خليجيون| هل انتهت مهمة المبعوث الأممي باتيلي في ليبيا؟
تباينت آراء محللين بشأن مستقبل مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، بعد إخفاق مبادرة طرحها في نوفمبر الماضي لجمع الفرقاء السياسيين الليبيين، وتفاقم الجدل بعد هجوم نادر شنه باتيلي على حكومتي غرب وشرق ليبيا، قوبل برفض من حكومة شرق ليبيا.
عقبات أمام مهمة باتيلي
وتواجه مهمه باتيلي عقبات قد تلحقه بمصير ثمانية مبعوثين أمميين سابقين، في بلد يشهدانقساما سياسيا وعسكريا وأمنيا، وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى في غرب البلاد ومقرّها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى في شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب.
وزادت وتيرة الانتقادات إلى المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، عقب مقابلة مع قناة «الحدث» السعودية، تحدث فيها عن ما وصفه بـ«تنازع حكومتي الدبيبة وحماد على الشرعية»، واعتبر أنه «ليست هنالك أية مؤسسة تتمتع بالشرعية في ليبيا»، مشددا على أن «الحل الوحيد» لتحقيق الأمن والازدهار لليبيا هو «تشكيل حكومة جديدة موحدة».
حماد: باتيلي شخص غير مرغوب فيه
في المقابل، كان رد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، في شرق البلاد، الذي اعتبر المبعوث الأممي بات «شخصًا غير مُرحَّب به في كل المدن والمناطق الخاضعة للسيطرة الإدارية للحكومة الليبية». وذلك في كلمة لأسامة حماد من مدينة درنة لمناسبة مرور الذكرى الثالثة عشرة لثورة 17 فبراير.
حماد أرجع موقفه إلى «عجز البعثة الأممية عن دعم أيَّ مشروع يضمن حل المشكلة وينهي الانقسام»، متحدثًا عن «فشل» المبعوث الأممي بسبب «سياساته الخاطئة»، ومتابعًا: «لذلك رفضنا التعامل معه، واعتبرناه شخصًا غير مُرحَّب به في كل المدن والمناطق الخاضعة للسيطرة الإدارية للحكومة الليبية، ونحن مستعدون للتعامل مع منْ يأتي خلفًا له».
وسبق أن دعا المبعوث الأممي إلى طاولة حوار خماسية، لم تتضمن ممثلين عن حكومة أسامة حماد، وهو ما رفضه مجلس النواب، الذي يتمسك بمشاركة حكومة حماد في الحوار المقترح.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بنغازي، محمد حسن مخلوف في تصريح إلى «خليجيون» «إن مهمة باتيلي انتهت عمليا في ليبيا، إذ لم يقدم جديدا في ليبيا، وورغم أنه أجرى نقاشات مع كافة الأطراف السياسية والعسكرية في ليبيا، إلا أنه تمسك بمسار واحد عبر مبادرة خماسية فشلت قبل أن تبدأ ودون تجهيز خطط بديلة».
تحفظات على آداء المبعوث الأممي
ويشير الأكاديمي الليبي، الذي يترأس أيضا مكتب تجمع المصالحة الوطنية بالمنطقة الشرقية، إلى «عدة تحفظات على آداء المبعوث الأممي الحالي آخرها ما كشفته إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن الأسبوع الماضي من عدم دراية بعديد من التفاصيل السياسية في ليبيا.
ولم يستبعد مخلوف في الوقت نفسه «تعرض الدبلوماسي السنغالي إلى ضغوطات داخلية ليبية أو إقليمية أو دولية عرقلت مهمته».
إلى جانب ذلك، فإن «السنغال (مسقط رأس باتيلي) تستعد لانتخابات رئاسية في مايو المقبل، ربما يقدم المبعوث الأممي أوراق ترشحه فيها، ويترك مهمته الدولية في ليبيا»، وفق مخلوف.
وعبد الله باتيلي، سياسي سنغالي له مؤلفات في السياسة والتاريخ، ترشح للرئاسة في السنغال عامي 1993 و2007، وفي الثاني من سبتمبر 2022 عينه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ممثلا خاصا له في ليبيا.
وخلف باتيلي السلوفاكي يان كوبيش في المنصب الذي تنحى عنه الأخير أواخر 2021، حين تعثرت الدبلوماسية في حل الصراع الممتد في ليبيا وأخفقت في إجراء الانتخابات العامة التي كانت مقررة في 24 ديسمبر 2021، قبل أن تؤجل لأجل غير مسمى.
البحث عن بديل؟
ويعرب المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي في تصريح إلى «خليجيون» عن الاعتقاد أن «باتيلي اخفق في اداره الملف الليبي ولا يملك أية فرصة اخرى لإيجاد تقارب بين القوى السياسية الليبية خصوصا انه متهم بعدم الحيادية في التعاطي مع الأطراف الليبية»، ويردف بالقول «هناك مطالبات بإبعاده من رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، ناهيك عن فشله في إحراز اي تقدم في الملف الليبي».
ويرجح المهدوي أن «مهمة باتيلي في ليبيا شارفت علي الانتهاء»، معربا عن اعتقاده أن «البحث عن بديل له سيكون مطروحًا أمام مجلس الأمن خصوصا من جانب روسيا وفرنسا».
في المقابل، يقول جلال حرشاوي، المحلل المختص بالشؤون الليبية والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن «باتيلي ما يزال يراهن على دعم بعض الدول الغربية في حل المأزق الذي وصلت إليه الأزمة الليبية».
ولم يستبعد حرشاوي أن «تنظم فرنسا مؤتمرًا حول الوضع في ليبيا. والأهم من ذلك، قد تبدأ تركيا بممارسة الضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة الدبيبة».
اقرأ المزيد:
بعد كارثة الفيضانات.. «قنبلة مائية» تهدد بإغراق غرب ليبيا