الحقيقي وراء تراجع السعودية عن قرار منح التأشيرة للمعتمرين الإيرانيين، في حين أجرى مسؤولون من البلدين اجتماعات مكثفة خلال الأسابيع الماضية لحل الإشكالية.
وفي طهران، تحدثت تقارير عن كون مسألة إلغاء رحلات العمرة يتعلق بهيكلية الطيران والبنية التحتية للنقل الجوي في البلاد، لكن المتحدث باسم الخطوط الجوية الإيرانية حسام قربان علي قال إن بلاده على استعداد تام لتنفيذ رحلات العمرة واستقبال الحجاج، بحسب وكالة «إرنا» الإيرانية.
وأضاف قربان أن أسطول شركة الخطوط الجوية الإيرانية «هما» على أتم الاستعداد للقيام برحلات العمرة، لأنه بحسب الخطة كان من المفترض تجنب الرحلات الإقليمية بواسطة طائرات «هما» الضخمة وتخصيصها فقط لرحلات العمرة.
وتابع: «حتى يوم رحلات العمرة، لم تكن هناك أي مشاكل من جانب شركة (هما) ومبنى السلام بمطار الخميني»، موضحًا أن «المشكلة كانت على مستوى آخر، والذي لا علاقة له بهيكل الطيران ومنظمة الطيران المدني والمطارات والملاحة الجوية الإيرانية وشركة الخطوط الجوية الايرانية سواء من حيث من نوع الطائرات أو عام صناعتها إذ إنها تقوم برحلات إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم».
وأضاف المسؤول الإيراني أن «الخطوط الجوية الإيرانية قامت بجميع الترتيبات اللازمة لإنجاز رحلات العمرة منذ البداية، وعدم التصريح ليس له علاقة بشركة (إيران إير) ويرتبط بعدم إصدار الحكومة السعودية الإذن لأداء مناسك العمرة».
بن فرحان: «لا يوجد أي اعتبار سياسي فيما يتعلق بوجود الإيرانيين في مناسك العمرة، وحل المشكلة الفنية في هيئة الطيران السعودي»
في السياق نفسه، ناقش وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أول أمس الجمعة، سبب تأخير حل مشكلة رحلات العمرة للإيرانيين.
اتصال هاتفي
وخلال اتصال هاتفي بين الوزيرين، أكد بن فرحان أنه «لا يوجد أي اعتبار سياسي فيما يتعلق بوجود الإيرانيين في مناسك العمرة، وحل المشكلة الفنية في هيئة الطيران السعودي في الخطوة الأخيرة»، وفقًا لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية.
كما أعرب وزير الخارجية السعودي لنظيره الإيراني عن أمله في استئناف رحلات حجاج العمرة الإيرانيين إلى مكة والمدينة المنورة.
والشهر الماضي أعلنت طهران عن اتفاق لعودة الحجاج الإيرانيون إلى السعودية لأداء مناسك العمرة بعد مفاوضات بين البلدين عقدت في طهران، والتقى خلالها مندوبون من وزارة الخارجية السعودية والطيران السعودي بنظرائهم الإيرانيين، وزاروا عدة مطارات في جميع أنحاء إيران.
وكان من المقرر أن ترسل إيران حجاج العمرة إلى المملكة العربية السعودية في 3 يناير الماضي، ولكن جرى تعليق الخطة بعد عدم إصدار السعودية الأذونات اللازمة للرحلات الجوية الإيرانية. وقالت منظمة الطيران المدني الإيرانية في وقت سابق إن المشاكل الحالية فنية، ولا تتعلق بقضايا سياسية أو مالية.
وشهدت العلاقات السعودية الإيرانية تحسنًا، منذ توسطت في مارس الماضي، للتقارب بين الرياض وطهران، وأثمرت تلك الجهود عن استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة. وتهدف المفاوضات بين إيران والسعودية أيضًا إلى إعادة السياحة غير الدينية بين البلدين برحلات جوية تربط عاصمتيهما.
اقرأ أيضًا:
السعودية تمنح تأشيرات الدخول للمعتمرين الإيرانيين في ساعة