ما أسباب الهدوء بين الصومال وإثيوبيا بعد الاعتراف بـ«بونتلاند»؟
أكد مسؤول صومالي أن بلاده لا تحب التصعيد وأن الكفة تميل للحلول الدبلوماسية للخلافات بين الصومال وإثيوبيا، «على الأقل في الوقت الراهن».
وفي مطلع يناير الماضي، تصاعدت التوترات بين البلدين بسبب توقيع الحكومة الإثيوبية مذكرة تفاهم مع أرض الصومال، تمهيدا لتأجير ميناء بربرة المطل على البحر الأحمر لمدة 50 عاما.
وأعلنت أرض الصومال انفصالها عن دولة الصومال في 1991، ولم تحصل على اعتراف دولي رسمي.
وقال مستشار وزير الداخلية الصومالي آدم حسين في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي «الصومال يقدم جهوده في الجانب الدبلوماسي على الأقل، على المدى المنظور، لكن إذا اقتضى الأمر وصار نوع من التصعيد من قبل الإثيوبيين، فإن الحكومة الصومالية حينئذ لا تملك خيارات كثيرة للرد المناسب».
كان الصومال قد أدان ما وصفه بأنه «محاولة استفزازية» من جانب الحكومة الإثيوبية لمنع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود من حضور القمة الأفريقية التي افتُتحت في أديس أبابا يوم السبت.
وقال مستشار وزير الداخلية الصومالي إنه كانت هناك عراقيل ممنهجة أو مقصودة من قبل السلطات الإثيوبية لمنع رئيس الصومال من الوصول لمقر انعقاد القمة لعرض وجهة نظره هناك، في«خروج عن العرف الدبلوماسي».
وتابع قائلا إن الإثيوبيين «تذرعوا بأنه كان على عاتقهم حماية الوفود، وهي ذرائع فقط، لكن حسب الموقف الصومالي الرسمي.. .هم حاولوا منع وصول الرئيس إلى القاعة».
الصومال يصدر بيانا شديد اللهجة
وأصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الصومالية بيانا جاء فيه «هذا التصرف ينتهك كل البروتوكولات الدبلوماسية والدولية، والأكثر خطورة، التقاليد الراسخة للاتحاد الأفريقي».
لكن في وقت لاحق يوم السبت، ذكرت وكالة الأنباء الصومالية أن الرئيس شارك في القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الأفريقي، وأكد في كلمته أن الخطوات التي اتخذتها إثيوبيا في الآونة الأخيرة «غير مقبولة»، خاصة توقيع مذكرة التفاهم مع منطقة أرض الصومال الانفصالية.
وقال حسين «هناك الكثير من الدوافع التي تدفع إثيوبيا للقيام بمثل هذه الأفعال، منها دافع متمثل في شخصية (رئيس الوزراء) أبي أحمد لأنه يعاني من صراعات داخلية، فبالتالي يريد أن يظهر في مظهر البطل المنتصر الذي وقَّع اتفاقية كذا وضمن لإثيوبيا كذا، وهذا أمر معروف، ولا قيمة له لأنه خطاب شعبوي».
وأردف «الأمر الآخر أن إثيوبيا تريد أن تستغل هشاشة الوضع الداخلي، لكن الصومال الآن بدأ يتعافى وجيشه بدأ يتعافى، والصومال دافع عن سيادته وهو في أضعف حالاته».
واستطرد «البعد العربي متضامن مع الصومال.. وكل المؤسسات والمنظمات الدولية بما فيها الاتحاد الأفريقي أوضحوا بشكل لا لبس فيه أنه يجب مراعاة سيادة الصومال، وأن إثيوبيا بإبرام هذه المذكرة خرقت هذه السيادة».
وعن التحالفات الصومالية مع دول المنطقة، قال "الصومال سيتحالف مع أي طرف آخر يراه يخدم مصالحه، سواء كان على المستوى الإقليمي أو الدولي. وزيارة الرئيس للقاهرة ولمحطات أخرى مهمة، كتوقيع اتفاقيات مع أميركا وتركيا، تأتي في هذا السياق».
ووقّعت الحكومة الصومالية والولايات المتحدة يوم الخميس اتفاقاً لتعزيز قدرات القوات المسلحة الصومالية في حربها ضد حركة «الشباب» الإرهابية. ويقضي الاتفاق الذي تم توقيعه في مقديشو، الخميس، بزيادة الدعم الأميركي المقدم للجيش الصومالي، في وقت يواجه فيه الصوماليون خطر تمدد العمليات الإرهابية، إضافة إلى توتر إقليمي تسبب فيه اتفاق مبدئي بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال الانفصالي لتأسيس قاعدة عسكرية وميناء في مدخل البحر الأحمر.
وسبق أن أكد وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماع طارئ عُقد مؤخرا لدعم الصومال، وصفوا اتفاق إثيوبيا وأرض الصومال بأنه «انقلاب صارخ على الثوابت العربية والأفريقية والدولية المستقرة، ومخالفة واضحة للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية النافذة».
اقرأ المزيد:
أميركا تقصف الصومال ومقتل 2 من «الشباب»
خليجيون| هل انتهت مهمة المبعوث الأممي باتيلي في ليبيا؟
«فيلق أفريقيا».. بوتين يعيد توجيه جيوشه في القارة الفقيرة.. ماهي مكاسبه؟