«خليجيون»| إسرائيل توسع الفتنة المغربية - الجزائرية من «بوابة الصحراء»
عادت الخلافات الجزائرية - المغربية للظهور مجددًا بصيغة إعلامية، اشتم فيها مراقبون رائحة الكيان الإسرائيلي، الذي يستفيد من حالة الشقاق بين المملكة المغربية المطبعة للعلاقات مع تل أبيب والجزائر التي تنصبها العداء، وتلاحقها في المحافل الدولية.
البداية عندما نشرت وسائل إعلام، بعضها مغربية، تقارير تفيد بإرسال أميركا وبريطانيا تحذير إلى رعاياهما من التواجد في الجزائر، وخصوصًا في تندوف، لأسباب أمنية، لكن الدولتان لم يصدرا أية بيانات رسمية بالخصوص.
في الأثناء، اتهم مراقبون جزائريون أطرافًا مغربية بمحاولة تشويه الجزائر لحساب الاحتلال الإسرائيلي عبر تقارير سربتها وسائل إعلام غير رسمية، مرجعين ذلك إلى الخلاف التاريخي بين البلدين بخصوص قضية البوليساريو، فضلاً عن حالة التطبيع الإسرائيلي مع المغرب، في مقابل الموقف الجزائري المناهض للاحتلال.
ويصوت اليوم الثلاثاء مجلس على مشروع قرار صاغته الجزائر لوقف فوري للنار في غزة.
ومن بين المنصات الإعلامية التي نشرت الأنباء المزعومة، صحيفتا هسبريس المغربية وأخبار المغرب العالمية، دون إعلان رسمي أميركي.
ونقلت صحيفة «هسبريس» المغربية بيانًا زعمت أنه صادر من السفارة الأميركية فحواه: «أعزائي المواطنين الأمريكيين في الجزائر: هذا تنبيه أمني لزيادة خطر اختطاف المواطنين الغربيين.: بالقرب من المخيمات في تندوف، الجزائر». ووفقا للبيان، فإن السفارة دعت رعاياها إلى تجنب المنطقة «حتى 15 مارس»، كما أوصت بـ«البقاء في حالة تأهب في المواقع التي يرتادها السياح الغربيون».
وبالبحث في حسابات السفارة الأميركية والخارجية البريطانية على مواقع التواصل الاجتماعي تأكد خلوهما من تلك المزاعم.
بينما أشارت الصفحة إلى أن الولايات المتحدة والجزائر عقدا ورشة عمل تعاونية حول مكافحة تمويل الإرهاب ومكافحة غسل الأموال لتعزيز الحوار بينهما.
مزاعم مغربية
ويقول المحلل السياسي الجزائري عنتر فرحات في تصريح إلى «خليجيون» إن «تلك الأنباء مجرد مزاعم تبثها الوسائل الإعلامية المغربية وتتناقلها منصات أخرى تستهدف تشويه صورة الجزائر أمام العالم وتهديد السياحة، بخلاف السياسية المختلفة بين البلدين حول التطبيع مع الكيان الإسرائيلي».
ويضيف فرحات أن «منطقة تندوف مليئة بالمناجم وتشرف عليها المخابرات الجزائرية والأجهزة الأمنية نظرًا لأهميتها الاقتصادية، كما أنها تخلو من الكثافة السكانية بعكس باقي مناطق الجزائر».
وعن اتهام البوليساريو بالتورط في خطف أجانب علق المحلل السياسي الجزائري، قائلا: «البوليساريو على الحدود المغربية الجزائرية في الصحراء الغربية وليس من السهل اختراق حدود بلادنا واختطاف أجانب أو ارتكاب أي أعمال غير قانونية».
وفي أكتوبر 2023 ارتفعت وتيرة الخلاف بين الجزائر والمغرب، إذ قدمت المغرب اعتراضا أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، على دعم مخيمات تندوف، قائلة إنها «تسيطر عليها (البوليساريو) في جنوب غرب الجزائر».
ومدينة تندوف الجزائرية بالصحراء الغربية، التي تمتد مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة. وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
خلاف بوليساريو وإسرائيل
وأرجع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع المزاعم المغربية إلى «حالة الخلاف التاريخ المتعلق بقضية البوليساريو، فضلا عن التطبيع القائم بين الاحتلال الإسرائيلي والمغرب».
ولفت ربيع في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن «مراكش تحاول إزعاج الجزائر لاسيما أن موقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية ومناهضا للاحتلال الإسرائيلي».
وعن موقف المغرب والجزائر فيما يخص القضية الفلسطينية، يقول الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، «إن الجزائر موقفها مشرف للعرب فهي تدافع عن قضية مصيرية للمنطقة بعكس الآخرى التي تراعي التطبيع على حساب فلسطين»، لافتا إلى أن «مراكش بهذا الشكل تلجأ لأساليب غير سليمة تصل إلى فبركة تقارير إعلامية كناية في دولة آخرى».
ومنذ عقود تننازع المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية، حيث يعتبرها كل منهم ملكية خاصة، في حين أن جبهة البوليساريو وهي حركة استقلال تدعمها الجزائر، تطالب بدولة ذات سيادة وتقاتل من أجل الاستقلال مما تسبب في نزوح جماعي للاجئين من أطول نزاع إقليمي في أفريقيا.
ولطالما يقول المغرب إن «الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991».
اقرأ المزيد
خليجيون| ما دلالات الاستنفار الغربي ضد جرائم الخطف في الجزائر؟