«توقفوا الآن الناس منهكون».. رسالة من بابا الفاتيكان لطرفي الحرب في السودان
لا أفق قريب ولا بادرة انفراجة في الصراع الدامي داخل السودان والذي دفع البلاد لشفا المجاعة والانعزال عن العالم الخارجي في وقت يتجاهل العالم الكارثة السودانية بسبب التركيز الدولي على الصراع في غزة.
بابا الفاتيكان كان أخر الأصوات التي طالبت بوقف الحرب، وناشد البابا اليوم الأحد طرفي الصراع في السودان إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر وتسببت في نزوح ملايين الأشخاص وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
وقال البابا فرنسيس «أطلب مرة أخرى من الطرفين المتحاربين إنهاء هذه الحرب التي تلحق الكثير من الضرر بالشعب ومستقبل البلاد».
وأضاف «دعونا نصلي من أجل إيجاد سبل السلام قريبا لمستقبل السودان الحبيب».، وفق «رويترز».
ولم تفلح الجهود الدبلوماسية حتى الآن في إنهاء الحرب الأهلية في السودان التي تدور رحاها بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
لما قامت حرب أهلية في جنوب السودان بين قبيلتي الرئيس سلفاكير ونائب الرئيس مشار أوقفتها أمريكا خلال شهور
في 2019 لما اقتربت الأوضاع من الانفجار مجددا جمع بابا الفاتيكان طرفي النزاع وقبل أقدامهم لمنع الحرب
أما فالسودان فالعالم سايبه يولع عادي .. ليه؟ https://t.co/JdSLLgsRQ9 pic.twitter.com/ZifBN3NWpv
— Not Mostafa (@MostafaWhispers) December 8, 2023
عالم صراعات
وفي كلمته الأسبوعية اليوم الأحد، أشار البابا فرنسيس أيضا إلى الصراعات في موزمبيق وأوكرانيا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وقال «أينما يوجد قتال، يكون السكان منهكون، لقد سئموا من الحرب، التي تكون دائما عديمة الفائدة وغير حاسمة ولن تجلب سوى الموت والدمار ولن تؤدي أبدا إلى حل المشكلة».
بداية الصراع في السودان
اندلع الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش من أجل السيطرة على السودان منذ أبريل في حرب أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ما يقرب من ثمانية ملايين وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
وبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، سيطرت قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، وشقيقتيها بحري وأم درمان، ومعظم الأراضي في ولايتي غرب كردفان ودارفور.
وحافظ الجيش على السيطرة على معظم قواعده في العاصمة لكنه لم يحرز تقدما كبيرا حتى بداية العام عندما قال سكان إنه استخدم الطائرات المسيرة بشكل أكبر.
ويبدو أن ذلك ساعد الجيش على التقدم بمحيط قواعده شمال وجنوب المدينة وإنشاء نطاق سيطرة بمحاذاة العاصمة.
وتحتفظ قوات الدعم السريع بالسيطرة على مناطق في شرق أم درمان وكذلك منطقة امبدة مترامية الأطراف التي تربط العاصمة بالمناطق الغربية، ويقول السكان إن لديها قناصة يتمركزون على الطرق الرئيسية.
ورغم انقطاع الإنترنت لمدة أسبوعين، ظهرت صور من المدينة تظهر مدنيين وجنودا يحتفلون.
ويقول سكان أم درمان والخرطوم ومدن أخرى إن قوات الدعم السريع أجبرتهم على الخروج من منازلهم، ونهبت ممتلكاتهم، واغتصبت النساء. وتتهم الولايات المتحدة القوات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتطهير عرقي في ولاية غرب دارفور.
الصراع في السودان يسبب أزمات إنسانية لا يمكن تخيلها... المزيد في هذا التقرير/ إعلام العرب pic.twitter.com/to8IUa0b8h
— إعلام العرب (@I3lamAl3arab) February 13, 2024
كما يواجه الجيش الذي نفذ حملة واسعة من الضربات الجوية اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وينفي كل من الجيش وقوات الدعم السريع هذه الاتهامات. وتقول قوات الدعم السريع إن الجناة المارقين سيقدمون إلى العدالة.
الرؤوس المقطوعة
في المقابل قال الجيش السوداني اليوم الجمعة إنه فتح تحقيقا على خلفية ما وصفه «بالمحتوى الصادم» لمقاطع مصورة تم تداولها أمس وظهر فيها أشخاص يعرضون رأسين مقطوعين «لاثنين من أفراد قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأضاف مكتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان على فيسبوك أن الجيش سيحاسب المتورطين إذا أثبتت نتائج التحقيق أنهم من أفراده.، وفق تقرير لوكالة أنباء العالم العربي.
وأكد البيان أن القوات المسلحة تلتزم تماما «بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية.. .منذ بدء هذه الحرب».
كيف تنظر #جنوب_السودان إلى طرفي الصراع في #السودان؟
ستيفن نقور عضو لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان جنوب السودان يُجيب pic.twitter.com/L3u2uGvbXT— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 13, 2024
كان نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية وعضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي، قد أكد أمس أنه لا تفاوض مع قوات الدعم السريع وأن الجيش ماض في قتالها لحين بسط سيطرته على كامل البلاد.
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.