خليجيون| الوجه الأخر لـ«فيتو» أميركا الثالث ضد غزة
للمرة الثالثة، لم تتورع المندوبة الأميركية في مجلس الأمن عن التلويح يدها اليسري ضد مشروع قرار جزائري لوقف إطلاق نار إنساني في غزة لادخال المساعدات لسكان القطاع المحاصرين.
آداء سياسي أميركي معهود، يضعه الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، والمحلل السياسي المصري في «خانة التأييد الأميركي المباشر والصريح لدولة الكيان الإسرائيلي».
وصوت 13 من الدول الأعضاء بالمجلس لصالح النص الذي صاغته الجزائر بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
واستبق سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع الفيتو الأميركي بالقول إن «التصويت لصالح مشروع القرار هذا هو دعم لحق الفلسطينيين في الحياة. وعلى العكس من ذلك، فإن التصويت ضده يعني تأييدا للعنف الوحشي والعقاب الجماعي الذي يتعرضون له».
يستغرب عمرو هاشم ربيع من اعتقاد كثير من الأطراف بحيادية واشنطن فيما يتعلق بالصراع العربي وأحداث غزة الأخيرة، مضيفا في اتصال لـ «خليجيون» أن «الولايات المتحدة شريك أساسي في الحرب على قطاع غزة وهي الداعم الأكبر والراعي للاحتلال على الدوام».
ويشرح المحلل السياسي المصري أن «الولايات المتحدة حلت محل بريطانيا وفرنسا من قبل في رعاية دولة الكيان في دورة رعاية اتفقت عليها مصالح الصهيونية العالمية والعالم العلماني في أوروبا».
فيتو.. ليندا توماس
الفيتو الأميركي لم يكن مفاجأة، إذ سبق أن لوحت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد يوم السبت باستخدام احق النقض ضد مشروع القرار بسبب مخاوف من أنه قد يعرض محادثات الهدنة للخطر، حد قولها.
ويحمل الدكتور عمر ربيع هشام الدول العربية في قبول «التنازلات في القضية الفلسطينية والتي تحولت على مدار سنين إلى نزاع يومي صدر فكرة أن الصراع بات من طبائع الأمور ومسلم به، وبناء عليه بدأ العرب في فكرة التنازل والتطبيع وتسمية الأشياء بغير مسمياتها» شارحا أن «العرب مثلا تخلوا عن حدود 48 ثم تكلموا عن حدود 67 ثم الحديث الآن عن حكم ذاتي ركيك للفلسطينين مقطع الأوصال».
فيتو أميركي وقوافل شهداء في غزة
وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في استشهاد 29195 شخصا وإصابة 69170 في الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر، وفي حين تخوض المقاومة الفلسطينية معارك ضارية ضد قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من القطاع.
ونددت حركة حماس في وقت سابق باستخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو) ضد دعوة مجلس الأمن «لوقف إطلاق نار فوري» في غزة، واصفة إياه بأنه «ضوء أخضر» لإسرائيل لارتكاب «مزيد من المجازر». وقالت الحركة في بيان «هذا الفيتو يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي ويعرقل الجهود الدولية لوقف العدوان ويزيد من معاناة شعبنا».
ويرى الدكتور عمرو الشوبكي المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحديث عن معاقبة الكيان في مجلس الأمن في ظل الفيتو الأميركي والبريطاني والفرنسي نوع من العبث وتضييع الوقت. معتبرا في تصريح إلى «خليجيون» أن ا«لأحداث على الأرض هي من تحسم نتائج الصراع بعيدا عن طاولات المفاوضات الموجهة ضد طرف بعينه».
اقرأ المزيد:
تركيا تعتقل 6 عملاء للمخابرات الصينية
مطلوب تحقيق دولي.. «اعتداءات جنسية» ضد الفلسطينيات في سجون الاحتلال