تفاصيل خطة إسرائيلية لعزل النازحين باتجاه مصر
كشفت وسائل إعلام أميركية عن تحركات إسرائيلية ميدانية من شأنها عزل أكثر من مليون نازح في جنوب غزة باتجاه الحدود مصر، وهو ما يدفع في اتجاه تنفيذ مخطط العملية العسكرية التي تنوي قوات الاحتلال تنفيذها في رفح.
أحدث التحركات الإسرائيلية تتمثل في إنشاء طريق يخترق وسط قطاع غزة، ويفصل الشمال عن الجنوب، بهدف تسهيل عملياته العسكرية، بحسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين في جيش الاحتلال.
إعادة تشكيل تضاريس قطاع غزة ليكون مناسبًا لتحركات عسكرية واسعة المجال، وهو ما يعمل على عزل الشمال عن الجنوب ويجعل إمكانية عودة النازحين صعبة
تقول الصحيفة الأميركية إن سلطات الاحتلال تحاول إعادة تشكيل تضاريس قطاع غزة ليكون مناسبًا لتحركات عسكرية واسعة المجال، وهو ما يعمل على عزل الشمال عن الجنوب ويجعل إمكانية عودة النازحين صعبة.
طريق يشق غزة نصفين
ووفق المعلومات المتوفرة، فإن الطريق يمتد إلى مسافة تبلغ نحو 8 كيلو مترات من حدود الأراضي المحتلة إلى ساحل القطاع، ويقسم مدينة غزة إلى قسمين، وذلك على طول شريط أرضي في الاتجاه الشرقي-الغربي يحتله الجنود الإسرائيليون منذ بداية العدوان.
توضح التقارير الأميركية أن هذه الخطة تتيح لجيش الاحتلال حرية التحرك بسهولة وسرعة عبر القطاع في مسار آمن، في حال انسحبت معظم القوات، بالإضافة إلى سيطرة القوات الإسرائيلية بالفعل على الطرق الرئيسية في شمال وجنوب غزة.
وحصلت صحيفة «وول ستريت جورنال» على صور بالأقمار الاصطناعية تعود إلى شهر فبراير الجاري تظهر طريقًا ترابيًا متعرجًا يُقسِّم غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، ويوازي طريقًا مرصوفًا قائمًا بين الشرق والغرب إلى الشمال قليلاً.
من أجل تنفيذ هذا الطريق بالخطط الموضوعة، فإن قوات الاحتلال ستقوم بهدم المنازل التي لا تزال قائمة بمسار الطريق وعلى جانبيه، ووضع قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر، وجعله أكثر فائدة من الناحية العسكرية، وفقاً للقطات بثتها القناة 14 الإسرائيلية السبت.
ويمكن أن يُشكِّل هذا الطريق واقعًا مغايرًا في قطاع غزة بشأن المرحلة المقبلة من الحرب أو كيفية التخطيط للانسحاب من المناطق المأهولة، والتركيز على الغارات المستهدفة ضد الحركة.
تساؤلات وغموض
ويفرض هذا الواقع الميداني تساؤلات بشأن الخطط عير المعلنة لإسرائيل بشأن احتلال قطاع غزة، وهي الفكرة التي يستبعدها الإعلام العبري، مقابل التخطيط للحفاظ على السيطرة الأمنية داخل حدودها لفترة غير محددة.
في تفاصيل المخطط الإسرائيلي، فإن الطريق الذي سيشق غزة نفصين يتضمن إنشاء نقاط أمنية على طوله، ونقاط عبور مختلفة بين الشمال والجنوب تخضع للحراسة، وهو ما يعني أن القطاع سيصبح منطقتين منفصلتين.
ويتزامن بناء وتوسيع الطريق مع إنشاء الجيش الإسرائيلي أيضًا منطقة عازلة بطول نحو كيلومتر واحد فقط داخل حدود غزة مع إسرائيل، حيث سيتم منع الفلسطينيين من الدخول، وهو ما يعني تغييرًا في حدود غزة أو تقسيم أراضيها.
حزام عسكري حول النازحين
ويشير مراقبون إلى أن الطريق قد يخلق بشكل فعال حزامًا عسكريًا عبر غزة، وهو ما قد يساعد في منع عودة حوالي مليون من سكان القطاع الذين نزحوا إلى الجنوب تحت القصف الإسرائيلي وسط دعوات للإجلاء خلال الأشهر الأولى من الحرب.
وهذه الخطوة قد تزيد من رغبات الترحال أكثر إلى الحدود مع مصر، وهي الخطة التي تريدها إسرائيل وترفضها السلطات المصرية وتعتبرها خطًا أحمر، محذرة من احتمال أن يؤدي العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة إلى نزوح فلسطينيين إلى سيناء، وهو أمر تقول القاهرة إنه غير مقبول على الإطلاق.
وفي خضم هذه التحركات، تقول التقارير العبرية إن القوات الإسرائيلية انتقلت خلال الأيام الأخيرة إلى المرحلة الثالثة من الحرب، إذ يتم استبدال تحركات القوات الكبيرة بغارات أكثر استهدافًا.
ويحذر مسؤولون غربيون ووكالات إغاثة من أن إجبار اللاجئين على التوجه إلى مصر سيكون أمرا كارثيا. وبدا أن كاتس يقلل من احتمال حدوث هذا الأمر وقال إن إسرائيل تناقش حاليا سبل إجلاء اللاجئين مع الولايات المتحدة بالإضافة إلى تنسيقها مع مصر.
وسبق دق أن مسؤولون أممين ناقوس الخطر من تدفق لاجئين فلسطينيين من رفح بغزة إلى سيناء بمصر، إذا ما شن الاحتلال عدوانه على شريط رفح الملاصق للحدود المصرية.
اقرأ أيضًا:
شاهد| أول رد مصري علي مزاعم المشاركة في تهجير الفلسطينيين
مشاهد صادمة من خان يونس و«السبعة الكبار» يحذرون من اجتياح رفح